خلاف أميركي أوروبي حول دعم صناعة الطيران

خلاف أميركي أوروبي حول دعم صناعة الطيران

29 مايو 2018
"ايرباص" بمعرض الطيران في برلين (Getty)
+ الخط -

تلقي الخلافات التجارية بين دول الاتحاد الأوروبي وأميركا بظلال كثيفة على صناعة الطيران، حيث تواجه كل من شركتي إيرباص وبوينغ شكاوى في منظمة التجارة العالمية بخصوص الدعم الحكومي. 

وقال مسؤول تجاري، أول أمس، إن الاتحاد الأوروبي أبلغ الجهة المعنية بتسوية المنازعات في منظمة التجارة العالمية، بأنه تحرك خلال أيام من قرار المنظمة حتى يجعل تمويل شركة إيرباص المنتجة للطائرات متوافقاً مع القواعد الدولية المتفق عليها.

وفيما ترفع الولايات المتحدة شكوى ضد إيرباص بشأن التمويل الحكومي، هنالك شكوى مقابلة من دول الاتحاد الأوروبي على الدعم الأميركي لشركة بوينغ لصناعة الطيران.

وحسب رويترز، حققت الولايات المتحدة نصراً جزئياً يوم 15 مايو/أيار الماضي في منظمة التجارة العالمية ضد الدعم الذي يقدمه الاتحاد الأوروبي لشركة إيرباص، مما مهد الطريق أمام احتمال فرض عقوبات أميركية في النزاع المستمر منذ 14 عاماً بشأن مزاعم الدعم غير القانوني لشركات إنتاج الطائرات.

وأكد الاتحاد الأوروبي الأسبوع الماضي أنه اتخذ خطوات للالتزام بحكم منظمة التجارة العالمية فيما يتعلق بالدعم المقدم للطائرة "طراز ‭‭‭‭A350‬‬‬‬"، أحدث طائرة أوروبية للرحلات الطويلة، والطائرة‭‭‭‭A380" ‬‬‬‬"، وهي أكبر طائرة في العالم.
وأكد الاتحاد الأوروبي على جهوده خلال اجتماع مغلق مع منظمة التجارة العالمية يوم الإثنين. وقال الاتحاد إنه أجرى "تعديلات تعاقدية على شروط القروض الخاصة بالطائرات" ‭‭A380‬‬ و‭‭A350XWB‬‬"، حيث وجد أن القروض القابلة للسداد التي جرى تقديمها لإيرباص لتوجه إلى هذه الطائرات لا تعكس ظروف السوق بما يكفي".

لكن ممثلا عن الولايات المتحدة حضر الاجتماع أيضاً، علق قائلاً بأنه "من الصعب إعطاء المصداقية لتأكيد الاتحاد الأوروبي بعد أربعة أحكام سابقة تعارضت مع ادعاءات مشابهة من الاتحاد الأوروبي بتحقيق موافقة تمويل إيرباص لمعايير السوق".

ووفقا لقواعد منظمة التجارة العالمية، يمكن لواشنطن الآن أن تطالب المنظمة بوضع مستوى من العقوبات التي يُسمح بها ضد الاتحاد الأوروبي.

وأبلغ المسؤول الأميركي الاجتماع قائلاً "لكي أكون واضحاً، الولايات المتحدة كانت تفضل أن تكون المحصلة حلا متفقا عليه بشكل مشترك فيما يتعلق بتمويل الطائرات... الولايات المتحدة ما زالت مستعدة لإجراء مباحثات جادة لتحقيق هذا الهدف".

والولايات المتحدة هدف لشكوى مشابهة بمنظمة التجارة العالمية تقدم بها الاتحاد الأوروبي بشأن الدعم الأميركي لشركة بوينغ منافسة إيرباص. وقال الاتحاد الأوروبي إنه يتوقع توجيه ضربة قانونية مشابهة في وقت لاحق من هذا العام.

وقد يُدخل الجانبين في معركة عقوبات وعقوبات مضادة أو يدفع إلى ابرام اتفاق عابر للأطلسي بشأن تمويل الطائرات المدنية الكبيرة، وهو ما توقعه بعض خبراء التجارة طويلاً.

وقال المسؤول الأميركي إن واشنطن كانت تريد إبرام اتفاق من أجل تجنب نزاعات مشابهة حول الدعم في المستقبل، على الرغم من أنه مستعد لاتخاذ إجراءات مضادة إذا اقتضت الضرورة.

وأردف قائلاً " لكن في رأينا، الذي نحتاجه لحل هذا النزاع... هو وجود رغبة حقيقية في حل هذا النزاع". وقالت متحدثة باسم إيرباص إن الشركة ترحب بمقترح الولايات المتحدة للتسوية وإن هذا سيكون "طريقاً رشيداً".

وأردفت قائلة "إيرباص والاتحاد الأوروبي منفتحان دائماً على الجلوس مع بعضهما البعض ومناقشة تسوية في وجود كل شيء على الطاولة ومن دون أي شروط مسبقة".

وأضافت "إذا كان الحال هكذا، فنحن سعداء بالبدء في حوار بناء من أجل إيجاد حل لهذا النزاع الممتد منذ فترة طويلة".

وعلى صعيد آخر، وافقت لجنة التجارة بالبرلمان الأوروبي، على مسودة قواعد لفحص الاستثمار الأجنبي المباشر.

وقال البرلمان الأوروبي في بيان مساء الإثنين، إن الهدف من ذلك هو ضمان أن الاستثمارات الأجنبية لا تشكل تهديدا لبنى تحتية حيوية أو تكنولوجيات رئيسية أو تمتلك وصولا إلى معلومات حساسة.

وتمت الموافقة على مسودة القواعد بأغلبية 30 صوتاً مقابل 7 أصوات. وقال مقرر البرلمان، فرانك بروست، "لسنا ضد الاستثمار الأجنبي ولكننا ضد الاستثمار الغريب".

المساهمون