أشهر السفاحين والمغتصبين في المغرب

أشهر السفاحين والمغتصبين في المغرب

10 فبراير 2017
انتهى أمر المجرمين بأحكام إعدام (عبد الحق سنّا/فرانس برس)
+ الخط -
بلغت شهرة بعض المجرمين في المغرب الآفاق، بسبب خطورة وبشاعة ما اقترفوه. باتوا أسماء متداولة على كلّ لسان، بعد ارتكابهم جرائم احتيال وسرقة واغتصاب وقتل عمدٍ، بل إنّ بعض الجرائم شهدت وقوع الاغتصاب والقتل في الوقت عينه.

نادراً ما تصادف مواطناً مغربياً لم يسمع مثلاً عن المجرم "الحاضي" الذي اغتصب وقتل 11 طفلاً في جنوب المغرب. كذلك، يتذكر المغاربة جيداً "الحاج ثابت"، وكان رجل أمن برتبة عميد في تسعينيات القرن الماضي. كان اسمه "أشهر من نار على عَلَم" بين الناس، حتى إنّه أضحى مرادفاً لمفهوم السلطة الفاسدة أو رجل السلطة الذي يمزج بين موقعه ونفوذه وبين ابتزاز ضحاياه. تعود قصة "الحاج ثابت" إلى أوائل التسعينيات عندما سُجّلت عشرات الشكاوى ضدّه من قبل فتيات ونساء متزوجات ومطلّقات كان يعمد إلى ابتزازهنّ جنسياً، من دون أن يتجرأنَ على مواجهته بسبب سلطته، والخشية من بطشه وجبروته، إلى أن قرّرت إحدى النساء فضحه من دون الخوف من تبعات فعلتها.

قضى "الحاج ثابت" نحو ثماني سنوات يختطف النساء ويغتصبهنّ ويعمد إلى تصويرهنّ بالصوت والصورة داخل شقته الخاصة في مدينة الدار البيضاء. ظهر في مقاطع فيديو يتلذذ بتعذيب النساء، لدرجة أنّ القاضي الذي نطق بالحكم في قضيته قال: "هذه ليست فقط تسجيلات إباحية، بل تسجيلات رعب في حق الإنسانية وتاريخها".

انتعشت الصحف بشكل لافت بسبب قضية "الحاج ثابت" وتلهّف الناس إلى متابعة أخبار هذا "الوحش الآدمي". وجّهت إلى هذا المجرم تهم بالاغتصاب والاختطاف والاعتداء على 1600 امرأة وفتاة، وتصوير أكثر من 118 فيديو سراً، فضلاً عن متابعة ضباط أمن كبار كانوا يتسترون على أفعاله.

انتهت مغامرات رجل السلطة محمد ثابت الذي كان يهوى مناداته بلقب "الحاج"، في سبتمبر/أيلول 1993، عندما نُفذ في حقّه حكم الإعدام رمياً بالرصاص وفق القانون الجنائي المغربي، ليكون آخر حكم بالإعدام يُنفّذ في المغرب. فقد نُطق بأحكام أخرى بالإعدام ولم تنفَّذ حتى الآن، نظراً للجدل الحقوقي القائم بشأن إلغاء العقوبة في المملكة.


أما قصة الوحش "الحاضي"، فهو مجرم آخر شغل المغاربة بجرائمه البشعة وبرودة دمه في تنفيذ عمليات القتل، حتى لُقّب بـ "سفاح تارودانت". هو يتحدّر من هذه المدينة الجنوبية الوديعة التي كان يخطط لجرائمه فيها، فكان سبباً في شهرتها في وسائل الإعلام المغربية والخارجية، من هول ما ارتكبته يداه. اسمه عبد العالي الحاضي، وقد افتضحت جرائم الاغتصاب والقتل التي ارتكبها في حقّ أكثر من 11 طفلاً في أحد أيام صيف 2004، عندما أُبلِغت الشرطة المحلية بوجود جماجم وهياكل عظمية بشرية بالقرب من أحد الوديان في ضواحي المدينة. يومها، اكتشف الأمر بعض المارة الذين ذهلوا من المشهد وسارعوا إلى إبلاغ الشرطة.

صدم عناصر الشرطة، إذ اكتشفوا مقبرة جماعية تضم رفات عدد من الأطفال تتراوح أعمارهم بين 8 و17 عاماً، قتلوا بطريقة غريبة. فهو كان يغتصبهم في بيت اتخذه مأوى له، بعد إغرائهم بالمال أو الحلوى، بالإضافة إلى طيبته الخادعة، ثم يقتلهم خنقاً ويدفنهم.

وكانت اعترافات "سفاح تارودانت" صادمة للمغاربة الذين تابعوا أطوار محاكمته أولاً بأول، من خلال وسائل الإعلام. فقد أقرّ ببرودة دم هائلة أمام عدسات المصورين وكاميرات التلفزيون كيف كان يستدرج الأطفال خصوصاً المشرّدين أو التائهين إلى غرفته، ويخدّرهم ويغتصبهم ويخنقهم ثم يدفنهم تحت السرير الذي ينام فوقه. وعندما طالبه صاحب الغرفة بمغادرتها نهائياً، أخرج الجثث ورماها في الوادي. ولم يجد القاضي بدّاً من النطق بحكم الإعدام في حقّ الحاضي، نظراً إلى بشاعة ما ارتكبه، مع العلم أنّه خلال التحقيقات والمحاكمات لم يبدِ أيّ ندم، وقد سأله القاضي عن ذلك الندم، فأجاب: "هذا سرّ بيني وبين ربي".

مجرم آخر عرف شهرة كبيرة في المغرب لقّبه الناس بـ "نينجا الدار البيضاء" لأنّه كان يبدو في النهار شخصاً طيباً ومنكسراً ووديعاً، لكنّه يتحول في الليل إلى وحش يعتدي على ضحاياه بسادية وعدوانية بالغة، وكان يستهدف بالخصوص حرّاس السيارات ورجال الشرطة. حُكِم عليه بالإعدام في أبريل/نيسان 2006.

كذلك، لا ينسى المغاربة "أبو صمة" الذي ارتكب ثماني عشرة جريمة قتل بواسطة حجر "صمة" وهو نوع من الحجارة الصلبة الذي كان يضرب به ضحاياه من الخلف. كان يترصّد ضحاياه في الحدائق المهجورة وبالقرب من الشاطئ، وبعد قتلهم يسرق ما معهم.