طوق نجاة روسي مؤقت يجنب إعلان إفلاس فنزويلا

طوق نجاة روسي مؤقت يجنب إعلان إفلاس فنزويلا

16 نوفمبر 2017
ستقوم روسيا بتزويد فنزويلا بكمياتٍ من المواد الغذائية(فرانس برس)
+ الخط -
ألقت روسيا بطوق نجاة اقتصادي لفنزويلا، وأعلنت اتفاقها معها على إعادة جدولة ديون بقيمة 3.150 مليارات دولار كان يتعين على الدولة اللاتينية دفعها لها، على أن يكون الدفع في صورة دفعات طويلة الأجل تمتد لعشر سنوات، وتنخفض فيها بصورة كبيرة المبالغ التي ستدفع في السنوات الست الأولى.

وقالت وزارة المالية الروسية التي أعلنت عن الاتفاق الأربعاء، إن اتفاقية إعادة الجدولة ستساعد فنزويلا على توفير بعض السيولة التي تحتاجها الدولة، وجاء في بيانها أن " تخفيف عبء الديون على فنزويلا، بإعادة هيكلة الالتزامات التي عليها، سيتيح لها إمكانية تخصيص الأموال للتنمية الاقتصادية فيها، ولزيادة فرص جميع الدائنين في استرداد القروض التي قدموها".

وجاء إعلان الوزارة الروسية بعد فترة قصيرة من انتهاء اجتماع دعت إليه الحكومة الفنزويلية مجموعة من كبار المستثمرين في سنداتها السيادية، والذي انتهى دون الوصول إلى أية اتفاقات مع الدائنين بخصوص استردادهم لأموالهم، لكن الحكومة الفنزويلية أعلنت فيه التزامها بسداد كافة الديون.

وتخلف كثيرٌ من مستثمري السندات عن الحضور، كون الدولة اللاتينية تقع حالياً، كما بعض أكبر المسؤولين الحكوميين فيها، تحت طائلة عقوبات اقتصادية أميركية.

وتخلفت الحكومة الفنزويلية، التي اعتادت إنفاق عوائد ثروتها النفطية على الإصلاحات الاجتماعية، عن سداد حوالى 200 مليون دولار من الفوائد المستحقة الإثنين الماضي، مما دعا وكالة ستاندرد آند بورز S&P إلى إعلان "تخلفها عن السداد"، وهو اللفظ الذي تفهمه أسواق المال بأنه إفلاس للدولة المدينة.


وتنظر حالياً الرابطة الدولية للمبادلات والمشتقات، والمعروفة اختصاراً بـ ISDA، فيما إذا كانت شركة بتروليوس دي فنزويلا PdVSA، وهي شركة النفط المملوكة للدولة والتي تخلفت عن سداد الفوائد، في حالة إفلاس بالفعل، وذلك من أجل الشروع في تنفيذ تسوية لعمليات التأمين على الديون Credit Default Swap.

وتبلغ مديونية فنزويلا حالياً أكثر من 140 مليار دولار، وساهم انخفاض أسعار النفط بصورة كبيرة خلال العامين الأخيرين في الضغط على إيرادات الدولة الخارجية، والتي شكل عائد تصدير النفط 95% منها.

كما ضاعفت الأزمة السياسية التي تمر بها البلاد منذ عام 2014 من الأزمات الاقتصادية، حيث حقق النشاط الاقتصادي معدلات نمو سلبية، وقفز التضخم إلى مستويات قياسية لم تشهدها أي دولة أخرى، واضطرت الدولة، التي كانت قبل فترة قصيرة أغنى دولة في أميركا اللاتينية، إلى اقتراض مبالغ كبيرة من الخارج.

وقال سيمون زيربا كبير المستشارين الاقتصاديين للرئيس الفنزويلي، نيكولاس مادورو، في تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي الشهير تويتر: "إن فنزويلا تحرز تقدماً نحو إعادة هيكلة ديونها الخارجية لصالح شعبها"، مشيداً بالاتفاق مع روسيا.


وتحاول فنزويلا حالياً الوصول إلى اتفاقات إعادة جدولة مماثلة مع الدائنين، وأهمهم بعد روسيا الصين، من أجل توفير بعض الأموال لاستخدامها في استيراد مواد غذائية وأدوية، حيث تعاني البلاد حالياً من ارتفاع أسعار بعضهما، واختفاء تام لبعضها الآخر.

وشملت الاتفاقية أيضاً اتفاقاً على أن تقوم روسيا بتزويد فنزويلا بكمياتٍ أكبر من المواد الغذائية، ومنها القمح، إلا أنها لم تغطِ مديونية أخرى بستة مليارات من الدولارات ما زالت تستحق لروسيا على شركة النفط المملوكة للحكومة الفنزويلية.

وقالت شركة النفط، يوم الأربعاء، إنها قامت بسداد فوائد مستحقة على سنداتها التي تستحق في 2027. وتقدر تلك الفوائد بحوالى 80 مليون دولار، وكانت قد استحقت في الثاني عشر من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، إلا أن الحكومة الفنزويلية طلبت شهراً مهلة للسداد.


وتأتي دفعة الفوائد المتأخرة ضمن سلسلة من المتأخرات على السندات السيادية للحكومة الفنزويلية في الفترة الأخيرة، مما زاد من احتمالات إفلاسها.


وألقى مادورو باللوم على الولايات المتحدة الأميركية، واعتبرها المسؤول الأول عن مشاكل بلاده المالية، بسبب سلسلة من العقوبات التي فرضتها إدارة ترامب في وقت سابق من هذا العام، وتحول مادورو إلى حلفائه، وخاصة روسيا والصين، للمساعدة في الخروج من أكبر أزمة مالية عرفتها البلاد.


المساهمون