خوف من الآخر بسبب الفيروس

خوف من الآخر بسبب الفيروس

14 ابريل 2020
تحرص على وضع الكمامة الواقية (Getty)
+ الخط -
خلال الأسابيع القليلة الماضية، انقلبت الحياة اليومية رأساً على عقب في معظم أنحاء العالم. رأينا العديد من المواقف التي تعكس سلوكاً جماعياً وبطولياً استجابةً لأزمة فيروس كورونا الجديد. على الرغم من ذلك، رأينا في الوقت نفسه جانباً أكثر قتامة، وتحديداً وصمة العار، بحسب موقع "سايكولوجي توداي".

وعادة ما ترتبط وصمة العار بصور نمطية سلبية تتعلق بأفراد، ما يؤدي إلى التمييز: "نحن" و"هم". لكن لماذا يُحكَم على بعض الفئات بشكل سلبي؟ في مقال نشر عام 2008، يتحدّث كل من جو فيلان وبروس لينك وجون دوفيديو عن ثلاثة دوافع رئيسية، هي: الاستغلال والسيطرة (أي إبقاء الناس في الأسفل)، وتطبيق القواعد (إبقاء الناس في الداخل)، وتجنب المرض (إبعاد الناس).

في ما يتعلق بفيروس كورونا الجديد، أُبقي الناس في الداخل أو بعيداً، استجابةً لإجراءات الوقاية من الفيروس، واحتواء الوباء في المناطق الأكثر تأثراً.

في الواقع، التباعد الاجتماعي يعني ترك مسافة بينك وبين الآخرين. السلوك لا يرتبط بوصمة العار، بل بالحذر خوفاً من احتمال العدوى نتيجة الفيروس. لكن بعض الأدلة تشير إلى حدوث شيء ما يتعلق بالاستجابة للفيروس. وردّ الفعل السلبي لا يرتبط بالضرورة بالأشخاص الذين أصيبوا بالفيروس، بل بالأشخاص الذين يُعتبَرون غير مسؤولين، وقد يساهمون في انتشار الفيروس. في هذه الحالة، يبدو أن هناك بُعداً أخلاقياً يشبه إلى حد كبير تطبيق المعايير الاجتماعية لـ"إبقاء الناس في الداخل". أما أولئك الذين يبدو أنهم يخالفون توصيات التباعد الاجتماعي (لأنهم لا يملكون خياراً على سبيل المثال إذا كانوا يعيشون في أماكن سكن جماعية أو يفتقرون إلى السكن تماماً)، فيُنظر إليهم بشكل سلبي.



من جهة أخرى، تشكلت نظرة سلبية تجاه الآسيويين، باعتبار أن البؤرة الأولى لتفشي الفيروس كانت في الصين. رأينا أمثلة تتعلّق باعتداءات وانخفاض الطلب على الأطعمة الصينية، والتمييز المنهجي تجاه الناس من مدينة نيويورك (قال حاكم ولاية رود آيلاند إن شرطة الولاية ستوقف السيارات التي تحمل لوحات ترخيص من ولاية نيويورك)، إضافة إلى جرائم الكراهية المروعة وغير المبررة حيال أشخاص مظهرهم آسيوي، وكأنهم يحملونهم المسؤولية.

ويُقال أيضاً إن الآسيويين أصيبوا بالفيروس بسبب ممارساتهم الغذائية الغريبة! كذلك تسيطر الخشية لدى كثيرين في المدن الأميركية الشمالية الشرقية التي يكثير فيها المهاجرون.
 

دلالات