تناقضات ترامب: منتجاته مصنعة بالصين وبنغلاديش ويهاجم أبل وفورد

تناقضات ترامب: منتجاته مصنعة بالصين وبنغلاديش ويهاجم أبل وفورد

14 مارس 2016
دونالد ترامب مع ابنته إيفانكا وزوجته في نيوهامشير (Getty)
+ الخط -
كشف الاقتصادي الأميركي روبرت زد لورنس الزميل بمعهد "بيترسون إنستيتيوت" التناقض الكبير في خطاب الملياردير دونالد ترامب الذي يتقدم في الانتخابات الأولية لاختيار مرشح الحزب الجمهوري لرئاسة الولايات المتحدة.
وقال لورنس في مقال نشره على موقع المعهد الأميركي، إن "دونالد ترامب الذي يهاجم بقسوة الشركات الأميركية التي تنتج بعض بضائعها في الخارج، تفعل شركاته وشركات ابنته إيفانكا نفس الشيء، حيث تصنع معظم ماركاتها في الخارج".
ويذكر أن ترامب هاجم بعنف شركات أميركية كبرى مثل شركة أبل وفورد وكرافت لأنها تصنع منتجاتها في الخارج، بل واقترح مرشح الحزب الجمهوري فرض ضرائب إضافية بنسبة 15% على الشركات الأميركية التي تصنع منتجاتها في الخارج وضرائب 20% على البضائع المستوردة. كما اقترح كذلك فرض ضرائب بنسبة 45% على البضائع الصينية.
وقد أثارت هذه المقترحات حفيظة مجتمع الأعمال التجارية والشركات في أميركا. وبلغ ترامب حداً من التطرف ضد الشركات الأميركية التي تنتج بضائعها في الخارج، بالقسم بأنه لن يتناول الوجبات التي تحتوي على منتجات شركة نابسكو لأنها نقلت أحد مصانعها إلى المكسيك.
ويسعى مرشح الحزب الجمهوري عبر هذه الخطابات المتشددة إلى كسب قطاع العمال في أميركا، وخاصة أن العديد منهم يعاني من البطالة بسبب نقل بعض الشركات الأميركية لمصانعها إلى الخارج وتحديداً إلى الصين والمكسيك، حيث تقل كلفة العمالة وتصنيع الوحدة المنتجة.
وحسب الاقتصادي لورنس، فإن معظم العلامات التجارية التي تحمل اسم ترامب واسم ابنته إيفانكا ترامب، تم تصنيعها في الخارج. وفي تفصيل شديد للتناقض الذي يحويه هجوم دونالد ترامب مع سلوكه، عدد الاقتصادي الأميركي هذه العلامات التجارية التي يبيعها ترامب في أميركا وهي مصنعة في الخارج.
وقال في هذا الصدد، إن ربطات العنق الأنيقة التي تحمل علامة ترامب وهياكل النظارات والملابس الرياضية والأزرار الفاخرة للقمصان، كلها صنعت في الصين وتم استيرادها لأميركا. كما أضاف أن القمصان الفاخرة التي تحمل علامة ترامب صنعت خصيصاً بشركته في بنغلاديش.
وعلى صعيد العلامات التجارية للمنتجات النسائية التي تحمل اسم ابنته إيفانكا ترامب، قال لورنس إن 345 مصنفاً منها تم تصنيعه خصيصاً لإيفانكا ترامب في الصين، كما أن 628 علامة تجارية من أصل 838 مستوردة من الخارج.

وأشار الاقتصادي الأميركي إلى أن الفساتين والأحذية النسائية والحلي والأكسسوارات التي تحمل ماركة إيفانكا ترامب معظمها صنعت في الخارج. وقال "وهي بالتالي لا تصنع وظائف في أميركا وإنما تصنع وظائف في الصين".
وتتخوف الأوساط المصرفية التي لديها مصالح واسعة في آسيا، من عدائه للصين، حيث قال رئيس مجلس إدارة غولدمان ساكس لويد بلانكفين في تعليقات بهذا الخصوص "صورة ترامب وإصبعه على الزر النووي تثير ذهولي".
وهاجم ترامب في كتابه بعنوان "حان الوقت للقسوة"، اتفاقات التجارة الدولية، وقال إنه يرغب في بناء حواجز أميركية تحمي الوظائف. وقال في هذا الصدد "أصاب بالغثيان من قراءة عبارات على منتجاتنا مثل تم الإنتاج في الخارج".
وتساءل ترامب لماذا لا تنتج شركاتنا في الداخل وتوفر الوظائف للأميركيين. ومعروف أن مثل هذه العبارات كفيلة بإثارة النعرة الوطنية والإحساس بالظلم لدى العامة. ولكن الكثير من الاقتصاديين في أميركا يعلمون أن الشعارات التي يرفعها مرشح الحزب الجمهوري تتناقض تماماً مع سلوكياته.
ويرى العديد من المستثمرين وخبراء المال أن فوز مرشح الحزب الجمهوري بالرئاسة الأميركية سيقود تلقائياً إلى نزاع تجاري وربما عسكري مع الصين في آسيا. وربما تكون نتيجة مثل هذا النزاع تخلي الصين عن ربط عملتها بالدولار و"اغتيال" البترودولار ودور الدولار في تسوية الصفقات التجارية في دول البريكس ومجموعة من دول العالم النامي.
وحسب مكتب الميزانية فإن دخول مرشح الحزب الجمهوري إلى البيت الأبيض سيقود إلى ارتفاع الدين الأميركي إلى 30 ترليون دولار. كما يرى خبراء أسواق أن المستثمرين الأجانب في آسيا وبعض دول المنطقة العربية ربما تمتنع عن شراء سندات الخزانة الأميركية التي تعد مهمة بالنسبة لتمويل العجز المتواصل في الميزانيات الأميركية.

