اجتماع لـ"أوبك" يفشل بتحديد حجم خفض إنتاج النفط

اجتماع لـ"أوبك" يفشل بتحديد حجم خفض إنتاج النفط

06 ديسمبر 2018
خلال الاجتماع في مقر أوبك في فيينا (الأناضول)
+ الخط -

أكد مندوب في "أوبك" لوكالة "رويترز"، أن اجتماع المنظمة انتهى بدون تحديد أرقام حول حجم خفض إنتاج النفط عام 2019. ولفت إلى أن المناقشات ستستمر غدا الجمعة مع المنتجين المستقلين، وأبرزهم روسيا. ولم تفض مناقشات "أوبك" إلى أي نتائج معلنة، رغم استمرار الاجتماع لأكثر من أربع ساعات ونصف الساعة.

وفي حين تنتظر السعودية موقف روسيا من تحديد حصتها في اتفاق خفض الإنتاج، أكدت مصادر "رويترز" أن وزير النفط  الروسي ألكسندر نوفاك، الذي غادر إلى موسكو أمس لبحث هذا الملف مع الرئيس فلاديمير بوتين، لم ينجز مهمته خلال انعقاد اجتماع "أوبك" اليوم.

أمر زاد من ارتباك أعضاء المنظمة وخصوصاً السعودية، التي أكدت في تصريحات سابقة أنها لن تقدم على خفض عميق في الإنتاج من دون المشاركة الروسية. ويعود نوفاك إلى فيينا للمشاركة في اجتماع "أوبك+" مع أعضاء المنظمة ومنتجين من خارجها غدا الجمعة.

وقالت مصادر من "أوبك" وخارجها، إن السعودية  تريد أن تساهم موسكو في خفض الإنتاج بما لا يقل عن 250 إلى 300 ألف برميل يوميا، لكن روسيا تصرّ على أن الخفض يتعين أن يكون بنصف هذه الكمية فقط، وأكدت اليوم الخميس على لسان نوفاك أنها  ستجد صعوبة في خفض إنتاج النفط خلال الشتاء.

خلافات منظمة "أوبك" شغلت الصحف الدولية، وقال محللون لموقع "نيويورك تايمز" الأميركي اليوم الخميس، إنه "في الأوقات العادية، لن يكون هناك أي تردد في خفض الإمدادات. ولكن هذه ليست أجواءً عادية".

وشرح جيم كرين خبير الطاقة في معهد بيكر في جامعة رايس الأميركية: "هذا واحد من أغرب اجتماعات أوبك التي يمكن أن أتذكرها. تحقيق التوازن في سوق النفط يتراجع لصالح المؤامرات السياسية التي تشمل السعودية ودونالد ترامب".

وأضاف في تصريح للموقع الأميركي: "يشبه الأمر وجود بالون مرسوم عليه كاريكاتير شكر من قبل ترامب، يحلق فوق مركز منظمة أوبك".

ويضغط الرئيس ترامب على "أوبك"، والمملكة العربية السعودية على وجه الخصوص، للحفاظ على مستويات الإنتاج التي تضمن أسعارا منخفضة للمستهلكين الأميركيين. وقال ترامب على "تويتر" يوم الأربعاء: "نأمل أن تبقي أوبك تدفقات النفط كما هي. العالم لا يريد أن يرى، أو يحتاج، إلى ارتفاع أسعار النفط!".

وتجد الرياض نفسها في موقف حساس للغاية في أعقاب قتل الصحافي المعارض جمال خاشقجي، بعدما واصل ترامب دعم المملكة على الرغم من الغضب العالمي من جريمة القتل، لكنه في الوقت نفسه يواصل الضغط من أجل خفض أسعار النفط.

المملكة العربية السعودية، أكبر مصدر في العالم، وروسيا التي تنتج أيضا نحو 12 في المئة من الإنتاج العالمي، ترى بشكل متزايد أن مصالحها متوائمة. وقد أدى خفض الإنتاج في أواخر عام 2016 إلى رفع الأسعار، إلى درجة اقتنعت السعودية وروسيا في يونيو/ حزيران بفتح الصنابير وزيادة الإنتاج، وفق "واشنطن بوست". كانت هذه الخطوة جزئيا استجابة لشكاوى ترامب في ذلك الوقت حول ارتفاع الأسعار.

ومع ذلك، فإن تركيز سوق النفط سرعان ما تحول من النقص المحتمل في الإمدادات إلى المخاوف من وجود تخمة محتملة تسبب فيها، من بين أمور أخرى، ناتج قوي غير متوقع من الولايات المتحدة واقتصاد عالمي متباطئ.

وارتفعت حدة الضياع في منظمة "أوبك"، خصوصاً بعد تصريح نسبته وكالة فرانس برس لوزير الطاقة السعودي خالد الفالح قبيل دخوله الاجتماع، بأن الولايات المتحدة "ليست في موقع" يسمح لها بأن تملي على منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) سلوكها.
وأضاف "لا أحتاج إلى إذن أحد لخفض" الإنتاج. 

وبعدما أكد أنه يعارض خفض إنتاج بلاده بسبب العقوبات الأميركية، سخر وزير النفط الإيراني بيجان نمدار زنقنه أيضا الخميس من تغريدة ترامب. وقال: "إنها المرة الأولى التي يقول فيها رئيس أميركي لأوبك ماذا عليها أن تفعل". وأضاف الوزير الإيراني "عليهم (الأميركيون) أن يعرفوا أن أوبك ليست فرعا من وزارة الخارجية الأميركية".

وأكد وزير النفط السعودي الخميس، أن "أوبك" تريد الاتفاق على "خفض كاف" لإنتاجها النفطي، من أجل إعادة التوازن إلى الأسواق. وقال إن هذا الخفض الذي قد يتقرر خلال الاجتماع "يجب أن يتم توزيعه بالتساوي بين الدول الأعضاء" وفق النسب المئوية لإنتاجها.

ورأى الفالح أن خفضا بمقدار "مليون برميل يوميا" مرغوب فيه، بدون أن يحدد ما إذا كان هذا الخفض عن مستوى الأهداف التي حددت في نهاية 2016، أو عن حجم إنتاج المجموعة في تشرين الأول/ أكتوبر وتشرين الثاني/ نوفمبر.

وبلغ إنتاج "أوبك" في تشرين الأول/ أكتوبر 32,99 مليون برميل يوميا حسب وكالة الطاقة الدولية، فيما أعلنت السعودية زيادة في إنتاجها في تشرين الثاني/ نوفمبر.

وبينما يرى عدد من المحللين، أن خفض الإنتاج مليون برميل يوميا لن يكون كافيا لإعادة التوازن إلى الأسواق، تراجعت الأسعار بنسبة 5 بالمئة بعد تصريحات الوزير السعودي. وسجل سعر برميل برنت نفط بحر الشمال تسليم شباط/ فبراير 58,62 دولارا بعد خسارته 2,94 دولار بالمقارنة مع سعر الإغلاق الأربعاء.
(رويترز، العربي الجديد)

المساهمون