محاصرة "بيتكوين" مصرفياً تكبّدها مزيداً من الخسائر

محاصرة "بيتكوين" مصرفياً تكبّدها مزيداً من الخسائر

06 فبراير 2018
بيتكوين تواصل خسائرها دون 6 آلاف دولار (فرانس برس)
+ الخط -

فرض عدد من البنوك العالمية الكبرى والبنوك المركزية قيودا مشددة على تداول العملات الرقمية، ما ساهم في إلحاق مزيد من الخسائر بها وأفقدها قسماً كبيراً من قيمتها السوقية.

فقد أعلن بنك "لويدز" البريطاني، أمس الإثنين، حظر شراء بيتكوين باستخدام بطاقات الائتمان، كما حظرت البنوك الأميركية الكبرى استخدام بطاقات الائتمان لشراء عملة بيتكوين أو غيرها من العملات الرقمية، في خطوة تهدف للحد من المخاطر المالية والقانونية، خاصة عقب تهاوي العملة الرقمية وتراجعها صبيحة اليوم الثلاثاء إلى أقل من 6 آلاف دولار.

وبحسب وكالة "بلومبيرغ" الاقتصادية الأميركية، فقد بدأ "بنك أوف أميركا" بتفعيل حظر مشتريات العملات الرقمية، يوم الجمعة الماضي، فيما أقدم مصرف "جيه بي مورغان تشيس" على الإجراء نفسه بداية من عطلة نهاية الأسبوع.

فيما قال "سيتي غروب" إنه سيوقف شراء العملات الرقمية باستخدام بطاقات الائتمان، وهو النهج ذاته الذي سار عليه كل من بنكي "كابيتال وان" و"ديسكوفر"، ما يعني أن خمس مؤسسات مصرفية رئيسية لإصدار بطاقات الائتمان في أميركا أعلنت أو فرضت بالفعل حظرًا على هذه المشتريات.

ويناقش وزراء مالية مجموعة العشرين في اجتماعهم المقبل في مارس/ آذار المقبل العملات الرقمية، وفقا لمحافظ بنك إنكلترا المركزي مارك كارني.

وحظر موقع فيسبوك كل دعايات العملات الرقمية في محاولة للتصدي لمحاولات الاحتيال، حيث سرق قراصنة 530 مليون دولار من العملات الافتراضية من مكتب "كوين تشك" للصيرفة الأسبوع الماضي، ما أدى إلى انهيار الأسعار وأظهر مدى هشاشة وتقلب هذه العملات. 


ومن جانبه، أعلن البنك المركزي الصيني، أمس الاثنين، أنه سيشدد اللوائح المتعلقة بمشاركة المستثمرين المحليين في المعاملات الخارجية لـ"عروض العملة الأولية" والعملة الافتراضية، حيث إن المخاطر ما زالت مرتفعة في هذا القطاع.

وقال البنك المركزي إن منصات المعاملات الخارجية في عروض العملة الأولية تشكل مخاطر بما في ذلك العروض غير القانونية والمعاملات الكاذبة ومخططات الاحتيال الهرمية.

ووجه المنظمون التحذيرات للمستثمرين المحليين بأن يكونوا في حالة تأهب للمخاطر وأن يمتنعوا عن المشاركة في المضاربة في معاملات العملات الافتراضية.

وستتخذ الصين سلسلة من الإجراءات للحماية من المخاطر المالية والحفاظ على الاستقرار، وفقا للبنك المركزي الصيني.

وقال بيان سابق للبنك المركزي الصيني "إن عروض العملات الأولية هي في جوهرها نوع من جمع الأموال العامة غير المصرح به وغير القانوني، ويشتبه في أن لها صلات بالأنشطة الإجرامية مثل الاحتيال المالي والمخططات الهرمية".

وفي سبتمبر/ أيلول الماضي، أمرت السلطات بفرض حظر على معاملات العملات الافتراضية وأغلقت جميع عمليات تبادل العملات الافتراضية في البلاد، حيث أثارت السوق التي تشهد توسعا سريعا المخاوف بشأن المخاطر المالية.

وعلى مستوى الأسعار، هبطت عملة بيتكوين الافتراضية، الأكثر شهرة، في تعاملات اليوم الثلاثاء دون 6 آلاف دولار، بعد تراجعها الإثنين إلى أقل من 8 آلاف دولار، حيث نزلت بمقدار 10.5% إلى 7951 دولارا، بقيمة سوقية 134.54 مليار دولار، وتراجعت عملة "إيثريوم" بنحو 11.07% إلى 818.9 دولارا، بقيمة سوقية عند 79.88 مليار دولار.

وانخفضت عملة "ريبل" الإثنين 14.6% إلى 0.8 دولار، بقيمة سوقية عند 31.09 دولارا، فيما انخفضت عملة "بيتكوين كاش" بنحو 14.4% إلى 1060 دولارا إلى 18.14 مليار دولار.