اقرأ أيضا: المناظرات الرئاسية الأميركية والعرب

وتثير احتمالات فوز دونالد ترامب العديد من المخاوف وسط شركات وول ستريت ورجال الأعمال الذين يملكون مصالح واسعة في الخارج، ومن بين مخاوف أسواق المال الأميركية، احتمالات حدوث حرب تجارية مع الصين والمكسيك، وزيادة الضرائب على الأثرياء وإمكانية الدخول في عراك مع الاحتياط الفيدرالي الأميركي "البنك المركزي" وإلغاء العديد من الاتفاقات التجارية مع أميركا.
وكان مسؤول الاستراتيجية في صندوق "هورايزون إنفستمنتس" الاستثماري، جريج فالير، قال في تصريح لوكالة فرانس برس: "دونالد ترامب، يخيف وول ستريت. إنه غير ملتزم بأي قيود، يحمل الغموض، والأسواق تكره الغموض".

وتثير التصريحات العشوائية والمدوية، والتي يدلي بها رجل الأعمال ترامب منذ دخوله حملة الانتخابات التمهيدية، حيرة الشركات. فهو يندد بالأجور الطائلة التي يتقاضاها كبار رؤساء الشركات، وبجشع المصرفيين والوسطاء الماليين، كما يحمل على سياسات الهجرة الأميركية، في حين ترى أوساط الأعمال مكاسب في توافد اليد العاملة المتدنية الأجر من المكسيك.
ومن بواعث القلق أيضاً، هجمات مرشح الحزب الجمهوري المتكررة ضد الصين واليابان، واتهامهما بالتلاعب بعملتيهما، وهجومه على اتفاقيات التبادل الحر، في وقت تسعى الولايات المتحدة لعقد اتفاقيات تجارية مع آسيا والمحيط الهادئ، كما مع أوروبا.
وكشفت مصادر أميركية في الأسبوع الماضي، أن شركات التقنية الأميركية تخطط للدخول في معركة مفتوحة ضد دونالد ترامب. وحسب موقع "زيرو هيدج" الأميركي، فإن مجموعة من رؤساء شركات تقنية المعلومات عقدوا اجتماعا في ولاية جورجيا الأميركية على هامش المنتدى السنوي لمعهد الأعمال التجارية خلال الأسبوع الماضي لوضع خطة تمنع وصول ترامب للفوز بالترشيح عن الحزب الجمهوري أو الوقوف ضده حتى في حال فوزه بترشيح الحزب بالفوز بالانتخابات الرئاسية.
وأشار الموقع الذي يديره مصرفيون ونجح في كشف الكثير من خبايا المال، إلى أن الاجتماع السري ضم كلاً من الرئيس التنفيذي لشركة أبل تيم كوك، ومؤسس شركة غوغل، لاري بيج، والمستثمر الكبير في شركة فيسبوك سين باركر، وزعيم الأغلبية في كتلة الحزب الجمهوري بالكونغرس، ميتش ماكونيل. كما ضم الاجتماع إضافة إلى هؤلاء 13 مسؤولاً كبيراً في الشركات الأميركية المتخصصة في تقنيات المعلومات.
وتناول الاجتماع الأسباب وراء تقدم دونالد ترامب في الانتخابات الأولية وكيفية منع وصوله للبيت الأبيض. ويذكر أن مرشح الحزب الجمهوري السابق ميت روني، كان قد كثف هجومه على ترامب خلال الأسبوع الماضي.
وكان يمكن أن يكون ترامب صديقاً لـ"وول ستريت" لأنه من طبقة المليارديرات ولكن الخبراء يقولون إنه لا يعرف أسلوب الخطاب السياسي. ويشير في هذا الصدد إلى أن "ما يخيف في الواقع، ليس فقط أن مرشح الحزب الجمهوري ليست لديه أدنى خبرة في إدارة السياسة والاقتصاد والدبلوماسية، ولكن أفكاره الغريبة التي يروج لها حول علاقات الولايات المتحدة مع العالم، خاصة الصين، وبشأن سياسات الهجرة والدفاع وتسوية الخلافات المالية والاقتصادية".




اقرأ أيضا: ترامب يرعب أسواق المال.. ومخاوف على مكانة الدولار