مكاسب تجارة الأدوية في السوق السوداء بمصر تصل لـ600%

مكاسب تجارة الأدوية في السوق السوداء بمصر تصل إلى 600%

24 نوفمبر 2018
وزارة الصحة لا تعترف بوجود سوق سوداء للدواء(Getty)
+ الخط -
انتعشت تجارة الأدوية النواقص (غير المتوافرة) في السوق السوداء، إلى الدرجة التي وصلت ربحية بعضها إلى أكثر من 600%، وذلك في ظل تناقص حاد في بعض الأصناف، منها أدوية الغسل الكلوي وضمور الأعصاب والأنسولين والأورام.

ويقول الدكتور حاتم البدوي، سكرتير الشعبة العامة للصيدليات باتحاد الغرف التجارية لـ"العربي الجديد" إن وزارة الصحة ممثلة في الإدارة المركزية للشؤون الصيدلية لا تعترف بوجود سوق سوداء علنية وعبر وسائل التواصل الاجتماعي، بسبب النواقص والتي تصل الآن إلى حوالى 400 صنف دوائي.

وأشار البدوي إلى أن بعض هذه الأصناف يباع بأسعار خيالية، فأحد أدوية ضمور الأعصاب ثمنه 450 جنيهاً (25 دولاراً تقريباً) يصل سعره في السوق السوداء إلى 3400 جنيه بمكسب يصل إلى أكثر من 600%، وكذلك عقار لعلاج مرضى الفشل الكلوي، مسعر بـ600 جنيه، يتخطى سعره ألف جنيه.

ويضيف البدوي أن "الحل بسيط لو توافرت نية حقيقية لعلاج المشكلة، فهناك منظومة في الإدارة المركزية للتتبع الدوائي، وظيفتها تتبع أي دواء منذ بداية تصنيعه كمادة خام، حتى وجوده على رفوف الصيدليات، ولو تم تفعيل هذه المنظومة لوصلنا إلى مصدر تهريب هذه الأدوية إلى السوق السوداء، سواء من داخل الشركات المنتجة، أو شركات التوزيع".

وينفي مصدر مطلع بالشركة المتحدة لتجارة الأدوية، لـ"العربي الجديد"، وجود أي علاقة بين شركات توزيع الأدوية، وتجار السوق السوداء، من منطلق أن التعامل بين شركات التوزيع والشركات المنتجة يتم عن طريق فواتير رسمية، يصعب التلاعب فيها، موضحاً أن شركات التوزيع في حال وجود نواقص تتعامل مع الصيدليات بنظام العدالة في التوزيع "الكوتة".

وتسيطر الشركة على 33% تقريباً من سوق توزيع الأدوية المستوردة في مصر، وفقاً لتقارير متخصصة.

ويؤكد المصدر أن وجود نواقص في بعض الأنواع هو ما يؤدي إلى خلق ما يسمى بالسوق السوداء، ضاربا المثل بدواء "ديفارول" الذي لا يتعدى سعره في الصيدلية 11.25 جنيهاً ويصل سعره في السوق السوداء إلى 250 جنيهاً.

ويرى أن المصدر الرئيسي لخروج مثل هذه الأدوية إلى السوق السوداء هي الشركات الأم عن طريق "مندوبي المبيعات"، أو بعض كبار العاملين فيها.

ويوضح الصيدلي سيد فؤاد، أنه أحيانا تورد إليهم مخازن الأدوية "النواقص" من دون تخفيض، وهو ما يعني أن المكسب صفر، لذلك لا يتم بيعها منفردة، ولكن ضمن "روشتة" مع أصناف أخرى، حتى يكون هناك نوع من التوازن التجاري.

وهو ما يؤكده علاء محمد، موظف مبيعات في أحد مخازن الأدوية، من أنهم يستلمون النواقص من الشركات في بعض الأحيان من دون تخفيض، وذلك في سبيل استغلال وجودها في تنشيط حجم مبيعات الأصناف الأخرى.

وحذر مدير المركز المصري للحق في الدواء محمود فؤاد، في تصريحات سابقة من اختفاء أصناف دوائية من الصيدليات، في الوقت الذي توجد فيه وبأسعار خيالية مع تجار السوق السوداء، مشيراً إلى أن مكسب حقنة "الليبيدول" يصل إلى ألف جنيه، وعلبة "كيتو ستريل" 700 جنيه.

(الدولار = 17.9 جنيها مصريا تقريبا)

دلالات

المساهمون