خمسون إماماً فرنسياً يتدرّبون في المغرب

خمسون إماماً فرنسياً يتدرّبون في المغرب

17 نوفمبر 2015
تسويق للنموذج المغربي في التديّن (Getty)
+ الخط -

لم يكن مستغرباً إقدام فرنسا على توقيع اتفاقية مع المغرب لتدريب أئمة، يتولى معهد محمد السادس تأهيلهم وفق معاييره ومعايير المساجد في فرنسا، علماً أن المغرب لطالما تولّى هذا الدور. وقد جاءت الاتفاقية خلال الزيارة الأخيرة للرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند إلى المغرب في سبتمبر/ أيلول الماضي، سعياً من حكومته إلى تجنّب وقوع المساجد في فرنسا في أيدي إسلاميين متشددين، والمساهمة في نشر الإسلام المنفتح والمتسامح.

عن ذلك، يقول الباحث في الشؤون الإسلامية إدريس الكنبوري لـ"العربي الجديد" إنّ "اختيار المغرب يأتي في إطار تسويق ما يعرف بالنموذج المغربي في التديّن القائم على العقيدة الأشعرية المنفتحة على كلّ المذاهب الأخرى والمتعايشة مع الزوايا الصوفية". ويضيف: "كذلك، يتميز النظام الملكي بمشروعية دينية وسياسية عمرها 12 قرناً، وحولها إجماع داخل البلاد، والجميع ملتحم معها. من هنا جاء التفكير في تسويق هذا النموذج والاستئناس به وإعادة الهيكلة الدينية في فرنسا وأفريقيا وقريباً في بريطانيا".

ويشير الكنبوري إلى أنّ الالتفات إلى النموذج الديني الوسطي المغربي يعود أساساً إلى الإصلاح الديني الذي أجراه المغرب عام 2004 بعد تفجيرات الدار البيضاء الإرهابية.
وفي إطار الاتفاقية، سيستقبل معهد "محمد السادس لتكوين الأئمة والمرشدات" خمسين طالباً فرنسياً من أجل متابعة تدريبهم لمدة تصل إلى ثلاث سنوات على أقل تقدير. وقد ذكر اتحاد مساجد فرنسا أنّ الفوج الأول المؤلف من عشرين طالباً من مختلف مناطق فرنسا قد التحق بالمعهد منذ تدشينه في مارس/ آذار الماضي، قبل أن ينضم إليهم ثلاثون آخرون في سبتمبر/ أيلول الماضي. وأشار الاتحاد إلى أنّ هذا الاتفاق الثنائي سوف يفتح آفاقاً جديدة في ميدان تدريب الكوادر الدينية، وخصوصاً من خلال وضع آليات للمتابعة ترمي إلى ضمان تنسيق أفضل بين فرنسا والمغرب.

وحول ردود الأفعال في الشارع الفرنسي مع انتشار "الإسلاموفوبيا"، يقول الكنبوري إنّ "ثمّة من رفض هذه الاتفاقية معتبراً أن المغرب يتدخل في الشؤون الفرنسية، وأنّ هؤلاء الأئمة سوف يهندسون الوضع الديني كما يرغب المغرب في ظل الصراعات الدينية القائمة بين النماذج المختلفة".
ويتخصص معهد محمد السادس بتدريب أئمة من بلدان عربية وأفريقية، كان آخرهم من مالي وغينيا وساحل العاج. وذلك بهدف تحقيق دوره في الحفاظ على الهوية الإسلامية للبلاد التي تحمل طابع الاعتدال والانفتاح والتسامح.

اقرأ أيضاً: المغرب "يُوحّد" علماء القارة الإفريقية