مدنيو الغوطة بين الاستسلام أو التهجير

مدنيو الغوطة بين الاستسلام أو التهجير..قصف متواصل ومساعدات غائبة

27 فبراير 2018
أكثر من ألف جريح بحاجة للإجلاء (Getty)
+ الخط -



بدأ النظام السوري وحليفته روسيا بتطبيق سيناريو التهجير في الغوطة الشرقية المحاصرة، عبر هدنة إنسانية مزعومة أعلنتها روسيا، وتهدف بحسب المعارضة السورية إلى إفراغ الغوطة من المدنيين وتجنيدهم ضمن قوات النظام أو اعتقالهم في معتقلات جماعية أو تصفيتهم.

وقال الناشط ياسر الدوماني من أهالي مدينة دوما، لـ "العربي الجديد" إنّ "الأهالي في الغوطة المحاصرة رأوا ما تعرض له غيرهم من أبناء المناطق الثائرة ضد النظام من تهجير، وما تعرضوا له أيضا بعد هذه العملية ولا يمكن أن يسلموا أنفسهم له".

فيما أكد أبو محمود الحرك من "مركز الغوطة الإعلامي" لـ"العربي الجديد"، أنه لم يتوجه أي أحد من المدنيين إلى الممر الذي زعم النظام فتحه في منطقة مخيم الوافدين، مضيفا "لا أحد يمكن أن يسلم نفسه للنظام".

وزعم النظام السوري وحليفته روسيا، أنهم فتحوا اليوم معبر مخيم الوافدين الواصل بين دوما ومناطق سيطرة النظام في حرستا، بهدف إجلاء المدنيين من الغوطة، متهمين المعارضة السورية بمنع المدنيين من الخروج.

من جانبه، يفضل أبو الفداء الشامي المتطوع بين عناصر المعارضة السورية المسلّحة الموت في الغوطة الشرقية على تسليم نفسه للنظام ومليشياته الحاقدة على أهالي الغوطة، وفق قوله.

ويقول لـ"العربي الجديد" إنّ "النظام جنّد كل من قام بالمصالحة في بقية مناطق ريف دمشق للقتال في محيط الغوطة الشرقية، وزجّهم في هذه المحرقة للقضاء عليهم، وفي حال قمنا بالمصالحة ورضينا بالتهجير سنتعرض لنفس عملية الإبادة".

أما المواطن هيثم الكردي من أبناء بلدة حزة، فإنه يطالب بفتح المعابر الإنسانية لإدخال المواد الغذائية والطبية ودخول كوادر ومعدات الهلال الأحمر والصليب الأحمر الدولي لعلاج الجرحى في الغوطة، "نحن لا نطالب بفتح ممرات للخروج من ديارنا".

ويضيف لـ "العربي الجديد"، "على الدول أن توقف القصف لا أن تساعد النظام في تهجيرنا، هو يخيرنا الآن بين الاستسلام له أو التهجير، في النهاية لو حصل ذلك فأفضّل الخروج إلى إدلب على أن أسلم نفسي للنظام".

ويقوم النظام بملاحقة المدنيين في مناطق سيطرته بدمشق بهدف تجنيدهم، وهو ما سيتعرض له الشباب والرجال من مدنيي الغوطة الشرقية في حال وافقوا على الخروج إلى مناطق سيطرة النظام في محيط دمشق.

وتقول "أم معاذ" النازحة والمهجرة من حي القابون شرق دمشق إلى الغوطة: "إن النظام لم يسمح للمدنيين بالعودة إلى الحي إلا بعد أن ساق كل الشباب في المنطقة إلى التجنيد الإجباري واعتقل آخرين"، وتضيف "لن أسلم أولادي للنظام".

وبات المدنيون، وعلى رأسهم الجرحى والفقراء، بين نيران تسليم أنفسهم للنظام السوري، أو الموت تحت القصف والجوع، أو القبول بسيناريو التهجير الذي يسعى إليه النظام وحليفته روسيا.

ويقول الناشط عمر الخطيب لـ"العربي الجديد": "أعتقد أنه من المستحيل أن يسلم المدنيون في الغوطة أنفسهم للنظام بعد كل ما شاهدوه من إجرامه".

ويسود التخوف بين معظم الأهالي في مدن وبلدات الغوطة الشرقية المحاصرة، وخاصة في ظل مطالبة مناصري النظام السوري إبادة أهالي الغوطة باعتبارهم الحاضنة الشعبية للمعارضة السورية المسلحة.


من جهتها، قالت الأمم المتحدة إن القتال والقصف استمرا في الغوطة الشرقية، اليوم الثلاثاء، مما حال دون وصول أي مساعدات للجيب السوري المحاصر أثناء وقف لإطلاق النار "من جانب واحد" أعلنته روسيا لمدة خمس ساعات.

وقال المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية ينس لاريكه في إفادة بجنيف نقلتها "رويترز": " إذا كانت هناك مسألة حياة أو موت. نريد وقفا للأعمال القتالية لمدة 30 يوما في سورية كما طالب مجلس الأمن".

من جانبه، أوضح  المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية طارق جسارفيتش، أن أكثر من ألف مريض وجريح على قائمة الهلال الأحمر العربي السوري لمن يحتاجون لإجلائهم، وأضاف "لكن ليس لدينا أي معلومات حديثة بشأن حدوث شيء من هذا القبيل الآن أو قريبا".