صادرات نفط إيران تتراجع رغم الإعفاء...والبرميل يحصد مكاسب أسبوعية

صادرات نفط إيران تتراجع رغم الإعفاء...والبرميل يحصد مكاسب أسبوعية

11 يناير 2019
إيران مصرّة على تصدير خامها رغم العقوبات (فرانس برس)
+ الخط -
تشير بيانات إلى أن صادرات إيران من الخام ستتراجع بشدة لشهر ثالث في يناير/كانون الثاني الجاري، رغم الإعفاءات الأميركية لعدد من المشترين، فيما مضت أسعار النفط في مسار تحقيق مكاسب أسبوعية قوية اليوم الجمعة، بعدما تلقت الأسواق المالية دعماً من الآمال التي خلقتها احتمالات حل الخلافات التجارية بين الولايات المتحدة والصين قريباً، وفي وقت بدأت تخفيضات الإنتاج بقيادة "أوبك" تقلص المعروض.

وعلى الرغم من هذا، ظلت السوق في حالة ترقب بفعل توقعات بحدوث تباطؤ اقتصادي في عام 2019.

وهبطت أسعار النفط حوالي 2% أثناء التعاملات اليوم الجمعة، لكنها تتجه نحو إنهاء الأسبوع بمكاسب، بعد صعود الأسواق المالية على إثر احتمال حصول انفراج للنزاع التجاري بين الولايات المتحدة والصين.

وفي وقت سابق من الجلسة ساعد انخفاض في المعروض من الخام في أعقاب تخفيضات إنتاجية تقودها منظمة "أوبك" إلى صعود الأسعار بما يصل إلى 1% لكل من الخامين القياسيين، لكن مخاوف بشأن الاقتصاد العالمي تكبح أسواق الخام.

وانخفضت عقود خام القياس العالمي مزيج برنت 1.13 دولار إلى 60.55 دولاراً بحلول الساعة 14:40 بتوقيت غرينتش، في حين هبطت عقود خام القياس الأميركي غرب تكساس الوسيط 1.30 دولار إلى 51.31 دولاراً.

وقلص الخامان خسائرهما إلى 1.5% في وقت لاحق، فيما أرجع محللون تراجع أسعار النفط اليوم إلى مبيعات لجني الأرباح في أعقاب مكاسب سجلتها في وقت سابق هذا الأسبوع.

وأشارت بيانات شحن ومصادر في صناعة النفط إلى أن صادرات إيران من الخام ستظل متراجعة بشدة للشهر الثالث في يناير/كانون الثاني، بينما تجد طهران صعوبة في العثور على مشترين جدد في ظل عقوبات أميركية جديدة على الرغم من حصول زبائنها التقليديين على إعفاءات.

وهوت صادرات النفط الإيرانية في نوفمبر/تشرين الثاني لما دون مليون برميل يومياً من حجم مبيعات معتاد يبلغ 2.5 مليون برميل قبل فرض العقوبات في مايو/أيار 2018، لتعود بذلك إلى مستواها خلال جولة العقوبات السابقة بين 2012 إلى 2016.

وذكر مشترون أن التراجع الكبير في الصادرات في نوفمبر/تشرين الثاني، والذي سيؤثر بشدة على إيرادات ميزانية الجمهورية الإسلامية، سببه عدم الوضوح التام بشأن الكميات المسموح بشرائها في ظل العقوبات الأميركية الجديدة.

ومنحت واشنطن لاحقاً إعفاءات لثمانية من مشتري النفط الإيراني التقليديين، بينهم الصين واليابان وكوريا الجنوبية، لتجنب مسيرة صعودية في أسعار النفط، لكن ذلك لم يقدم دعماً يُذكر للصادرات.

وأشارت بيانات شحن ومصادر في الصناعة إلى أن شحنات إيران من الخام ظلت دون مليون برميل يومياً في ديسمبر/كانون الأول ومن غير المرجح أن تتجاوز ذلك المستوى في يناير/كانون الثاني على الرغم من ارتفاعها على أساس شهري.