وكشف تقرير حديث نشره موقع صحيفة "إندبندنت" البريطاني، السبت الماضي، أن عملة بيتكوين تعاني هذه الفترة من انخفاض ملحوظ في قيمتها، بسبب تقرير أشار إلى أن الهند تخطط لحظر التداول في العملات الإلكترونية تماما، واتضح أن التقرير كان مضللا، حيث أعلنت الحكومة الهندية فقط أنها يمكن أن تضيف مزيدا من التنظيم لهذه العملات، وعلى الرغم من التوضيحات، إلا أن قيمة العملة كانت قد انخفضت بشكل كبير بالفعل.

وتأتي الخسائر أيضا بعد تحذيرات عدة من قبل خبراء التداول بالأسواق الدولية بشأن الحذر من الدخول بالاستثمار في العملة الرقمية بعد التضخم الكبير الذي شهدته العملة الافتراضية دون مبرر.

واستندت في ذلك إلى الفجوات السعرية التي لحقت بالعملة أثناء صعودها على مدار الأشهر الأخيرة من العام الماضي، حيث أكد خبراء أنها فقاعة وبمجرد وصولها إلى أعلى مستوى ستنفجر مثلما حدث مع كافة الأصول سابقا من أسهم وعقارات وغيرها.

في المقابل، يرى مسؤول المداولات في آسيا والمحيط الهادئ لدى "او ايه ان دي ايه" ستيفن اينيس للصيرفة، في تصريحات سابقة لوكالة "فرانس برس"، أن العملات الرقمية "انهارت مرات عدة لكنها عادت دائما إلى النهوض".

وفي الكويت، أظهرت معلومات اطلعت عليها "العربي الجديد"، أن هناك نحو 12 ألف كويتي متداول لعملة بيتكوين تآكلت رؤوس أموالهم وأرباحهم التي حصدوها من هذه العملة على مدار أكثر من 4 أشهر ماضية بعد الخسائر المتتالية التي تكبدتها خلال الأيام القليلة الماضية، لتصل خسائر القيمة السوقية لاستثمارات الكويتيين في هذه العملة إلى 500 مليون دولار في 4 أشهر فقط.

وقال أنور الزيات، المحلل بأسواق المال وتداول العملات، إن الكويت شهدت حماسة تجاه هذا المنتج الافتراضي لم تشهدها من قبل، حيث أقبل آلاف الكويتيين خلال النصف الثاني من العام الماضي على منصات تداول العملة أملا في تحقيق الربح الوفير والسريع لتستحوذ تداولات الكويتيين على 1.5% من إجمالي قيمة التداولات العالمية للعملة الافتراضية بيتكوين خاصة بعد أن تضاعف سعر العملة 7 مرات خلال الأشهر العشرة الأولى من العام الماضي.

ويضيف الزيات لـ"العربي الجديد"، أن العديد من الكويتيين قدر متوسط حجم محفظتهم المالية فيها 10 آلاف دولار (ما يعادل 3 آلاف دينار) ووصلت خلال 3 أشهر (من أغسطس/ آب إلى نوفمبر/ تشرين الثاني 2017) إلى 70 ألف دولار.

وبنهاية تعاملات شهر يناير/ كانون الثاني الماضي كانت عملة بيتكوين قد فقدت 44.2 مليار دولار من قيمتها السوقية التي بلغت نحو مائتي مليار دولار في مطلع 2018، لتسجل بذلك أقوى خسارة شهرية على الإطلاق.

ويقوم أحد مستشاري تكنولوجيا المعلومات لدى إحدى المؤسسات الكبرى، والذي تحدث لـ"العربي الجديد"، بتحويل نحو 6 آلاف دولار عن طريق البطاقات الائتمانية، على أن يقتطع البنك من حسابه هذا المبلغ في ما بعد شاملا عمولة السحب.

ويضيف أنه يستمتع بالمغامرة من خلال تداوله في عمله البيتكوين الخاصة به بسعر محدد مسبقا في المستقبل.

ولأن الأسعار تتقلب بقدر معقول، فإنه يتم تحقيق أرباح جيدة كل شهر، وذكر المتداول الكويتي أنه بدأ التداول على العملة الافتراضية بيتكوين بمبلغ يصل إلى 1500 دولار شهريا وهو ما تضاعف 4 مرات ليصل إلى قيمته الحالية عند 6 آلاف دولار.

وبخصوص مخاطر التعامل ببيتكوين، يرى رياض الخولي، نائب رئيس مجلس إدارة الشركة الدولية للوساطة المالية، خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، أنها فاقدة لأي تنظيم دولي يكفل حقوق المتعاملين بها، ما يجعل التعامل بها محفوفا بمعدلات عالية من المخاطر إلى الدرجة التي تهدد معها حقوق المتعاملين بها، وما يغذي المخاوف أكثر أن أيا من البنوك أو الأنظمة الرقابية لا تستطيع مساعدة العميل في استرداد حقوقه.

المساهمون