المخدرات تتفشى في الموصل وضواحيها

المخدرات تتفشى في الموصل وضواحيها بدعم من فصائل مسلحة

21 اغسطس 2019
مخدرات تضبطها الشرطة العراقية (فيسبوك)
+ الخط -
على الرغم من خلاص مدينة الموصل وعموم مدن محافظة نينوى شمال العراق من سيطرة تنظيم "داعش" الإرهابي منذ نحو عامين، إلا أن المشاكل الأمنية والاجتماعية ما زالت جاثمة فيها وتأبى المغادرة، أبرزها انتشار آفة المخدرات.

وفي حين تغيب السلطات المحلية عن أي إجراء لدرء هذا الخطر، تؤكد مصادر من داخل المدينة أن تجار المخدرات فيها مدعومون من فصائل مسلحة وجهات متنفذة.

وقال مسؤول محلي في نينوى لـ"العربي الجديد" إن معلومات مؤكدة تشير إلى انتشار مثير للقلق للمخدرات في أحياء الموصل ومدن أخرى بالمحافظة، لافتاً إلى وجود فصائل مسلحة وجهات متنفذة تقوم بتأمين الحماية لتجار المخدرات.

وبيّن أن الشباب هم الفئة المستهدفة من قبل مافيات المخدرات التي تلاحقهم في الجامعات والمقاهي والأسواق والتجمعات، مؤكدا أن مروجي المخدرات في الموصل معروفون للجميع، ولكن لا أحد يجرؤ على اعتقالهم لارتباطهم بقوى متنفذة.

وأشار إلى وجود انتشار خطير للمخدرات في أحياء سومر والكرامة والفيصلية والدواسة ووادي حجر والمنصور والمأمون واليرموك داخل مدينة الموصل، فضلا عن مدن أخرى بمحافظة نينوى منها مخمور وتلعفر والقيارة وزمار وحمام العليل، مبينا أن هذه الظاهرة تهدد بتفكك المجتمع الموصلي.

وفي السياق، قال الباحث الاجتماعي عماد الحمداني، أن ظاهرة تجارة المخدرات والإدمان عليها لم تكن موجودة في الموصل قبل احتلالها من قبل تنظيم "داعش"الإرهابي عام 2014، مؤكدا لـ"العربي الجديد" أن هذه الحالات انتشرت بشكل مخيف بعد تحرير المدينة.

ولفت إلى أن مؤشرات ارتفاع الجريمة في الموصل تعود بالدرجة الأساس للإدمان على المخدرات، موضحا أن خطرها لا يقل عن خطر الإرهاب لأن كليهما يقتل الناس.

وبيّن أن المجتمع في الموصل وبقية مدن محافظة مهدد بالتفكك في حال استمرت هذه الظاهرة دون معالجة، منتقدا عدم وجود مصحات لمعالجة المدمنين على المواد المخدرة.

وفي وقت سابق، قالت وزارة الداخلية العراقية إن مفارزها اعتقلت متهما بترويج الحبوب المخدرة في الجانب الأيسر من الموصل بحوزته 4 آلاف حبة مخدرة مع مبالغ مالية.

ووفقا لضابط في شرطة الموصل، فإن أوكار تجار المخدرات تكاد تكون معلومة إلا أن إجراءات تجهيز قوة خاصة للقبض عليهم تأخرت كثيرا لأسباب مجهولة، مشيرا في حديث لـ"العربي الجديد" إلى الحاجة إلى قوة كبيرة لمداهمة معاقل مافيات المخدرات والمواد الممنوعة التي تمتلك حمايات بأسلحة متطورة.

المساهمون