شبكات الإنترنت... وسيلة شباب غزة لتجاوز البطالة

شبكات الإنترنت... وسيلة شباب غزة لتجاوز البطالة

22 يناير 2017
ارتفعت البطالة لنحو 60% بين الشباب (عبدالحكيم أبو رياش)
+ الخط -
يتفحص الشاب الفلسطيني أكرم مطر جودة الإنترنت الخاص بشبكته اللاسلكية التي أنشأها بنظام اشتراكات محدودة الثمن في منطقة سكنه ببيت لاهيا شمالي قطاع غزة، منذ عدة أشهر، أملاً في قهر البطالة وتوفير دخل مادي له يعيله مع أسرته. 

ويحرص الشاب مطر على بقاء شبكته متصلة طيلة ساعات اليوم بالرغم من تفاقم أزمة التيار الكهربائي بشكل كبير في القطاع والتي تصل ساعات انقطاعها لأكثر من 12 ساعة يومياً، في الوقت الذي يقبل الغزيون بشكل كبير على استخدام الإنترنت.

مواجهة البطالة

وانتشرت في الفترة الأخيرة عشرات الشبكات اللاسلكية في الشوارع والمتفرقات الرئيسية في
القطاع المحاصر إسرائيلياً للعام الحادي عشر على التوالي، إذ تشكل هذه الشبكات ملجأ لمحدودي الدخل بغزة في ظل ارتفاع أسعار اشتراك الإنترنت عبر الشركات الرسمية.

ويقول مطر لـ "العربي الجديد" إن شح الوظائف وارتفاع معدلات البطالة بشكل كبير في القطاع كانا دافعاً رئيسياً للتوجه لإنشاء مشروع شبكة الإنترنت الخاصة به، خصوصاً في ظل ارتفاع إقبال الغزيين على استخدامه وعدم مواءمة أسعار الشركات الرسمية لظروف الكثيرين منهم.

ويضيف الشاب الغزي إنه يستخدم نظام الشبكات اللاسلكية والشبكات السلكية في عملية التوزيع للراغبين في الاشتراك معه بأسعار وسرعات تتناسب وإمكانياتهم المادية، فضلاً عن اتباع نظام كروت للاتصال عبر شبكات الإنترنت بأسعار مخفضة لا تزيد عن شيكل واحد فقط (الدولار = 3.81 شيكلات) يمنح حامله إمكانية استخدام لمدة لا تزيد عن ثلاث ساعات.

وبحسب مطر فإن حجم الإقبال على اشتراك الغزيين على مثل هذه الشبكات العامة يعد مقبولاً، سيما لدى فئة محدودي الدخل في القطاع، الذين لا يقدرون على توفير ثمن الاشتراك مع الشركات الرسمية.

ويشير إلى أنه تحمل نحو ألفي دولار أميركي من أجل العمل على إنشاء شبكة الإنترنت الخاصة به، من أجل توفير العديد من المعدات والأجهزة، بالإضافة لتوفير أنظمة بطاريات من أجل إبقاء الشبكة متصلة في حالة انقطاع التيار الكهربائي.

البحث عن فرص عمل

ودفع ارتفاع معدلات البطالة لأكثر من 60% في صفوف الشباب الفلسطينيين بغزة، ومعدلات الفقر لنحو 805 في صفوف الأسر الغزية للبحث عن فرص عمل في مجالات
حرفية وتكنولوجية متعددة لتوفير مصدر دخل مالي لهم ولأسرهم.

أما الشاب محمد زقوت فوجد هو الآخر في شبكات الإنترنت العامة مشروعاً ربحيا يسد حاجته المالية هو وصديقه، في ظل تردي الأوضاع المعيشية والاقتصادية في القطاع بفعل غياب الوظائف في القطاعين الحكومي والخاص.

ويقول زقوت لـ "العربي الجديد" إنه يعمل من خلال شبكة الإنترنت على توفيره بنظام الشبكات السلكية واللاسلكية في محيط منطقة سكنه، بأسعار تتناسب مع إمكانيات الناس المعيشية، بحيث لا تتجاوز أسعار الاشتراكات 30 إلى 60 شيكلاً بحد أقصى.

ويشير إلى أن حركة الإقبال تعتبر جيدة خصوصاً في ظل واقع الكهرباء السيئ جداً وعدم انتظامها وصعوبة اعتماد السكان على شبكات الإنترنت الموجودة داخل المنازل، والتوجه لاستقبال الشبكات العامة المتوفرة في محيط سكنهم.

ولفت زقوت إلى أنه تحمل نحو 5 آلاف دولار كتكاليف مبدئية من أجل افتتاح مشروعه الخاص وتوفير المعدات والأجهزة اللازمة.

ويؤكد الشاب الفلسطيني أن مشكلة انقطاع التيار الكهربائي تعتبر إحدى أبرز الصعوبات والعقبات التي تواجهه هو ونظرائه من أصحاب هذه المشاريع، إذ يلجؤون لزيادة أعداد البطاريات من أجل استمرار اتصال الشبكة في ساعات انقطاع التيار الكهربائي وأوقات الأزمات.

خريجون بلا وظيفة

ووفقاً لإحصائيات اللجنة الشعبية لكسر الحصار عن غزة فإن نحو 10 آلاف غزي يتخرجون
سنوياً من نحو 30 جامعة وكلية متوسطة تمنح درجتي البكالوريوس والدبلوم المتوسط في القطاع، ينضم غالبيتهم إلى أفواج البطالة.

ويقول الخبير الاقتصادي نهاد نشوان لـ "العربي الجديد"، إن حالة التردي الاقتصادي دفعت بالشباب نحو التجارة الإلكترونية والمشاريع الفردية الاقتصادية في ظل ندرة الوظائف في القطاع العام والخاص وتكدس آلاف الخريجين في صفوف البطالة.

ويشير نشوان إلى أن معدلات البطالة تزيد سنوياً في ظل غياب التوظيف الحكومي الرسمي المتمثل في السلطة الفلسطينية في رام الله والحكومة الفلسطينية بغزة، بالإضافة إلى شح التوظيف في القطاع الخاص والذي لا تزيد معدلاته عن 10 إلى 20%.

ويوضح الخبير الاقتصادي أن الاعتماد على المشروعات الفردية والصغيرة الحجم التي لا تحتاج إلى مبالغ مالية كبرى من شأنه أن يكون أحد الخطوات التي تساهم في علاج وتقليل معدلات البطالة.