"الطفل الواحد" يفسد الصينيين

"الطفل الواحد" يفسد الصينيين

31 مايو 2015
بدأ تطبيق السياسة عام 1978(Getty)
+ الخط -
عام 1978 بدأت الصين، أكبر أمة في العالم، تطبيق "سياسة الطفل الواحد". وعلى الرغم من نجاح السياسة في الحدّ من النسل في البلاد التي يبلغ عدد سكانها نحو مليار و357 مليون نسمة، فإنّها تثير الجدل، وتلقى انتقادات حادة من منطلق أخلاقي اجتماعي.

وفي هذا الإطار، يشير موقع "أي بي سي" الأسترالي إلى أنّ أحد تلك الانتقادات تسوقه الكاتبة والباحثة الصينية التي تعيش في بريطانيا، زينران زوي، والتي تقول إنّ تلك السياسة أدت إلى "خلق جيل من الأباطرة الصغار من أصحاب القيم المنحرفة".

نتيجة زينران هذه ضمّنتها في كتابها الأخير "اشترِ لي السماء"، وجاءت عقب مقابلتها عدداً من الصينيين الذين ولدوا بعد تطبيق سياسة الطفل الواحد، والذين يبلغ عددهم حتى اليوم 150 مليوناً.

تقول الكاتبة إنّها صدمت من اللاأخلاقية التي يتسم بها كثيرون ممن قابلتهم. وتضيف: "لقد تسبب لي هذا الأمر بالأذى النفسي.. فأنا لطالما كنت فخورة بجنسيتي الصينية".

تشير زينران إلى أنّ أساس ثقافة الفخر لديها ولدى آخرين يرتبط بتقدير الشعب الصيني للعائلة وقيمها. لكنّ الأمر مختلف جداً في السنوات الأخيرة. وتقول: "معتقداتنا باتت تتعرض للكثير من الخيانة من جانب تلك الأجيال الجديدة".

وتضيف أنّها تشعر بالكثير من الخوف لأنّ هذه الأجيال يمكن أن تقوّض بالكامل مستقبل الصين ومكانتها في العالم.

الحادثة التي أثرت في زينران كثيراً كانت جريمة قتل جرت عام 2011، بطلها تلميذ موسيقى. كان التلميذ المدلل يحمي يديه ليتمكن من عزف البيانو، ولا يكاد يفعل بهما شيئاً آخر. وكان دائماً يحتفظ بسكين ليتمكن أهله أو أصدقاؤه من تقشير الفاكهة له وتقطيعها. لكنّه في إحدى الأمسيات، كان يقود سيارته وصدم امرأة تمشي في الشارع. أوقف السيارة، لكنّه عندما رأى المرأة تنزف وتطلب منه المساعدة، سحب سكينه وبدأ بطعنها حتى الموت.

المفاجأة الأكبر كانت في ردود الفعل حول حكم الإعدام الذي تلقاه الشاب. فقد عبّر الكثير من أبناء "سياسة الطفل الواحد" وكلّهم من العازبين، وحتى الفتيات من بينهم، عن تعاطفهم مع الشاب. وقالوا إنّهم لو كانوا مكانه لفعلوا مثله "لأنّ حياتنا أهم بكثير من أيّ كان. ولا نريد لمثل هؤلاء الفلاحين أن يعرقلوا مستقبلنا".

تقول الباحثة: "ما صدمني بالفعل، هو مدى تغير مجتمعنا ومعتقداتنا حول قيمة الإنسان، على يد هؤلاء الأطفال الوحيدين الفاسدين. كما صدمتني كثيراً ثقافتهم الضعيفة في احترام المساواة بين أبناء المدينة والريف وبين الأغنياء والفقراء".

إقرا أيضاً: "معسكر" للعلاج من إدمان الإنترنت

دلالات