مويا مويا

مويا مويا

22 فبراير 2017
لا يوحي الاسم الظريف بأيّ ارتباط بالتبغ (stroke.ahajournals.org)
+ الخط -

احفظوا الاسم جيّداً. فلنحفظه معاً. "مُويامُويا". قد تصحّ كتابته بهذا الشكل، في كلمة واحدة. وقد تصحّ كذلك في شطرَين.. "مُويا مُويا". وهذه الطريقة الشائعة.

"مويا مويا". اسم ظريف، من دون شكّ. فلنتوقّف عن القراءة لبرهة، ولنحاول ربط الاسم بأيّ صورة قد تخطر في بالنا. لنغمض أعيننا، إذا رأينا في الأمر بدّاً، ولنسجّل التصوّر الأوّل الذي يعبر مخيّلتنا.

الآن، في إمكاننا استكمال القراءة. كلا. هو ليس اسماً للعبة جديدة، تغزو الأسواق في المقبل من الأيّام. هو ليس اسماً لماركة جديدة من ألبسة الأطفال الصغار، ولا لمنتجات أخرى خاصة بهذه الفئة العمريّة. هو ليس اسماً لحضانة خاصة، ولا لمركز ترفيه. هو ليس اسم حيوان غريب، قد يكون ظريفاً كما الكوالا على سبيل المثال أو الباندا. هو ليس اسماً راج حديثاً يُمنَح لقطّ أو كلب أو أيّ حيوان أليف آخر. هو ليس اسم فيلم بالرسوم المتحرّكة، ولا لشخصيّة كرتونيّة.

هل تتخيّلون كيف ستكون تلك الشخصيّة الكرتونيّة لو أنّها وُجِدَت وحملت اسم "مويا مويا"؟ فلنحاول تخيّلها معاً. وجه دائريّ متّسع، زهريّ اللون. قد يكون أصفر رائقاً. الوجنتان دائريّتان بارزتان. الأنف مدبّب بالكاد يُرى. الثغر أحمر صغير وضاحك. الجسم مكتنز محبّب. اسم ظريف من قبيل "مويا مويا"، يستوجب شكلاً ظريفاً كذلك. أمّا الثياب، فهي من دون شكّ ملوّنة زاهية. قد تكون فستاناً بنفسجيّ اللون مع حذاء أحمر وجوارب مخطّطة بالبنفسجيّ والأبيض. قد تكون سروالاً قصيراً أصفر اللون وقميصاً أحمر بكمَّين قصيرَين، مع حذاء أزرق وجوارب مخطّطة بالأبيض والأزرق.

مهلاً. دعونا لا ننجرف بعيداً في خيالنا. "مويا مويا" هي كلمة يابانيّة عامة، تعني "نفخة دخان". ليست نفخة دخان سيجارة، ولا نفخة دخان نرجيلة. هي نفخة دخان في المطلق. لا يوحي الاسم الظريف بأيّ ارتباط بالتبغ، غير أنّ الأمر كذلك.

في عام 1957، اكتشف باحثان يابانيّان مرضاً مجهولاً، أطلقا عليه اسم "مويا مويا". حينها، بيّنت صور إشعاعيّة لأوعية دماغيّة شكلاً شبيهاً بنفخة دخان نفثها للتوّ أحد المدخّنين. فكانت التسمية. اسم ظريف لمرض نادر تبيّن أنّه مزمن وقاتل. معادلة لا تبدو منطقيّة. "مويا مويا" يستهدف الأطفال خصوصاً. معادلة لا تبدو منصفة. صغار يخبرون جلطات دماغيّة متعدّدة. معادلة لا تبدو بديهيّة. أطفال يَعدّ ذووهم أيّامهم، وقد أتى التشخيص متأخّراً.

في الغرفة المطليّة بألوان رائقة في ذلك المستشفى الجامعيّ، يستلقي الصغير في حضن أمّه. "يكفيكَ دلعاً!". يبتسم ابن السنوات الخمس، وينظر إلى عمّه بعينَين ذابلتَين، قبل أن يلوذ بصدر أمّه. في هذه اللحظة، لا يشعر بألم. "رأسي لا يوجعني". فقط، هو في حاجة إلى حضنها الآمن.


دلالات

المساهمون