جزر الرأس الأخضر: الجوهرة الملونة في قلب الأطلسي

جزر الرأس الأخضر: الجوهرة الملونة في قلب الأطلسي

لميس عاصي

avata
لميس عاصي
27 سبتمبر 2018
+ الخط -
منذ مئات السنين، كانت مجموعة جزر الرأس الأخضر المكان شبه الوحيد لتجارة الرقيق في العالم. اكتشفها البرتغاليون في القرن الرابع عشر، وهي اليوم واحدة من أجمل الجزر في الأطلسي. 

صحيح أنها لم تنل شهرة جزر الباهامس، أو السيشيل، إلا أن "الكاب فيردي" كما تعرف في البرتغالية مكان ساحر، بدأ بجذب المستثمرين لبناء أفخر المنتجعات السياحية.

تقع جزر الرأس الأخضر في قارة أفريقيا، تتكون من أرخبيل مؤلف من عشر جزر بركانية وسط المحيط الأطلسي، إلى الغرب من سواحل شمال أفريقيا. تبعد نحو 570 كيلومتراً من سواحل السنغال، وتتكون من قسمين: جزر جبلية وعرة، وجزر سهلية منبسطة. تتميز بجمال معالمها الطبيعية، وأسعارها الرخيصة، إضافة إلى تقاليد سكانها الممزوجة ما بين الأفريقية والبرتغالية.

عوامل مشجعة

هناك عشرات الأسباب التي تدعوك لزيارة الكاب فيردي. أولاً موقعها الجغرافي، فإن كنت قادماً من الدول العربية، ما عليك سوى التوقف في شمال أفريقيا ثم التوجه إلى الجزر.

وإن كنت قادماً من دول أوروبا، تستطيع من خلال مطارات البرتغال بلوغ هدفك بسهولة. ثاني الأسباب مناخها، فهذه الجزر مشمسة طوال أيام السنة، ما يجعلها مكاناً مناسباً للسباحة في أي وقت.

أضف إلى ذلك أنها تحتوي الكثير من المعالم التاريخية كالقلاع والحصون، فقد كانت مركزاً لتجارة الرقيق. محبي الاستمتاع بالرياضات المائية، تبدأ رحلتكم من جزيرة سال التي تضم العديد من الشواطئ الذهبية، وهي مكان مناسب للسباحة وركوب الأمواج.

أما في جزيرة بوا فيستا، فلا يمكن للسائح إلا خوض تجربة الغوص واكتشاف الشعب المرجانية النادرة. 

معالم أثرية

سانتياغو، العاصمة والمدينة الأجمل بين الجزر. تتميز بطبيعتها الخلابة، وتقع عند ملتقى واديين. تشتهر بكثرة المزارع الخضراء، كما تحيطها الجبال الوعرة، وهي جزيرة غنية بتاريخها، فهي أول مدينة يبنيها الأوروبيون في غرب أفريقيا، واليوم هي مصنفة على موقع التراث العالمي للـ(يونسكو).

تتميز الجزيرة بكثرة معالمها الأثرية؛ القلاع والحصون التي تعود إلى مئات السنين، ولذا لا بد من تخصيص يوم لزيارتها. كما يقصد السائح أيضاً الأسواق القديمة، هناك يمكنه أن يتعرف إلى الحياة اليومية للسكان، وشراء الهدايا التذكارية من فخاريات وأوان منزلية ذات طابع أفريقي. تتميز العاصمة بهندستها المعمارية الفريدة.

بيوت ملونة مغطاة بالأزهار والأشجار، وطرق متعرجة مخصصة للسير فقط على الأقدام. وللانتقال من مكان إلى آخر، ما رأيكم باستخدام التوك توك، وسيلة للنقل بسعر بسيط؟

معالم طبيعية

يتجلى جمال جزر الرأس الأخضر، بوجود جزر منبسطة وأخرى جبلية. بجانب الاستمتاع بالشواطئ، فإن زيارة الجبال متعة أخرى. في جزيرتي سانتو أنتاغو وساو نيكولاو، مغامرة أخرى بانتظاركم. المراعي الخضراء والجبال المكسوة بالأشجار تأخذكم إلى عالم آخر.


محبي المشي ستكون الوجهة مناسبة، فيمكن السير لمسافات طويلة والتعرف إلى الحياة الطبيعية في جزيرة سانتو أنتاغو. هناك تنظم رحلات يومية برفقة مرشد سياحي، لاكتشاف الغابات الاستوائية. أما في جزيرة ساو نيكولاو، فإن الحياة الريفية بكل تفاصيلها تنتظركم.

يعتمد أهل هذه الجزيرة على الزراعة، وهناك يمكن التجول في حقول قصب السكر، القرنفل والقرفة. ومن الأماكن السياحية التي لا بد من زيارتها جزيرة فوغو، وهي عبارة عن جزيرة بركانية حيث يقصد السائح بركان بيكو دي فوغو، وجبل بيكو بيكينو ومنطقة بوردييرا.

الترفيه والتسلية

لا تخلو جزر الرأس الأخضر من المهرجانات الترفيهية والفعاليات. يومياً عشرات الحفلات الغنائية، والمهرجانات الراقصة تجذب السياح للتعرف إلى تاريخ هذه البلاد.


في جزيرة ساو فيسينتي، تقام مهرجانات غنائية تشبه إلى حد كبير الكرنفالات التي تقام في مدينة ساو باولو البرازيلية، إلا أن السحر الأفريقي واللمسات البرتغالية تترك فيها طابعاً مميزاً.

