مرضى الكلى في الجزائر.. رهائن "تصفية الدم"

مرضى الكلى في الجزائر.. رهائن "تصفية الدم"

11 ابريل 2017
يئنّون تحت وطأة المرض (سامر الدومي/Getty)
+ الخط -
يشتكي العديد من مرضى القصور الكلوي بالجزائر من صعوبات كثيرة في القيام بالفحوصات ومواكبة العلاج، وإن وجدوا سبيلا لذلك فإنه يرتبط برحلة عذاب يومية شاقة، مع جلسات "غسل الكلى وتصفية الدم "، معاناة تتضاعف مع قلة الإمكانات وانعدام ثقافة زرع الأعضاء، وهو ما دفع مختصين إلى المطالبة بتشجيع زرع الكلى لرفع الضرر عن المرضى.

والدة المريض سعيد البالغ من العمر 32 سنة، دخلت في دوامة كبرى منذ مرض فلذة كبدها، تقول لـ "العربي الجديد":"أمنحه كليتي ولا أتركه يتعذب ذهاباً وإياباً في جلسات الغسل المتعبة، إرهاق صحي فضلا عن تكاليف التنقلات"، مضيفة بأن الكثيرين يتعذر عليهم ذلك في مستشفيات حكومية وهو يحتم عليهم الذهاب إلى المصحات الخاصة ذات التكاليف المرتفعة".

"ليس من سمع كمن رأى وجرب معاناة مرضى الكلى، فالوجع بالنسبة لهم أشبه بالذهاب نحو الموت والعودة منه في كل جلسة غسل"، يوضح عبد الجبار بن مسيعود الذي يعاني من المرض منذ عشر سنوات كاملة لـ"العربي الجديد" ، كل مرة أعود للحياة مجددا، لكن الواقع الطبي في الجزائر يجعل الكثيرين يتألمون يومياً ولسنا وحدنا، وعندما أتذكر المرضى في المناطق النائية والصحراء مثلا أحمد الله أنني وجدت مكاناً قريباً من بيتي أُعالج فيه".





وتحصي الجزائر أزيد من 26 ألف حالة قصور كلوي، حيث ذكرت الاختصاصية في أمراض الكلى بمستشفى مصطفى باشا الجامعي صوراية سالمي لـ"العربي الجديد"، بأن معاناتهم كبيرة أثناء عمليات تصفية الدم ، خصوصاً أن من بين هؤلاء المرضى هناك 1 في المائة فقط ممن تمكنوا من الخضوع لعمليات زرع الكلية.


وطالبت الأخصائية من الجهات الرسمية بضرورة العمل على تقنين ثقافة زرع التبرع بالأعضاء، وخصوصاً بالنسبة للموتى دماغياً، لافتة إلى أن ثقافة زرع الأعضاء منعدمة في الجزائر، لأن ترسيخها في المجتمع الجزائري سيساعد على إنقاذ العشرات من المرضى المصابين بالقصور الكلوي المزمن الذين ارتبطت حياتهم بآلة لتصفية الدم.

ويخضع أزيد من 15 ألف مريض حاليا لتصفية الدم، فيما ينتظر الكثيرون منهم عمليات لزرع كلية، على أمل فتح أول معهد جزائري للكلى وزراعة الأعضاء بمستشفى فرانس فانون بولاية البليدة غرب الجزائر، وهو المعهد الطبي الحكومي الذي ينتظر أن يدخل الخدمة قبل نهاية السنة الجارية، إذ ذكرت وزارة الصحة الجزائرية بأنه يعتبر الأول من نوعه على المستوى الوطني، ويتوفر على عدة مصالح أهمها زراعة الأعضاء للكبار وقسم آخر خاص بالأطفال.

 

دلالات

المساهمون