4 توقعات حول موعد وصول قرض صندوق النقد لمصر

4 توقعات متناقضة لمسؤولين مصريين حول موعد وصول قرض "صندوق النقد"

23 يناير 2019
خلال تحرك ضد الاقتراض من الصندوق(خالد الدسوقي/ فرانس برس)
+ الخط -
تتخبط الإدارة المالية المصرية منذ الشهر الماضي في تحديد موعد وصول الشريحة الخامسة من قرض صندوق النقد الدولي والبالغ قيمتها ملياري دولار من القرض المخصص لمصر والبالغ 12 مليار دولار، وذلك، بعد تأجيل صرف هذا المبلغ من قبل الصندوق، من دون تحديد موعد جديد لذلك.

وحتى اليوم الأربعاء، رصد "العربي الجديد" أربعة توقعات لمواعيد صرف الشريحة الخامسة، صدرت على لسان مسؤولين مصريين وكذا رئاسة الجمهورية. وتقول مصادر متابعة للملف إن هذه التصريحات تأتي في إطار طمأنة المستثمرين الدوليين خصوصاً، ودعم استقرار سوق العملة المحلية.

ووافق المجلس التنفيذي للصندوق في نوفمبر/تشرين الثاني 2016 على تقديم قرض لمصر بقيمة 12 مليار دولار.

وكان المجلس قد وافق على المراجعة الأولى في 13 يوليو/ تموز والمراجعة الثانية في 20 ديسمبر/كانون الأول 2017 والمراجعة الثالثة في 29 يونيو/ حزيران 2018، وحصلت مصر حتى ذلك الحين على 8 مليارات دولار، بانتظار الشريحة الخامسة والسادسة التي تصل قيمتها إلى 4 مليارات دولار، بعد القيام بالمراجعة الرابعة والخامسة.

وكان صندوق النقد الدولي، يتجه للتصويت على المراجعة الرابعة لبرنامج الإصلاح الاقتصادي في مصر، في منتصف كانون الأول/ديسمبر 2018، وكان من المفترض أن يحرر الشريحة الخامسة من القرض. إلا أن الصندوق أجل هذا الإجراء من دون تحديد الأسباب، ولا موعد التصويت المقبل.
ومنذ ذلك الحين، صدرت عن المسؤولين المصريين توقعات متناقضة لمواعيد صرف الشريحة الخامسة، من دون أن يحصل أي تقدم في هذا الملف.

وتوقع وزير المالية المصري محمد معيط الشهر الماضي استلام الشريحة الخامسة من قرض صندوق النقد الدولي البالغة ملياري دولار قبل نهاية ديسمبر/ كانون الأول.

وفي اليوم الأخير من ديسمبر، اجتمع الرئيس عبد الفتاح السيسي، مع مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، وطارق عامر، محافظ البنك المركزي. وصرح السفير بسام راضي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، بأن الرئيس وجه خلال الاجتماع بالالتزام بتنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادي الشامل وتقييم الإجراءات المتخذة في هذا الإطار بشكل دوري، وتوقع استلام الشريحة الخامسة من قرض الصندوق خلال شهر يناير/ كانون الثاني 2019.

وأمس الثلاثاء، توقع طارق عامر محافظ البنك المركزي المصري أن تتسلم مصر الدفعة الخامسة من قرض صندوق النقد الدولي البالغة ملياري دولار بنهاية الشهر الحالي او مطلع فبراير/ شباط المقبل على اقصى تقدير.

وأوضح عامر أن البنك المركزي لديه احتياطات نقدية من العملة الأجنبية تساعد على مواجهة أي مضاربات أو ممارسات غير منظمة في السوق، كما أن حجم الاحتياطي النقدي يساعد على الدفاع عن النظام المصرفي.

وذكرت وكالة "بلومبيرغ" في تقرير أمس، أن تصريحات محافظ البنك المركزي ستسهم في طمأنة المستثمرين خاصة الدوليين مع قرب انتهاء الاتفاق بين مصر وصندوق النقد الدولي بشأن برنامج الإصلاح الاقتصادي الذي ينتهي منتصف هذا العام.