في شهر سبتمبر/ أيلول، أنتم مدعوّون لحضور المهرجانات الفنية الأكثر شعبية، حيث تقام فعاليات غنائية راقصة بمشاركة السكان والسياح، يتخللها مهرجان للطعام والشراب. ويمكن للسائح أن يخوض تجربة تذوق الأطعمة التقليدية، كما يسمح له بإعداد أطباق تشتهر بها دولته لتعريف السكان بها. وللأطفال حصة أيضاً من الترفيه، إذ يمكن زيارة جزيرة السلاحف، كما يمكن زيارة المدن المائية ومشاهدة عروض الدلافين.

التكاليف المادية

جزر الرأس الأخضر من الدول الفقيرة نسبياً بمواردها، ورغم ذلك فإن السلطات تعمل على الترويج لها سياحياً وتجارياً. وبحسب أرقام صادرة عن مؤسسات إحصائية رسمية في البلاد، مثل دائرة الإحصاء وبيانات غرفة التجارة، فإن اقتصادها يعتمد بشكل أساسي على الخدمات مثل التجارة، وسائل النقل، والسياحة، التي تسهم بـ66% من الدخل القومي.

كما يعتمد السكان في حياتهم اليومية على الزراعة وصيد السمك، ولذا عمدت السلطات إلى الترويج لجزر الرأس الأخضر كوجهة سياحية، وجذب المستثمرين لبناء الفنادق والمنتجعات.

صحيح أن السفر إلى الرأس الأخضر ليس من ضمن الوجهات السياحية المعروفة عربياً، إلا أن مناظرها الطبيعية وموقعها الجغرافي تجعلها وجهة جديرة بالزيارة.

بحسب موقعها، فإن الوصول إليها من الدول العربية يكون عن طريق دول شمال أفريقيا، إذ لا يوجد حتى الآن خطوط طيران مباشرة من الدول العربية إلى هناك. وتعمل السلطات في جزر الرأس الأخضر على زيادة خطوطها الجوية لشمل عدد كبير من الدول العربية.

تكاليف الإقامة ليست باهظة، حتى إن الإقامة في المنتجعات السياحية المصنفة 5 نجوم، توازي ما يدفعه السائح في أي منتجع سياحي في بلده، بل هناك يمكن إيجاد أسعار منافسة. بحسب البحث على مواقع الحجز، تبين بأن الإقامة في منتجع سياحي مع خدمة ممتازة تصل تكاليفها للّيلة الواحدة إلى 120 دولاراً.

تنخفض الأسعار في الفنادق، ويمكن إيجاد غرف فندقية مصنفة 5 نجوم بأسعار تبدأ من 80 دولاراً. ويفضل أن يختار السائح الفنادق المعروفة والمنتجعات السياحية وإن بدت غالية بعض الشيء، نظراً للجودة التي سيحصل عليها.

أما تكاليف الطعام والشراب فهي أيضاً مناسبة جداً. الوجبات السريعة تبدأ من 3 دولارات، كما أن تناول وجبة في أحد مطاعم السمك لا يساوي أكثر من 5 دولارات. أما للانتقال من مكان إلى آخر، فيمكن استخدام سيارات الأجرة بتعرفة تبدأ من 20 سنتاً لكل كيلومتر.

تتميز الجزيرة بشواطئها، هي مجانية أمام السياح فلا يوجد أي تعرفة لدخول الشواطئ، كما يمكن للسائح الاستمتاع بالأجواء هناك بتكاليف بسيطة، فالتجوال في المراكب الشراعية والقيام برحلات بحرية لا يتطلبان مبالغ كبيرة، التعرفة تبدأ بأقل من دولار واحد للشخص الواحد، ويمكنه زيارة الكثير من المعالم السياحية البحرية هناك.

دلالات

ذات صلة

الصورة
الفلسطيني توفيق الجوجو

منوعات

لا تزال فكرة مُرافقة السُياح والوفود الأجنبية وتعريفهم على بحر غزة عالقةً في ذهن السبعيني الفلسطيني توفيق الجوجو من مُخيم الشاطئ للاجئين الفلسطينيين، غربي مدينة غزة، فطبّقها على قوارب صغيرة، مُجسمة يدوياً باستخدام أدوات بدائية بسيطة.
الصورة
فنادق غزة فارغة العربي الجديد

اقتصاد

تسبب تقييد حركة تنقل السياح الوافدين عبر المعابر الحدودية باتجاه غزة، بتراجع عمل القطاع السياحي بشكل عام، والقطاع الفُندقي على وجه التحديد، والذي يعتمد بشكل أساسي على السياحة الخارجية، بالتزامن مع صعوبة الأوضاع الاقتصادية داخلياً.
الصورة

اقتصاد

تعتبر باكو، عاصمة أذربيجان، كنزاً دفيناً من التاريخ القوقازي المستقطب للسائحين، لاحتوائها على أبنية حجرية تعود إلى عقود ماضية، ولما في شوارعها وأحيائها من أسرار كثيرة لم تُكتشف بعد.
الصورة
سيول... منارة السياحة الفنية

اقتصاد

تختزن مدينة سيول مزيجاً من الطراز الحديث والكلاسيكي التقليدي، ما يجعلها منارة سياحية فريدة في محيطها، وهي تعكف على اتخاذ كل الإجراءات الضرورية لمكافحة انتشار كورونا من أجل ضمان تدفق السياح.

المساهمون