تلميذات السعوديّة ينتظرن حصّة الرياضة

تلميذات السعوديّة ينتظرن حصّة الرياضة

06 مارس 2015
النوادي الرياضيّة الخاصة ليست بمتناول جميع الفتيات السعوديات (CNBC)
+ الخط -
سيصبح بإمكان التلميذات السعوديات قريباً ممارسة الرياضة في مدارسهن، بحسب نائب وزير التربية والتعليم السعودي نورة الفايز. ومع ذلك لن تلزم الوزارة المدارس بذلك وفقاً لوزير التعليم عزام بن محمد الدخيل، الذي أوضح الأمر، بعد أيام من إعلان الفايز الذي أثار جدلاً واسعاً في أوساط المجتمع السعودي.

وبالفعل، بدأت خطوات تنفيذ القرار بالظهور، فقد أعلنت الإدارة العامة للتعليم بمحافظة الأحساء شرق السعودية، عن تسلمها بشكل ابتدائي مشروع إنشاء صالة رياضية متعددة الأغراض للتلميذات تخدم عدداً من المدارس.

وكان مجلس الشورى السعودي، قد صوّت على هذه التوصية العام الماضي، بشرط أن يتماشى مع خصوصيّة التلميذات وفقاً لضوابط الشريعة، وأن يُنسّق تنفيذه مع وزارة التعليم العالي، لوضع برامج التأهيل المناسبة للمدرّسات.

تصريح الفايز أدى الى انقسام في الرأي العام بين مؤيّد ومعارض. وفي وقت تطالب شريحة ليست صغيرة، بإقرار حصّة رياضة للتلميذات، ولا سيّما في ظلّ تفشي مشكلة السمنة الزائدة في المجتمع، تجد شريحة أخرى في ممارسة الفتيات للرياضة أمراً غريباً، فتهاجم كل مطالب بها. وهو ما دفع البعض إلى المطالبة بإقالة الفايز أخيراً، وقد استُحدث هاشتاغ على موقع "تويتر" حول الموضوع هو: #إقالة_نورة_الفايز.

إلى ذلك، يرى آخرون أن ثمّة مشكلات عاجلة، هي أولى بالمعالجة، مثل مشكلة المدارس المتداعية والأخطار التي تتهددها، وكذلك المباني المستأجرة، وحوادث موت المدرسات، واكتظاظ الفصول بالتلميذات، وما يباع للفتيات في المدارس من أطعمة غير صحيّة.

سارا محمد تعمل في المجال التربوي، وهي من اللواتي يؤيدن خطوة إلزام التلميذات بالرياضة، وتصفها بالضروريّة والهامة، لمساعدة الفتيات في التخلص من البدانة التي باتت متفشية بينهنّ. كذلك، تشير إلى أنها تساعدهنّ في التحصيل الدراسي، بالإضافة إلى كونها عامل تسلية وجذب.
لكنها تطالب أولاً بالعمل على تجهيز صالات رياضيّة مناسبة في حرم المدارس، وتأمين معلمات متخصصات.

بدوره يؤكد الطبيب عبدالله بن صالح أهميّة ممارسة الرياضة لجميع الفئات العمريّة، خصوصاً تلك في سن النموّ، نظراً لدورها الفاعل في تشكيل بنية سليمة. ويشير إلى أهميّة الرياضة بالنسبة إلى الفتيات، لمساعدتهنّ في حرق السعرات الحراريّة الزائدة، وخصوصاً أنهنّ يستهلكن الوجبات السريعة المشبعة بالدهون. يضيف أن "الرياضة تلبي توقهنّ إلى الرشاقة، عوضاً عن المجازفة عبر الخضوع إلى عمليات تصغير المعدة، التي ليست في متناول كثيرات منهنّ، بالإضافة إلى صعوبة الالتحاق بالنوادي الرياضيّة الخاصة بالنساء، نظراً لقلتها وارتفاع رسوم تسجيلها".

وتمارس التلميذات السعوديات الرياضة في المدارس الخاصة المعروفة منذ سنوات، في حين يمنع ذلك عن تلميذات المدارس الرسميّة، مع العلم بأن وزارة التربية والتعليم، أقرّت إدخال حصص الرياضة للفتيات في التعليم الخاص، قبل نحو عامَين فقط.

وتلفت حصة عايض وهي أيضاً تعمل في المجال التربوي، إلى الحاجة الماسة لتوفير متخصصات في التربية البدنيّة، قبل تطبيق القرار، "وخصوصاً أن التخصّص في هذا المجال غير متوفّر في جامعات السعوديّة. وهو ما قد يمثل إحدى الصعوبات التي تواجه تنفيذ القرار، بالإضافة إلى ممانعة بعض المتشدّدين الذين يغيب عنهم، أن حصة مثل هذه لن تختلف عن بقيّة الحصص المدرسيّة. فهي تأتي في داخل أسوار المدرسة العالية، وبملابس رياضيّة محتشمة وفي وسط نسائي". وتسأل: "ما الفرق بين ممارسة التلميذات الرياضة في المدرسة وفقاً للضوابط الشرعيّة، وبين ممارستها في بعض النوادي الرياضيّة النسائيّة؟".

من جهته، يرى عبد العزيز عوين (مواطن)، أن هذا القرار غير مهم، داعياً إلى الاهتمام بصيانة المدارس التي تتعرض كثيراً للحرائق. ويبدي خشيته من أن يدفع تطبيق القرار، إلى مشاركة الفتيات في المسابقات الرياضيّة مستقبلاً. ويقول: "لو استغنينا عن العاملات المنزليات وقامت المرأة والفتاة بمهامها المنزليّة، كما كانت تفعل أمهاتنا وجداتنا، لما احتاجت واحدة منهنّ للرياضة".

تجدر الإشارة إلى أن عدداً كبيراً من الدعاة السعوديّين، يحرمون ممارسة الرياضة على المرأة، إذ يعدّونها من المفاسد التي تنطوي على مخالفات شرعيّة كثيرة. في المقابل، ثمّة من يجيزها، ومنهم رئيس المحكمة الجزئيّة في محافظة الأحساء، الشيخ عبد الباقي آل مبارك الذي يرى أن "ممارستها جائزة، لكن يفضّل أن تكتفي المرأة بممارستها في المنزل".

المساهمون