نورا الصالح... مشروعها إعادة إعمار حلب كما كانت

نورا الصالح... مشروعها إعادة إعمار حلب كما كانت

02 فبراير 2017
حاز مشروع نورا درجة امتياز (العربي الجديد)
+ الخط -
خرجت المهندسة الشابة نورا الصالح من حلب إلى ألمانيا قبل أعوام، لكنّها ما زالت تسكن في بالها وفي دراساتها العليا

تستعيد نورا الصالح (27 عاماً) الليلة الأخيرة لها في مدينة حلب، شمال سورية: "لن أنسى هذه الليلة ما حييت، عشتها على إيقاع أصوات القصف. ومع حلول المساء، جاءني خبر قطع طريق المطار. تمنّيت لو يبقى مقطوعاً فتُلغى رحلتي. ومع أنّ خطتي في ذلك الحين أن أسافر فترة مؤقتة وأعود، لم أكن أعرف حين خرجت من باب منزلي أنّها المرّة الأخيرة التي أراه".

كانت نورا قد تخرّجت من كلية العمارة في جامعة حلب، وسافرت إلى مصر ثم إلى ألمانيا بغرض إكمال الدراسات العليا فيها. مع بداية العام الدراسي 2012 التحقت بإحدى الجامعات الألمانية للتخصص في تخطيط المدن. في ذلك الحين، لم يكن الدمار في حلب كما هو اليوم، وكان حالها أفضل من مدن سوريّة أخرى. مع مرور الوقت، صارت الأمور أسوأ من السابق، "ورحت أتابع بألم الصور ومقاطع الفيديو للدمار الكبير الذي يحلّ بمدينتي. شعرت بشيء من المسؤولية، وقررت أن أساهم بما أستطيع. كنت حينها قد أنهيت سنتي الأولى في التخصص الذي التحقت به، وكانت علاماتي جيدة، لكنّي لم أكن راضية. أدركت أنّ تخطيط المدن لن يخدم قضيتي في المساهمة ببناء حلب".

مع بداية العام الدراسي 2013، قررت نورا ترك تخصصها والبحث عمّا يرضي شغفها، فالتحقت ببرنامج "دراسات التراث العالمي" وهو برنامج دراسات عليا، يمتدّ عامَين، بدعم من منظمة "يونيسكو". اختارت أن تكون رسالة الماجستير وضع خطة لـ "إعادة إعمار حلب القديمة" بالاعتماد على قيمة الأماكن الأثرية فيها. تشرح: "تضمّن المشروع كيفية حماية المدينة القديمة من سيناريوهات إعادة الإعمار المرتكزة على المصالح الاقتصادية فقط أو مخططات البناء الجديدة التي يمكن أن تمحو هوية المدينة القديمة والذاكرة الجماعية لسكان حلب التي ترتبط بها". تضيف: "أفتخر بمدينتي جداً، كجميع أهالي حلب، بكلّ مبانيها وحجارتها وجوامعها. حلب القديمة جزء كبير من حياة كلّ حلبي وهويته، ولا يمكن له أن يتخيل أنّها قد لا تعود كما كانت. كان هذا الدافع الأساسي وراء بحثي".

طوال فترة دراستها، تطوّعت نورا للمشاركة في تعليم الألمانية ودروس الرسم في أحد مراكز استقبال اللاجئين في ألمانيا.

في النهاية، حاز مشروعها درجة امتياز، وهو ما شجّعها على البدء في مشروع أطروحة دكتوراه بموضوع متّصل. تقول: "شجعني الأستاذ المشرف على البحث أكثر حول إعادة الإعمار بعد الحروب والاستعانة بتجارب بلدان كألمانيا والبلقان ولبنان. مشروعي جزء من مشاريع عدّة مدعومة من وزارة الخارجية الألمانية، ولأهميّة البحث حُظي بتغطية إعلامية في ألمانيا".


دلالات

المساهمون