فقراء غزّة وأيتامها يطالبون بـ"حقهم بالغذاء" بعد وقف المساعدات

فقراء وأيتام غزّة يطالبون بحقهم بالغذاء بعد وقف مساعدات البرنامج العالمي

غزة

جهاد عويص

avata
جهاد عويص
16 أكتوبر 2017
+ الخط -
وقف الطفل الفلسطيني حمد الله الشيخ خليل، ممسكًا بلافتة كُتب عليها "لا تحرموا اليتيم حقه"، للمطالبة بحقه في الحصول على الغذاء، بعد قرار إدارة برنامج الغذاء العالمي بوقف المساعدات الغذائية للفئات المهمشة. إذ سبق للطفل أن اشتكى من تقليص المواد التموينية، وفوجئً بقرار إيقاف البرنامج الذي يحصل بموجبه على الطعام في غزة.

وشارك الطفل الغزّي هو وعدد من الأيتام، إلى جانب 35 مؤسسة فلسطينية مستفيدة من برنامج التغذية المؤسساتية والممول من برنامج الأغذية العالمي، في مؤتمر صحافي عقدته تلك المؤسسات اليوم الإثنين، في معهد الأمل للأيتام، للاحتجاج على قرار إيقاف البرنامج، رافعين لافتات تنادي بحقهم في الحصول على الغذاء.

ويقول الشيخ خليل، الذي يعاني من شلل دماغي، بصوت متقطع لـ"العربي الجديد": "أنا أذهب للمدرسة وأنتظر حصة الفراغ للحصول على وجبة الغذاء، كنت أحصل على شطيرتين، بعدها تقلصت إلى واحدة، أريد أن أحصل على طعامي بجانب وجبات الفواكه المختلفة مثل التفاح والعنب".

في هذه الأثناء، أوضح رئيس مجلس إدارة معهد الأمل للأيتام، عبد المجيد الخضري، أنهم فوجئوا بقرار إدارة برنامج الغذاء العالمي وقفه، مع مطالبات سابقة لإدارة البرنامج بضرورة تحسين أدائه وليس بإنهائه، وإن القرار يعتبر مخالفة للاتفاقية الموقعة بين وزارة التنمية الاجتماعية والمؤسسات المستفيدة وبرنامج الأغذية العالمي والذي ينص على استمراره إلى 31 ديسمبر/كانون الأول 2017.

وقال الخضري في كلمته: "منذ عام 2014 قلصت إدارة البرنامج عدد المؤسسات المستفيدة من 56 إلى 35 مؤسسة فقط، وتوالت التقليصات في الأعوام السابقة ليصبح عدد المستفيدين من الأفراد نحو 4000 من أصل 7000 مستفيد، وتقليص الدورات التموينية من 6 دورات إلى 4 دورات سنويًا مع بداية عام 2015".



وأضاف: "في بداية عام 2016 تقلصت المواد التموينية مرة أخرى بنسبة 50 في المائة، ثم بنسبة 65 في المائة"، مؤكدًا أن جميع المؤسسات تعاني من نقص في التمويل في ظل تراجع المؤسسات الداعمة وارتفاع نسب الفقر وغلاء المعيشة في غزة، عدا عن تدهور الأمن الغذائي بالقطاع بنسبة 70 في المائة.

ولفت الخضري إلى أن إيقاف البرنامج سينعكس سلبًا على مشروع التغذية المؤسساتية للفئات المهمشة والفقيرة كما على صحتهم، وسيزيد الأوضاع الاقتصادية سوءًا ويقوّض الأمن الغذائي ويعمّق الظروف المعيشية القاسية لأفقر الأسر، فضلا عن إغلاق عدد كبير من المؤسسات الخيرية وفقدان الموظفين لوظائفهم.

35 مؤسسة وعدد من الأيتام يحرمهم القرار من وجباتهم اليومية في غزة(عبد الحكيم أبو رياش) 



منشدات للعودة عن قرار برنامج الغذاء العالمي(عبد الحكيم أبو رياش) 
وطالب الخضري في المؤتمر، الممثلة والمديرة القطرية لبرنامج الأغذية العالمي في فلسطين، دانييلا أوين، بضرورة التحرك العاجل والفاعل لإعادة البرنامج، مناشدًا وزير التنمية الاجتماعية بالحكومة الفلسطينية التدخل العاجل حرصًا على الفئة المهمشة من الأيتام وكبار السن وذوي الإعاقة.

ونادى المجتمع الدولي وكافة المنظمات الدولية والمحلية بضرورة الإسراع في تحمل مسؤولياتهم القانونية والأخلاقية والمساهمة في إعادة البرنامج على الفور، وإعادة تقديم الخدمات وتحسينها واستمرار برنامج التغذية المؤسساتية.


هم أكثر الفئات المحتاجة للدعم (عبد الحكيم أبو رياش) 


يرفعون شعارات تندد بالقرار(عبد الحكيم أبو رياش) 


في إطار ذلك، بينت مديرة إحدى المدارس الخاصة لرعاية الأيتام، سوزان الهمص لـ"العربي الجديد"، بأن القرار سيضر بالدعم الغذائي الذي تقدمه لنحو 300 شخص من الأيتام في مدرستها، وقالت: "هذه كارثة ستلحق باليتيم الذي يعاني وضعا اقتصاديا سيئا للغاية، والذي يُعول على الوجبة التي يأخذها من ذلك البرنامج".

وطالبت الهمص بضرورة التحرك من قبل المؤسسات القانونية لإعادة البرنامج وتمويل المؤسسات المستفيدة والتي تقدم أدنى حق للأيتام في غزة بالحصول على الغذاء.
 

دلالات

ذات صلة

الصورة
العثور على جثمان الطفلة هند وأسرتها (فيسبوك)

مجتمع

عُثر على جثمان الطفلة هند رجب، وخمسة من أفراد عائلتها، بينهم جثث متحللة، اليوم السبت، بعد محاصرة قوات الاحتلال السيارة التي كانت تقلّهم قبل 12 يوماً.
الصورة
يشارك أطفال المغرب في كل فعاليات دعم غزة (العربي الجديد)

مجتمع

يلقي ما يعيشه قطاع غزة من مآسٍ إنسانية من جراء قتل الاحتلال الإسرائيلي آلاف الأطفال الفلسطينيين، بظلاله على كافة مناحي الحياة في المغرب.
الصورة
امرأة فلسطينية وطفل فلسطيني وسط الحرب على قطاع غزة (بلال خالد/ فرانس برس)

مجتمع

أفادت الأمم المتحدة بأنّ إسرائيل تقتل سبع نساء فلسطينيات في قطاع غزة كلّ ساعتَين، واثنتَين من الأمهات كلّ ساعة. أضافت أنّ 67 في المائة من بين أكثر من 14 ألف شخص قُتلوا حتى الآن هم من النساء والأطفال.
الصورة
طفل صغير من وراء زجاج (Getty)

مجتمع

في سياق مسلسل الانتهاكات المستمرة لحقوق الطفل في لبنان، لا سيّما ما يتعلّق بالاعتداء الجنسي، كُشف عن جريمة جديدة ضحيّتها طفل سوري في الخامسة من عمره.

المساهمون