لبنان: ثالث ضحية بعد إقرار قانون العنف الأسري

لبنان: ثالث ضحية بعد إقرار قانون العنف الأسري

بيروت

دجى داود

avata
دجى داود
08 يونيو 2014
+ الخط -
تبتسم تمارا ثمّ تتوقّف. تشعر بالألم. يُغطي اللون الأحمر وجهها. لم تبقَ في عينيها مساحات بيضاء، هناك فقط لون الدم. "فقأ عينيّ بيديه، وأحرق شعري لأنّه جميل"، تقول.
وصل مسلسل العنف الزوجي في لبنان إلى تمارا حريصي. يتواصل العنف رغم إقرار قانون حماية النساء وسائر أفراد الأسرة من العنف الأسري في مجلس النواب في أواخر شهر مارس/آذار 2014 الماضي.
لا يتعدى عمر تمارا اثنين وعشرين عاماً، بينما يبلغ زوجها حسين فتوني سنّ الثلاثين. ترقد تمارا الآن في مستشفى "الزهراء" في بيروت، في قسم العناية الفائقة، بعدما وصلت بحالة حرجة ليل السبت الأحد إثر تعرّضها للعنف الزوجي.
تروي تمارا لـ"العربي الجديد" قصّتها مع العنف الذي لا ينتهي. تتحدّث عن أنّها "خُدعت بزوجها الذي أحبّته". تقول: "كنتُ أدرس العلوم المخبريّة وكنت متفوقة في الجامعة، وعدني بأن أكمل دراستي، لكنّه منعني فور زواجنا". لم تُخبر تمارا أهلها يوماً بتعرضها للضرب. تقول: "أتعرض للعنف الزوجي منذ سنة و٧ أشهر. لم أستطع أن أبلغ أحداً فأنا لا أرى أحداً أصلاً. ابنتي عمرها ٦ أشهر، وتعرضت للعنف خلال فترة الحمل أيضاً. لم أبلغ أهلي بأنّه يُعنّفني، كنت خائفة على نفسي وعلى ابنتي وأهلي". لكنّها تضيف: "أنتظر هذه اللحظة منذ سنة. اللحظة التي سأستطيع فيها أن أتقدّم بشكوى ضدّه ليُسجن جراء ما يفعله بي".
سلّم فتوني نفسه لمخفر فصيلة درك الأوزاعي، التي أوقفته رهن التحقيق. وقامت جمعيّة "كفى عنفاً واستغلالاً" بمساعدة تمارا بعد اتصال أهلها بالجمعيّة. تؤكّد تمارا أنّ "كفى ستتكفّل بما يلزم لمتابعة القضية". كذلك تؤكّد المحامية في "كفى" ليلى عواضة لـ"العربي الجديد" هذا الأمر.

تشير عواضة إلى أنّه "سيتم توكيل محامين من "كفى" لمتابعة الوضع القانوني لقضيّة تمارا وموضوع الشكوى الجزائية يوم غد الاثنين". تعتبر عواضة أن ما حصل مع تمارا "هو محاولة قتل وليس عنفاً عادياً". وتقول: "سنبادر لأخذ قرار حماية لصالح تمارا، وذلك لضمان عدم التعرض لها من قبل الزوج أو عائلته". لم تمرّ ثلاثة أشهر على إقرار قانون حماية النساء من العنف، لكنّ ثلاث نساء تعرّضن للعنف، وأبلغن عن الحالات. من لم ببلغن عن تعرضهن للعنف، أكثر من ممن أعلنّ. استطاعت سيدتان من الاستفادة من إقرار القانون والحصول على قرار حماية، بينما تنتظر تمارا الحصول على القرار.
وفي هذا الإطار، توضح عواضة أنّ القانون يساعد على حماية النساء من تكرار العنف، لكن هناك صعوبات تواجه النساء المُعنّفات. وتضيف: "لا تستطيع النساء المعنّفات الاستحصال على قرار حماية من النيابة العامة بعد الإبلاغ عن حالة العنف. تحتاج النساء إلى الحصول على قرار الحماية من قاضي الأمور المستعجلة".
كما أن أبرز العقبات أمام تنفيذ القانون، عدم تعاطي عناصر الشرطة المحليّة (قوى الأمن الداخلي) بجدية. ففي حالات عدة، لم يتجاوب العناصر الموجودون في المخافر مع النساء، "خصوصاً إن لم يكن العنف قاتلاً" تقول إحدى القانونيات المتابعات لهذا الملف، وتُضيف أن عدة نساء أُبلغن بضرورة عودتهن إلى منازلهن، والتفاهم مع أزواجهن. وقد استدعى الأمر مراجعة وزارة الداخلية وقيادة قوى الأمن، إلى أن أصدرت هاتان الجهتان تعاميم شددت على تنفيذ القانون وهددت بعقاب قاسٍ لمن لا يلتزم بتطبيق القانون من عناصر الشرطة.

ذات صلة

الصورة
بات شغوفاً بعمله (العربي الجديد)

مجتمع

أراد ابن جنوب لبنان محمد نعمان نصيف التغلب على الوجع الذي سببته قذائف وشظايا العدو الإسرائيلي على مدى أعوام طويلة فحولها إلى تحف فنية.
الصورة
وقفة تضامن مع جنوب أفريقيا في لبنان 1 (سارة مطر)

مجتمع

على وقع هتافات مناصرة للقضية الفلسطينية ومندّدة بحرب الإبادة التي تشنّها قوات الاحتلال الإسرائيلي على غزة، كانت وقفة أمام قنصلية جنوب أفريقيا في بيروت.
الصورة
تضررت مخيمات النازحين السوريين في لبنان من الأمطار الغزيرة (فيسبوك/الدفاع المدني)

مجتمع

أغرقت الأمطار التي يشهدها لبنان والتي اشتدت أول من أمس (السبت)، العديد من مخيمات اللاجئين السوريين في لبنان، لا سيما تلك الواقعة في المناطق المنخفضة.
الصورة
اغتيال صالح العاروري في ضاحية بيروت الجنوبية

سياسة

وقع، اليوم الثلاثاء، انفجار في ضاحية بيروت الجنوبية، ليُعلن لاحقًا اغتيال القيادي في حركة "حماس" صالح العاروري واثنين من قادة كتائب عز الدين القسّام.

المساهمون