تونس: مقتل 45 شخصاً وإصابة 292 جراء حوادث الطرق

تونس: مقتل 45 شخصاً وإصابة 292 جراء حوادث الطرقات منذ بداية رمضان

28 مايو 2019
عوامل كثيرة تتسبب في ارتفاع حوادث السير (Getty)
+ الخط -
سجّلت تونس مقتل 45 شخصاً وإصابة 292 آخرين جراء حوادث الطرقات منذ انطلاق شهر رمضان، أي بمعدل قتيلين وخمسة عشر مصاباً يومياً، وهي نسب لا تبتعد كثيرا عن الفترة نفسها من رمضان العام الماضي.

وتكثر الحوادث في شهر رمضان خاصة خلال أوقات الذروة التي تتزامن وخروج الموظفين والعاملين من مقرات عملهم، والتسابق للعودة إلى بيوتهم قبل موعد الإفطار نهارا، وقبل موعد السحور ليلا، ويسيطر على غالبية مستعملي الطرق الإرهاق وقلة النوم بسبب خصوصية شهر رمضان.

وأفاد المتحدث الرسمي باسم المرصد الوطني للسلامة المرورية، الملازم أول أسامة المبروك، لـ"العربي الجديد"، بأنه تم تسجيل 168 حادث مرور منذ دخول شهر رمضان المعظم إلى حدود يوم أول أمس، مشيرا إلى أن هذه الحوادث خلفت 45 قتيلا و292 مصاباً.

وكشف المبروك أن أسباب الحوادث تراوح بين الإفراط في السرعة والقيادة في حالة تعب، وعدم الانتباه أثناء القيادة وعند المفترقات، إلى جانب استعمال الهاتف الجوال وعدم احترام إشارات وقواعد المرور.

وبين المبروك أنه يمكن اعتبار أن نسب الحوادث وعدد القتلى والجرحى قد تراجع بالنظر إلى الأشهر الخمسة الأولى من العام 2019 مقارنة بالفترة نفسها من السنوات الماضية، مشيرا إلى أن إقرار إجبارية ارتداء حزام الأمان وحملات التوعية والتحسيس ومساهمة المجتمع الأهلي ساهمت في هذه النتيجة الإيجابية التي تحتاج مزيدا من الدعم ومواصلة الجهود للتقليص من آفة حوادث الطرقات قدر الإمكان.

وكان تقرير للجمعية التونسية للوقاية من حوادث الطرقات، قد سجل خلال الأيام العشرين الأولى من شهر رمضان للعام 2018، 185 حادث مرور نتج عنها 48 قتيلا و266 جريحا، فيما سجل خلال الفترة نفسها من رمضان العام 2017 وقوع 331 حادث مرور نتج عنها 75 قتيلا و483 جريحا.

وتكشف التقارير المرورية أن عدد القتلى والمصابين جراء حوادث المرور لا يختلف كثيرا بين الفترة نفسها من شهر رمضان العام الماضي والعام الحالي رغم التراجع المهم مقارنة بالعام 2017، بحسب الأرقام والمعطيات التي بينت تراجع عدد القتلى هذا العام بـ30 شخصا وتقلص عدد المصابين بـ139 جريحا.

ويستفيق التونسيون يومياً على أنباء حوادث الطرقات المروعة وينامون على نشرات تنقل حصيلة الضحايا والمصابين الذين تعج بهم قاعات "الاستعجالي" بمختلف محافظات البلاد، فهناك من طبّع مع أنباء الحوادث وآخرون يحملون هواجس مخاطر الطريق.

وبين مدير عام المرصد الوطني لسلامة المرور، مراد الجويني، أن المعدل السنوي لحوادث المرور والطرقات في تونس يبلغ 7654 حادثا، تخلف سنويا معدلا يقارب 1458 قتيلا و11644 جريحا، مشيرا إلى أنه تم منذ بداية السنة الحالية تسجيل 1831 حادث مرور مخلفة 403 قتلى و2705 جريحا. ولفت الجويني في تصريحات صحافية، إلى أنه تم تسجيل 18 حادثا للقطارات منذ بداية السنة الحالية خلفت 11 قتيلا و12 جريحا.

وأكد المرصد في بلاغ نشره، أخيرا، أنه يواصل حملاته التوعوية خلال شهر رمضان المبارك، إذ ينظم بالتعاون مع الكشافة التونسية حملات توعوية بالطرق السيارة وفي "محطات الاستخلاص"، حيث يتم توزيع ملصقات وهدايا رمزية على مستعملي الطريق كحاملات مفاتيح وعلب المناديل الورقية وحاميات الشمس ومطويات وأقلام جافة وأقمصة وأدوات زينة تعلق داخل السيارات تتضمن رسائل توعوية وتحسيسية.


كما يواصل المرصد الوطني لسلامة المرور، بحسب البلاغ، تقديم نصائح مباشرة لمستعملي الطرق من أجل عدم الإفراط في السرعة وعدم السياقة في حالة إرهاق خلال شهر رمضان المبارك، آملا أن يلتزم جميع المواطنين بإشارات وقواعد المرور خاصة في الصباح الباكر وقبل موعد الإفطار، وهي الأوقات التي تكثر فيها حوادث المرور.

ويفسر أخصائيو علم النفس تواتر الحوادث خلال شهر رمضان بسلوك السائقين في هذه الفترة، إذ يغلب عليهم التوتر وسرعة الانفعال بسبب الصيام، إلى جانب الإرهاق والتشنج بسبب الإفراط في السهر في المسامرات الرمضانية وتأثير ذلك على التركيز وتقليص القدرة على رد الفعل عند الشعور بالخطر.

كما تسجل هذه الفترة أيضا عوامل أخرى لها تأثير مباشر في ارتفاع نسب الحوادث، ومنها توقيت نهاية الدوام للموظفين الحكوميين والقطاع الخاص خلال التوقيت نفسه، ما يتسبب في اختناق حركة المرور وسط الطرقات وفي المعابر وعند المفترقات، ما يدفع كثيرين إلى التهور ومخالفة قانون المرور وقواعد الطرق.