جدل خلال نقاش حول سياسات الهجرة في البرلمان الفرنسي

جدل خلال نقاش بلا تصويت حول سياسات الهجرة في البرلمان الفرنسي

07 أكتوبر 2019
زعيم "فرنسا غير الخاضعة" هاجم سياسات الهجرة (فرانس برس)
+ الخط -
ناقش مجلس النواب الفرنسي، اليوم الاثنين، التوجهات الكبرى لـ"سياسة فرنسا في مجال الهجرة"، بحضور رئيس الوزراء، ووزراء الداخلية والخارجية والصحة، وبمبادرة من الرئيس إيمانويل ماكرون، وهو نقاش بلا تصويت، ولن يتمخض عنه أي مشروع قانون.


واعترف رئيس الوزراء إدوار فيليب، في كلمته، أن الأسئلة المطروحة في النقاش ليست جديدة، وقال "إننا لم نحقق كل أهدافنا، ومن الواجب علينا متابعة مجهوداتنا لفعل ما هو أفضل"، في إشارة إلى سياسات الحكومة منذ وصول ماكرون إلى السلطة، ومن بينها سن "قانون الهجرة واللجوء"، المثير للجدل.

وعرض رئيس الحكومة المقاربة الحكومية لقضية الهجرة المتمثلة في رفض مطالب اليمين المستحيلة، والتي أطلق عليها "الحلول المغلوطة" المتمثلة في "صفر هجرة"، ووضع حد لـ"قانون الأرض" من أجل الحصول على الجنسية الفرنسية، ورفض النظرة اليسارية "الساذجة"، وهو ما عبر عنه بالقول: "نحن نقود منذ سنتين سياسة هجرة بلا تشدد ولا سذاجة".

وأكد فيليب أنه سيقترح على الشركاء الأوروبيين "إعادة بناء فضاء شينغن من خلال تعزيز التضامن الأوروبي"، وشدد على أن "مكافحة الهجرة السرية تزداد فعالية"، وأن الحكومة متفتحة على مبدأ المحاصصة الذي تطالب به المعارَضة اليمينية منذ فترة طويلة، لكنه أكد أنه لا يمكن تطبيقه على طالبي اللجوء والتجمع العائلي والطلبة، بل على اليد العاملة. 

وباتت فرنسا في السنوات الأخيرة تجذب أعدادا أكبر من المهاجرين ومن طالبي اللجوء، في حين أن النسبة انخفضت في كثير من دول الجوار.

وشدد وزير الخارجية، جان إيف لودريان، على أنه "إذا لم نتحرك، فإننا نخاطر بانفجار شينغن وبتفكك أوروبا"، مضيفا أن "تجاهل المرء لإنسانية الآخَرين هو البداية لخسارة إنسانيته"، وأكد أن فرنسا تتفاوض مع كثير من البلدان التي ينحدر منها المهاجرون من أجل استعادتهم مقابل مساعدات مالية، وعلى تشجيع مرشحين جدد للهجرة على البقاء في بلدانهم.

في المقابل، اعتبر زعيم حركة "فرنسا غير الخاضعة"، جان لوك ميلانشون، أن النقاش ليس سوى "رهان انتخابي"، ووجّه سؤالا إلى رئيسي الدولة والحكومة: "لماذا تقومان بإذكاء النار؟ بلدنا يستحق ما هو أفضل من هذا النقاش"، وخاطبَ رئيسَ الحكومة قائلا: "لقد اخترتَ أن تجعل من صورة المهاجر كبشَ فداء".

وشدد ميلانشون على أن "المهاجر لا يغادر بلده طواعية"، وأنه "من الضروري مساعدة المهاجرين على البقاء في بلدانهم عبر تعاون عميق مع تلك البلدان".
أما رئيسة حزب "التجمع الوطني" اليميني المتطرف، مارين لوبان، فكررت الحديث عن "سيل عارم من المهاجرين يدمر النظم الاجتماعية، ويجعل فرنسا تشهد اجتياحاً حقيقيا، والسبب أن مسؤولينا لم يفعلوا شيئا، وواصلوا إنكار حقيقة الأمر، وقمعوا كل الأصوات المنشقّة".

ولن يشهد النقاش أي تصويت، أو مشروع قانون، وستكتفي الحكومة باستثمار بعض المقترحات والتوجهات، ومنها فكرة المحاصصة، والتي يريد اليمين واليمين المتطرف ألاّ تقتصر على العمال، وأن تشمل طالبي اللجوء.
وتغيب كثيرٌ من النواب عن اللقاء الذي كان فرصة للخلط بين الهجرة والاندماج واللجوء، حتى أن جان لوك ميلانشون، صاح في وجه رئيس الحكومة: "هذا الموضوع أشبع نقاشا، وعائلة لوبان منذ أربعين سنة شاهدة على هذا النقاش المتواصل".

المساهمون