البرلمان البلجيكي يناقش تطرف مركز ديني تابع للسعودية

بلجيكا: البرلمان يناقش تدريب الأئمة على التطرف بمركز ديني تديره السعودية

12 مايو 2018
مخاوف من الدعوة إلى التطرف (فيسبوك)
+ الخط -


أظهر تقرير سري لهيئة التنسيق لتحليل التهديدات في بلجيكا، وهي مؤسسة رسمية، وُضع في نهاية شهر فبراير/ شباط الماضي، وأفصح عن مضمونه اليوم السبت، أن تكوين الأئمة باللغة العربية في المركز الثقافي الإسلامي ــ البلجيكي التابع للسعودية، يشجع على الجهاد المسلح واضطهاد الأقليات المسلمة، وإعدام المثليين، واعتبار اليهود شعباً فاسداً وشريراً.

وكشف النقاب عن مضمون التقرير عندما أصبح في عهدة لجنة التحقيق البرلمانية حول الهجمات الإرهابية، وهو يغطي عامي 2016-2017. وشرع البرلمان البلجيكي بمناقشة مضمونه في أولى جلسات اللجنة هذا الأسبوع لاتخاذ قرار بشأن كيفية التعامل مع محتواه المقلق.


مصدر للقلق

وفي نحو أربعين صفحة، تكشف هيئة التنسيق لتحليل التهديدات، صورة لدورات التدريب التي ينظمها المركز الثقافي الإسلامي البلجيكي، وتستمر حتى مارس/ آذار 2019.

وبناءً على توصية من لجنة التحقيق البرلمانية حول الهجمات الإرهابية، أوصت الحكومة في مارس/ آذار الماضي بسحب إدارة المركز من السعودية التي مولته بنحو خمسة ملايين يورو خلال السنوات الأربع الأخيرة، وفق إشعار مدته سنة واحدة، على أن تتابع شؤونه الهيئة التنفيذية لمسلمي بلجيكا، وهي مؤسسة رسمية تمثل مسلمي بلجيكا.

ويقع مبنى المركز والمسجد التابع له في أحد أجمل المتنزهات في بروكسل، وتم تأسيسه عام 1984 كمدرسة للشريعة، وسمّي فيما بعد المعهد الإسلامي الأوروبي.



وتكلف المعهد بتكوين الأئمة والخطباء وأساتذة الدين الإسلامي من بين الجيلين الثاني والثالث من المسلمين في أوروبا. ويستمر تكوين هؤلاء باللغة العربية أربع سنوات، في حين أن "التكوين باللغة الفرنسية هو أكثر اعتدالًا"، بحسب تقرير الهيئة.

ويرى التقرير أن "هذا التكوين يتضمن خليطاً من وجهات النظر الكلاسيكية من الشريعة الإسلامية والمذاهب". ويشير إلى أن المشكلة تكمن في أن تغيير المؤسسة المسيّرة للمسجد الكبير، لن يحد من توزيع الكتب السعودية في المساجد الأخرى في البلاد، وحتى في السجون، وإن اختراق هذه الأفكار المجتمعَ لا يزال مستمرا.

 

تكوين كلاسيكي

ولفت التقرير إلى أن التكوين باللغة العربية يستند إلى كتب المفكرين المسلمين الكلاسيكيين، معتبراً أن الكتب المعتمدة هي ذاتها التي ألهمت أعضاء تنظيم "القاعدة". وأشار إلى أن أحد تلك الكتب المستخدمة في السنة الثالثة من التكوين، مخصص للمبادئ الأساسية للمسلمين السنة، وتشجع نصوصه على "القتال المسلح إلى جانب قادتهم، سواء كانوا جيدين أو فاسدين، لبسط قوانين الإسلام "، معتبراً الدروز والعلويين "مشركين ضالين".

وذكر تقرير الهيئة أن كتاباً آخر يحمل عنوان "منهاج المسلم"، ويباع في جل المكتبات في أوروبا، ينص على أن "الجهاد المسلح هو أحد أسمى أشكال التقرب من الله وأعلى تعبير عن هذه الممارسة الدينية". كذلك يقترح بالنسبة إلى المثليين جنسياً "تنفيذ ثلاثة أنواع من الإعدام: الرجم أو الحرق أو إيجاد أعلى مبنى في القرية أو المدينة وإلقاء المتهم منها، وبعد ذلك رجمه"، كما فعل ما يسمى بتنظيم الدولة الإسلامية، "داعش".

 

معاداة السامية

وتطرق التقرير إلى الكتاب الثالث المعتمد خلال التدريب والمكرس للأديان والطوائف الأخرى، واعتبره "اختزالاً لكل أفكار معاداة السامية"، إذ يعتبر أن اليهود "خونة وكفار ومحتالون(...) يستخدمون العنف والسلطة والإرهاب للسيطرة على العالم". كذلك يهاجم الكتاب الماسونية، التي يقدمها على أنها "منظمة سرية يهودية تهدف إلى إقامة جمهوريات علمانية في العالم ضد الدول الدينية".

وأعلن بعض أعضاء اللجنة البرلمانية، عند اطلاعهم الأولي على التقرير، إمكانية اتخاذ إجراءات قانونية. وفي حين لم يحدد تقرير هيئة التنسيق لتحليل التهديدات عدد الأئمة الذين تمكنوا من متابعة هذا التعليم في بلجيكا، إلا أنه أشار إلى "ظهور جيل جديد من الأئمة الشباب المولودين في بلجيكا، الذين يسعون إلى قراءة معاصرة للنصوص الدينية الإسلامية، على الرغم من أن عددهم لا يزال محدودًا".

دلالات