انتقادات لمبالغة الأسد في تكاليف إعادة الإعمار ومدتها

انتقادات لمبالغة الأسد في تكاليف إعادة إعمار سورية ومدتها

17 ابريل 2018
تباين كبير بتقدير تكاليف إعمار سورية (لؤي بشارة/فرانس برس)
+ الخط -


انتقد محللون وخبراء بالشأن السوري تحطيم بشار الأسد، جميع الأرقام القياسية السابقة التي تحدثت عن إعمار سورية، سواء لحجم التكاليف أو الفترة الزمنية التي تتطلبها مرحلة البناء بعد الحرب منذ مارس/ آذار 2011.

وقال الاقتصادي السوري محمود حسين، إن لا دراسات أو أبحاث تقدر حجم الأضرار بسورية حتى يمكن أحداً أن يقدر حجم تكاليف إعادة الإعمار، "وربما يكون رئيس النظام السوري بالغ بالرقم ليزيد شهية الروس وليستمروا بدعم نظامه وقتل السوريين".

ويضيف حسين من إسطنبول لـ"العربي الجديد": "ليس من جديد بتصريحات الأسد، سوى بالرقم والفترة الزمنية، لأن نظامه، منح ولم يزل، المشروعات الكبرى، من نفط وغاز وكهرباء، لإيران وروسيا، عبر اتفاقات علنية، منها اتفاق بقيمة 800 مليون دولار مع روسيا العام الماضي ومنها اتفاقات خلال اللجنة المشتركة السورية- الروسية التي عقدت هذا العام بسوتشي، أو حتى الاتفاقات التي بدأ تنفيذها على الأرض، كالفوسفات بريف حمص والكهرباء بريف دمشق".

الأسد كان قدّر حجم الأموال اللازمة لإعادة إعمار ما تهدم في سورية بنحو 400 مليار دولار، معتبراً أن عملية الإعمار قد تستغرق بين 10 أعوام و15 عاماً، مؤكداً خلال لقائه في دمشق برلمانيين روساً أول من أمس، الأحد، أن الأفضلية في إعادة الإعمار ستكون للشركات الروسية.

وبعد الاجتماع، كان نقل البرلماني الروسي ديمتري سابلين، بحسب وكالة "تاس الروسية"، عن الأسد قوله: "لا ننتظر هنا الشركات الغربية، بخاصة في قطاع النفط والغاز، لقد تحدثت في هذه المسألة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في سوتشي، نتطلع إلى عمل الشركات الروسية".

الاقتصادي السوري رأى أن الصين ستدخل على خط إعادة الإعمار، إلى جانب روسيا وإيران، لأن التكاليف مرتفعة جداً وموسكو وطهران تعيشان أزمات اقتصادية، والأهم برأي حسين، أن تنتهي الحرب ويتم التوافق مع الغرب، بواقع وجود قوات لأربع دول على الأرض السورية، وهذا هو الرهان اليوم.

من جهته، يشير عضو الائتلاف السوري السابق، سمير نشار، إلى أن المبلغ الذي حدده الأسد ربما يكون قريباً من الواقع، لأن التقديرات الدولية كانت تقول بين 250 و300 مليار، ولأن التهديم مستمر حتى اليوم، وقد يصل الرقم إلى نحو 400 مليار.

وحول طول فترة إعادة الإعمار، بين 10 و15 سنة، التي حددها رئيس النظام السوري، يضيف نشار، أن "الأسد يراهن على حلفائه في إيران وروسيا والصين، ولا يراهن على الغرب ودول الخليج، ما جعله يطيل بعمر إعادة الإعمار نظراً إلى قدرات وإمكانات تلك الدول، مقارنة بواشنطن والاتحاد الأوروبي ومساهمات دول الخليج المالية، ولكن كيف ستساهم إيران وروسيا في إعادة الإعمار وهما تعانيان من أزمات اقتصادية؟ إلا إذا رهن الأسد ثروات سورية لعشرات السنين لتلك الدول وهو أمر خطير لأنه يربط مصير سورية بشركائه بالحرب".

ويشير المعارض السوري إلى أنه صرف النظر عن بقاء بشار الأسد ليمنح عقود إعادة الإعمار وهذا أمر مستحيل، "أعتقد أن ما نقلته اليوم الوكالة الروسية عن الأسد، هو خطاب للاستهلاك الإعلامي وتأكيد الأسد لروسيا أني على العهد، ولكن السؤال، هل روسيا بوضعها الراهن وظروفها الاقتصادية، قادرة على أن تتحمل تكلفة إعادة الاعمار؟". 

وينتهي إلى القول: "هنا، لا أقصد التمويل المالي فقط، بل حتى القدرات والخبرات الفنية. ولأن الإجابة طبعاً بالنفي، أعتقد أن روسيا ستترك مساحة للتواصل والتفاوض مع الغرب وستقدم التنازلات بسورية، بخاصة بملف بقاء الأسد قبل أن يتم الحديث عن ملف إعادة الإعمار".

وتتباين أرقام حجم الخسائر بسورية وحجم تكاليف إعادة الإعمار؛ ففي حين حدد سابقاً البنك الدولي الخسائر بنحو 226 مليار دولار، أصدر اتحاد العمال بسورية "جهة حكومية" أرقاماً تشير إلى نحو 275 مليار دولار، وقالت منظمات دولية إن حجم الخسائر يصل إلى نحو 300 مليار دولار.

في المقابل، تتوالى خسائر الاقتصاد السوري، جراء الحرب، ليتراجع الناتج المحلي الإجمالي من 60 مليار دولار عام 2010 إلى نحو 30 مليار عام 2017، وتتراجع الموازنة العامة من نحو 16 مليار دولار عام 2011 إلى نحو 6.2 مليار العام الجاري، ويزيد عدد الأبنية والمساكن المهدمة عن مليوني مسكن، فضلاً عن الخسائر القطاعية التي يتصدرها النفط بنحو 65 مليار دولار بحسب بيانات وزارة النفط في حكومة الأسد.

المساهمون