تراجع حاد لصادرات الحديد المصري

تراجع حاد لصادرات الحديد المصري

26 نوفمبر 2019
ارتفاع كلفة الإنتاج يقلص تنافسة الحديد المصري عالمياً (Getty)
+ الخط -

 

أظهرت بيانات عن صادرات الحديد المصري، تراجعاً حاداً على أساس سنوي خلال سبتمبر/أيلول الماضي، ما يزيد من مأزق الشركات التي تواجه ركوداً محلياً تسبب في تراكم مخزون الإنتاج ودفع الأسعار نحو الهبوط خلال الأشهر الأخيرة.

وذكر تقرير صادر عن المجلس التصديري المصري ‏لمواد البناء، اطلعت عليه "العربي الجديد" أن قيمة صادرات الحديد بلغت 35 مليون دولار في سبتمبر/أيلول، مقابل 96 مليون دولار في نفس الشهر من العام الماضي ‏‏2018، بانخفاض بلغت نسبته 63.5 في المائة.

وأظهرت بيانات مجمعة عن الفترة من يناير/كانون الثاني حتى ‏يونيو/حزيران الماضي، تراجع الصادرات بنسبة 39.3 في المائة، ‏بالمقارنة بنفس الفترة من 2018، إذ انخفضت قيمتها من 650 مليون دولار إلى 394 مليون دولار.

وأعاد مسؤول في اتحاد الصناعات المصرية، تراجع تصدير منتجات الحديد، إلى ارتفاع تكاليف الإنتاج في مصر، إذ تصل تكلفة إنتاج ‏الطن إلى حوالى 500 دولار، في حين يصل سعر المنتج الأجنبي إلى ‏‏420 دولار، ما يؤدي إلى خروج الحديد ‏المصري من المنافسة السعرية.

وأضاف المسؤول لـ"العربي الجديد" أن الدول ‏المنافسة مثل أوكرانيا والصين وتركيا وبعض دول الخليج، لديها ‏ميزة سعرية، لانخفاض تكاليف إنتاجها، لاسيما أن فوائد القروض للشركات هناك منخفضة وتتراوح في بعض الدول بين صفر و1.25 في المائة، ‏في حين تصل في مصر إلى 18 بالمائة، كما أن ‏المصانع المصرية تحصل على المليون وحدة حرارية من الغاز ‏بسعر 5.5 دولارات، وفي معظم دول العالم لا تتعدى 3.5 دولارات.

ووفق أرقام غرفة الصناعات المعدنية، تبلغ الطاقة الإنتاجية ‏لمصانع الحديد نحو 11.8 مليون طن سنويا، في حين يسجل ‏حجم الاستهلاك 8.6 ملايين طن، بما يشير إلى وجود فائض ‏يصل إلى 3.2 ملايين طن.

وتتصاعد مؤشرات اقتراب مصر من حالة كساد، تهدد بتوقف الكثير من المصانع وتسريحات واسعة في صفوف العاملين، ما ينذر بدخول الدولة في مخاطر اجتماعية كبيرة، تتسع هوتها مع ارتفاع معدلات الفقر إلى مستويات غير مسبوقة، جراء السياسات التي يتبعها نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي منذ قرابة 6 سنوات.

وتظهر مؤشرات العديد من القطاعات ونتائج أعمال كبريات الشركات، أن السوق ‏تخطت مرحلة الركود التي لازمتها على مدار الأشهر الماضية، وباتت على أعتاب الكساد، في ظل تراجع القدرة الشرائية للمواطنين، ما تسبب في انخفاض الاستهلاك وأضحت عشرات السلع لا تجد سبيلا للتصريف.

المساهمون