السعودية تلجأ إلى مخزونها النفطي إثر الهجوم على أرامكو

السعودية تلجأ إلى مخزونها إثر الهجوم على أرامكو...وأميركا تتأهب للاستحواذ على الأسواق

15 سبتمبر 2019
الهجمات المتكررة على منشات النفط تعطل موارد المملكة(فرانس برس)
+ الخط -
قال وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان، إن المملكة ستلجأ إلى استخدام مخزوناتها النفطية لتعويض عملائها غداة الهجوم، الذي استهدف منشأتين نفطيتين رئيسيتين في المملكة، وتسبب في توقف نحو نصف إنتاج المملكة وتعطل الصادرات.

وتسببت الهجمات التي نفّذت بواسطة طائرات مسيّرة واستهدفت منشأتين نفطيتين في بقيق وخريص (شرق المملكة) بتوقف ضخ كمية من إمدادات الخام تقدر بنحو 5.7 ملايين برميل، أي ما يعادل نحو 50 في المائة من الإنتاج السعودي وقرابة 6 في المائة من إمدادات الخام العالمية.

وقال وزير الطاقة في بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية "واس"، اليوم الأحد، إنه "سيتم تعويض جزء من الانخفاض لعملائها (السعودية) من خلال المخزونات".

وبنت الرياض خمس منشآت تخزين ضخمة تحت الأرض في مناطق عدة من البلاد قادرة على استيعاب عشرات ملايين البراميل من المنتجات البترولية المكررة على أنواعها.

وتم بناء المنشآت بين عامي 1988 و2009 وكلّفت عشرات مليارات الدولارات. وأفاد وزير النفط أن انفجارات، أمس السبت، أدت كذلك إلى توقف إنتاج كمية من الغاز المصاحب الذي يتم استخراجه مع النفط تقدر بنحو ملياري قدم مكعّب.

وقال إن "ذلك سيؤدي إلى تخفيض إمدادات غاز الإيثان وسوائل الغاز الطبيعي بنسبة تصل إلى حوالى 50 في المائة".


وفي وقت تراقب الأسواق عن كثب مدى قدرة المملكة التي تعد أكبر مصدّر للنفط في العالم على إعادة هذا القطاع إلى مساره الطبيعي، أفاد الرئيس التنفيذي لأرامكو أمين الناصر، بأن العمل جار لاستئناف الإنتاج بطاقته الكاملة، دون أن يعطي جدولاً زمنياً لعودة الإمدادات بشكل كامل.

لكن مصدراً مطلعاً قال لـ"رويترز"، اليوم، إن عودة طاقة إمدادات النفط السعودية قد تستغرق "أسابيع وليس أياماً".

وتعد منشأة بقيق الكبرى في العالم لمعالجة النفط وهي قادرة على إدارة نحو سبعة ملايين برميل يومياً، أي ما يعادل نحو 70 في المائة من إجمالي إنتاج السعودية.

وتقع بالقرب من حقل الغوار، الأكبر بالعالم والذي يحتوي على احتياطي يقدر بأكثر من 60 مليار برميل بينما تقدّر قدرته الإنتاجية بقرابة 6 ملايين برميل في اليوم.

وتحصل المنشأة على الخام من حقل شيبة في الربع الخالي. وتبنى الحوثيون في اليمن الهجوم لكن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو حمّل إيران المسؤولية مشيراً إلى عدم وجود دليل على أن العملية انطلقت من الأراضي اليمنية.

لكن طهران نفت الاتهامات الأميركية، وحذرت من أن القواعد وحاملات الطائرات الأميركية بالمنطقة تقع في مرمى صواريخها.


وهجوم أمس هو الأكبر من نوعه والأكثر فداحة بالنسبة للسعودية. وأضحى قطاع الطاقة خلال الأشهر الأخيرة في مرمى هجمات الحوثيين في اليمن، حيث تقود السعودية بالتحالف مع الإمارات حرباً ضدهم منذ عام 2015.

وأعلنت أرامكو، في أغسطس/ آب الماضي، لأول مرة في تاريخها، عن إيراداتها خلال النصف الأول من العام الجاري، مشيرة إلى تراجع أرباحها الصافية إلى 46.9 مليار دولار، مقابل 53.0 مليار دولار للفترة ذاتها من العام الماضي.

وقد يدفع تعطل الإمدادات لفترة طويلة، الولايات المتحدة ودولاً أخرى إلى السحب من مخزوناتها النفطية الاستراتيجية لزيادة الكميات المتاحة تجارياً على مستوى العالم.

وقالت وزارة الخزانة الأميركية، أمس السبت، إنها على استعداد للسحب من المخزون الاستراتيجي إذا اقتضت الضرورة.

وقبل استهداف المنشأتين النفطيتين في السعودية بيومين، قالت وكالة الطاقة الدولية، الخميس الماضي، إن الولايات المتحدة تفوقت على السعودية كأكبر مصدر للنفط في العالم، لفترة وجيزة في يونيو/ حزيران الماضي.

وفي العام الماضي، تجاوزت صادرات أرامكو سبعة ملايين برميل يومياً من النفط الخام، مع تسليم ثلاثة أرباع هذه الصادرات لزبائن في آسيا. وتملك السعودية مخزونا احتياطياً يبلغ حوالي 188 مليون برميل.

بينما تقول وزارة الطاقة الأميركية إن المخزون الاستراتيجي الأميركي يبلغ الآن نحو 644 مليون برميل، تعادل ما يقرب من إنتاج الولايات المتحدة في 52 يوماً.

ويتجاوز الإنتاج الأميركي الآن 12 مليون برميل يومياً وتتجاوز الصادرات الثلاثة ملايين برميل يومياً، لكن ليس من الواضح ما إذا كان بإمكان منشآت التصدير الأميركية استيعاب الشحنات الإضافية.

وذكرت وكالة "رويترز"، في تقرير لها في 23 إبريل/نيسان 2018، أنه في الوقت الذي تؤتي فيه جهود منظمة البلدان المصدرة للنفط "أوبك" الرامية لتحقيق التوازن في سوق النفط ثمارها، من خلال خفض الإنتاج، يقطف المنتجون الأميركيون الثمار ويغرقون أوروبا بكميات قياسية من الخام.

وأظهرت بيانات "رويترز" آنذاك، أن أوروبا استحوذت على نحو 7 في المائة من صادرات الخام الأميركية في 2017، لكن النسبة ارتفعت بالفعل مطلع 2018 إلى نحو 12 في المائة.

ومن أكبر الوجهات التي تقصدها الصادرات الأميركية بريطانيا وإيطاليا وهولندا، ويشير بعض التجار إلى واردات كبيرة لشركات "بي.بي" البريطانية و"إكسون موبيل" الأميركيتين.