أحد المصادر توقع "زيادة طفيفة في النصف الثاني من يناير مع استئناف بعض المشترين الآسيويين رفع حجم وارداتهم... في الوقت الحالي أتوقع أن تبلغ نحو 900 ألف برميل يومياً في يناير/كانون الثاني".

وكانت تايوان، التي دأبت على شراء النفط الإيراني، قالت العام الماضي إنها لم تعد تشتريه على الرغم من حصولها على إعفاء، وذلك بسبب عدم وجود آلية دفع واضحة.

وتقول الجمهورية الإسلامية إن صادراتها لم تتراجع بالقدر الذي قدرته الصناعة لأنها تبيع النفط لمشترين جدد، لكنها رفضت الكشف عنهم خوفاً من العقوبات الجديدة.

مصدر في شركة أخرى تراقب الشحنات الإيرانية توقع "زيادة طفيفة عن ديسمبر/كانون الأول لكنها ليست ضخمة"، واضعاً الزيادة على أساس شهري عند 50 ألف برميل يومياً.

وبدأ بعض المشترين الذين كانوا قد أحجموا عن شراء الخام الإيراني في نوفمبر/تشرين الثاني العودة مجدداً. وذكرت رويترز يوم الثلاثاء الماضي أن تركيا استأنفت وارداتها من النفط الإيراني بعد توقف لشهر واحد في نوفمبر/تشرين الثاني، لكن عند مستوى أقل من نصف ما كانت تشتريه قبل العقوبات.

وبلغت الصادرات الإيرانية 2.5 مليون برميل يومياً على الأقل في إبريل/نيسان 2018، وهو الشهر الذي سبق انسحاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب من اتفاق نووي أبرمته القوى العالمية الكبرى مع الجمهورية الإسلامية عام 2015 وعاود فرض العقوبات على طهران. لكن إيران تعهدت بمواصلة تصدير الخام رغم المساعي الأميركية لوقفه تماماً.

كما أظهرت بيانات لتتبع الناقلات أن واردات الهند من نفط إيران انخفضت 41% في ديسمبر/كانون الأول إلى 302 ألف برميل يومياً متأثرة بضغط من العقوبات الأميركية.

وأظهرت وثائق اطلعت عليها رويترز اليوم الجمعة، أن إيران حددت سعر البيع الرسمي لخامها الخفيف للمشترين في آسيا عند علاوة قدرها 0.4 دولار فوق متوسط أسعار خامي عمان ودبي لشهر فبراير/شباط، بزيادة 10 سنتات عن الشهر السابق.

كما أظهرت وثيقة اطلعت عليها رويترز اليوم الجمعة، أن الكويت رفعت أسعار البيع الرسمية لخامين تصدرهما لآسيا في شهر فبراير/شباط.

وتحدد سعر مزيج خام التصدير الكويتي لشهر فبراير/شباط عند 25 سنتاً للبرميل دون متوسط أسعار خامي عمان ودبي على منصة بلاتس، بزيادة 10 سنتات، بينما ارتفع سعر البيع الرسمي لخام الكويت الخفيف الممتاز 40 سنتاً ليسجل علاوة قدرها 1.50 دولار للبرميل.

تراجع إنتاج النفط الروسي

وفي روسيا، قال مصدر مطلع لـ"رويترز" اليوم الجمعة، إن روسيا خفضت إنتاجها النفطي إلى 11.38 مليون برميل يومياً في المتوسط في الفترة من الأول وحتى العاشر من يناير/كانون الثاني من المستوى القياسي المرتفع البالغ 11.45 مليون برميل الشهر الماضي.

ويقل هذا المستوى أيضاً بمقدار 30 ألف برميل يومياً عن الكمية التي ضختها روسيا في أكتوبر/تشرين الأول البالغة 11.41 مليون برميل، وهو الرقم الأساسي لاتفاق عالمي لخفض إنتاج النفط.

(رويترز، العربي الجديد)

المساهمون