واليوم الأربعاء، قال المستشار نادر سعد، المتحدث باسم مجلس الوزراء، إن مصر ستتلقى الشريحة الخامسة من صندوق النقد الدولي خلال أيام قليلة، وذلك عقب اجتماع رئيس الوزراء مصطفى مدبولي مع رئيس صندوق النقد الدولي كريستين لاغارد، على هامش منتدى "دافوس" الاقتصادي العالمي. 

وقام فريق من خبراء صندوق النقد الدولي بقيادة سوبير لال بزيارة مصر في الفترة من 18-31 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، لإجراء المراجعة الرابعة لبرنامج الإصلاح الاقتصادي المصري الذي يدعمه اتفاق لمدة ثلاث سنوات في إطار تسهيل الصندوق الممدد.

إلا أن المجلس التنفيذي لصندوق النقد الدولي قرر تأجيل التصويت على نتائج المراجعة الرابعة، وصرف الشريحة الخامسة. وأظهر جدول اجتماعات المجلس التنفيذي لصندوق النقد الدولي، حذف مصر من الاجتماع الذي كان مقررا له في ديسمبر.

وكشف مسؤول حكومي في تصريح سابق لـ"العربي الجديد" أن أهم نقطة خلافية بين مصر والصندوق تكمن في توقيت إعلان آلية لتسعير المحروقات تربط أسعار الوقود المحلية بتحركات الخام العالمية، وهي خطوة أصرّ عليها صندوق النقد باعتبارها أساسية لخطط خفض التكاليف الحكومية، واستجابت لها الحكومة المصرية عبر الاعلان عن تحرير سعر البنزين 95 في بداية شهر أبريل المقبل. 

وتابع أن وزارة البترول والثروة المعدنية ستبدأ في يناير/ كانون الثاني التحرير الجزئي لأسعار الوقود، عبر تطبيق التسعير الآلي لبنزين 95 أوكتان كمرحلة أولى، وتلك الآلية تعني تحديد سعر لتر الوقود مع بداية كل شهر، وفقاً للأسعار العالمية للنفط.

واليوم الأربعاء، نقلت "رويترز" عن وزير البترول المصري طارق الملا أن تكلفة دعم الوقود في بلاده بلغت نحو 43.5 مليار جنيه (2.42 مليار دولار) في أول ستة أشهر من السنة المالية الحالية 2018-2019 التي تنتهي في 30 يونيو/ حزيران.

وتراجعت تكلفة دعم المواد البترولية بذلك نحو 14.7% مقارنة مع 51 مليار جنيه في أول ستة أشهر من السنة المالية الماضية 2017-2018. ويبلغ الدعم المقدر للمواد البترولية في ميزانية 2018-2019 نحو 90 مليار جنيه.

ويشمل البرنامج مع الصندوق الذي يمتد لثلاث سنوات، تحرير سعر الصرف وخفض دعم الطاقة والمياه والكهرباء سنوياً، وزيادة الضرائب وتقليص عدد العاملين في الجهاز الإداري للدولة بنحو كبير.

وقال الملا في مطلع الشهر الحالي إن بلاده تتجه لتحرير أسعار الوقود في السوق المحلية بشكل كامل بحلول العام 2020. وأوردت الجريدة الرسمية في مصر، في السابع من يناير/ كانون الثاني قرارا بتشكيل "لجنة متابعة آلية التسعير التلقائي للمواد البترولية"، التي تدرس تحديد سعر البنزين المذكور كل ثلاثة أشهر.



وستبدأ الحكومة المصرية مطلع إبريل المقبل ربط سعر البنزين (95 أوكتان) المباع في السوق المحلية بالأسعار العالمية، عبر تشكيل لجنة فنية تتابع آلية التسعير التلقائي.

وسجلت أسعار الوقود في مصر ثلاث زيادات منذ الاتفاق مع صندوق النقد على برنامج الإصلاح الاقتصادي في نوفمبر/تشرين الثاني 2016، وبلغت الزيادات في يونيو/ حزيران الماضي نسبا تراوحت بين 17.5% و66.6%.

ويتوقع محللون أن يؤدي تحرير أسعار الوقود بشكل عام بعد بنزين 95 أوكتان، إلى تصاعد كلف النقل وأسعار أغلب السلع في الأسواق ما ينذر باستمرار موجات الغلاء، التي تثقل كاهل المصريين منذ أكثر من أربع سنوات والتي تزايدت حدّتها في العامين الأخيرين.

المساهمون