خسائر لألمانيا من "بريكست" بلا اتفاق

خسائر لألمانيا من "بريكست" بلا اتفاق

19 ديسمبر 2019
مدينة فرانكفورت تأمل جذب مصارف من بريطانيا (Getty)
+ الخط -
ربما ستكون الشركات الألمانية التي ترتبط بعلاقات تجارية وثيقة مع بريطانيا من أكبر المتضررين من خروج غير منظم لبريطانيا من الاتحاد الأوروبي، خاصة قطاع السيارات الألماني الذي يبيع سنوياً مليوني سيارة في المملكة المتحدة.

وتتوقع صناعة السيارات الألمانية أن يخفض"بريكست" رقم المبيعات بنسبة 20%، بسبب زيادة التعرفة الجمركية وتداعيات الاتفاق غير المرن المتوقع على تصنيع السيارات الألمانية في بريطانيا.

ومن المتوقع أن تكون شركة "بي إم دبليو" الأكثر تأثراً بالخروج غير المنظم لبريطانيا من الاتحاد الأوروبي، لأن الشركة تدير مصنعاً في بريطانيا لسيارة "ميني"، كما لدى الشركة كذلك مصنع محركات بالقرب من مدينة برمنغهام شمالي بريطانيا.

وبالتالي قد تعاني شركات السيارات الألمانية  من عرقلة سلاسل الإمداد الداخلة في الإنتاج. ويرغب رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون في إلغاء الترتيبات الجمركية القائمة حالياً مع الكتلة الأوروبية.

لكن لا تخلو تعقيدات بريكست من فوائد للصناعة الألمانية، إذ في حال تراجع قيمة الجنيه الإسترليني عقب الخروج، فإنه بالإمكان إنتاج سيارات ألمانية بتكاليف منخفضة في بريطانيا مقارنة مع منطقة اليورو، إلا إذا فرضت بريطانيا رسوما جمركية عالية.
وفي تصريحات سابقة لوكالة الأنباء الألمانية، قال ماركوس كيربر، المدير التنفيذي لاتحاد الصناعة الألماني، "نتوقع تراجع التبادل التجاري مع بريطانيا، ومن المستبعد بشكل كبير توجيه استثمارات مباشرة جديدة من ألمانيا إلى بريطانيا".

وأضاف كيربر أنه يتعين أن تجرى المفاوضات بشأن شروط انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بشكل سريع و"تحت شعار الحد من الخسائر بأكبر صورة ممكنة".

على الصعيد المصرفي، يتوقع اتحاد المصارف الألمانية أن تكسب مدينة فرانكفورت، وهي من أكبر المراكز المالية في أوروبا، من خروج بريطانيا غير المنظم. ويتوقع الاتحاد أن تكسب فرانكفورت تمويلات استثمارية من هذا التحول تقدر بمبالغ تتراوح بين 750 و800 مليار يورو، وذلك بسبب منع مصارف حي المال البريطاني من المتاجرة مع أوروبا.

لكن هذه التوقعات تبدو غير منطقية، حسب مراقبين، في ظل احتمال توقيع اتفاق شراكة تجارية مع أميركا. كما أن مصارف الاستثمار العالمية التي بنت نظمها على القانون البريطاني واللغة الإنكليزية تبدو أنها لن تغادر حي المال اللندني بالسهولة التي يتصورها المصرفيون في ألمانيا. 

وعلى صعيد الآليات، فإن ألمانيا ستخسر بريطانيا التي تمثل سوقاً هامة لصادرات الآلات الألمانية بحجم يعادل 7 مليارات يورو سنوياً، حسب البيانات الرسمية الألمانية.

ومنذ عام 2017، تراجعت صادرات الآليات الألمانية بسبب المخاوف من بريكست منذ تلك اللحظة.

كما من المتوقع أن تؤثر بريطانيا في حقوق الشركات البريطانية في المطارات الأوروبية، وبالتالي، فإن معظم الشركات الألمانية تأمل في عدم حصول خروج بريطاني من الاتحاد الأوروبي بشكل غير منظم.

المساهمون