المغرب يراهن على الصيف لإنعاش السياحة

المغرب يراهن على الصيف لإنعاش السياحة

الرباط

مصطفى قماس

avata
مصطفى قماس
13 يوليو 2016
+ الخط -
انتعشت السياحة قليلاً في مراكش خلال عطلة عيد الفطر نهاية الأسبوع الماضي بفضل المغاربة، غير أن العاملين في قطاع السياحة منشغلون أكثر بما ستأتي به الأيام المقبلة من فصل الصيف.
ولم تمر البيانات التي كشفت عنها جمعية شركات الأسفار الفرنسية، دون أن تثير قلق العاملين في السوق المغربي، فقد أشارت في آخر تقرير نشرته في التاسع والعشرين من يونيو/حزيران الماضي إلى حدوث تراجع حاد في الحجوزات في المملكة بلغت نسبته 30%، مما يؤشر إلى صعوبات تنتظر السياحة المغربية في الأشهر المقبلة التي تصادف فترة الصيف.
ويعول المغرب كثيراً على السياح الفرنسيين، غير أن شركات الأسفار تشير إلى تفضيل الفرنسيين لإسبانيا والبرتغال في الصيف الحالي، مقابل تراجع تطلعهم إلى تونس وتركيا والمغرب، وإن كانت البلدان الثلاثة لا تزال ضمن الوجهات المتوسطة العشر المفضلة لدى الفرنسيين.
وتجلى في الربع الأول من العام الجاري، أن تراجع السياح الوافدين إلى المغرب، جاء من الأسواق التقليدية مثل فرنسا وألمانيا وبريطانيا، بينما ارتفع قليلاً عدد السياح القادمين من بلجيكا وإسبانيا وهولندا. وأظهرت بيانات وزارة السياحة أن هذا التراجع بلغ 7.7%.
ويعتبر عاملون في قطاع السياحة في المغرب، أن العملية الإرهابية التي شهدتها مدينة اسطنبول التركية مؤخراً سيكون لها تأثير كبير على الوجهات السياحية في المنطقة وليس تركيا فقط، على اعتبار أن وصول التهديدات إلى المطارات ستدفع الكثير من الأوربيين إلى مراجعة برامج السفر في الصيف.
وقُتل نحو 41 شخصاً في هجوم استخدمت فيه متفجرات وأسلحة نارية في مطار أتاتورك الدولي في مدينة اسطنبول في 28 يونيو/حزيران الماضي.
ويعتبر عزيز بنحمو، المرشد السياحي المغربي، في تصريح لـ "العربي الجديد"، أن المهنيين (العاملين في السياحة) يتطلعون إلى تعويض التراجع في توافد الزائرين، من خلال السياح المحليين والمغتربين المغاربة العائدين إلى المملكة في الصيف الحالي.
ويُنشط السياح المحليون السياحة المغربية، حيث يساهمون، حسب وزارة السياحة، بإيرادات تصل إلى 3.1 مليارات دولار، ويقضون 5.3 ملايين ليلة سياحية في الفنادق المصنفة، مما يدفع وزارة السياحة إلى المراهنة على العروض التي ستقدم لهم في هذا الصيف.

وتوجه نائب برلماني مؤخراً بالسؤال (استجواب في البرلمان) إلى وزير السياحة، لحسن حداد، حول التدابير التي ستتخذها الوزارة من أجل تنمية السياحة، فأجاب بأن الحكومة تركز على توفير البنيات التحتية والترويج لوجهة المغرب مع التركيز على السوق الداخلية والأسواق الصاعدة، مشيراً إلى أن خطة العمل تشمل استهداف أسواق جديدة مثل الأسواق الإفريقية وأميركا اللاتينية والعالم العربي والشرق الأوسط.
ويقول مسؤول في قطاع السياحة، فضل عدم ذكر اسمه، إن المغرب تمكن من الصمود مقارنة بمصر وتونس، غير أنه لم يتمكن من التسويق جيداً لوجهته، حيث لم يحصل المكتب الوطني المغربي للسياحة (حكومي)، على الإمكانيات المالية التي تخول له الترويج للمنتج السياحي المغربي.
ويضيف "تركيا مثلاً تمكنت في ظل سياق مضطرب بسبب الإرهاب من أن تحافظ على توافد السياح على أراضيها، قبل العملية التي استهدفت مطار أتاتورك".
ويشير محمد أمين، المسؤول بأحد الفنادق المصنفة في مدينة مراكش، إلى أن التركيز يجب أن ينصب في فصل الصيف على المدن الشاطئية مثل أكادير والسعيدية، معرباً عن أسفه لكون المملكة لم تتمكن من التسويق جيداً لوجهتها في سياق الأحداث التي تشهدها المنطقة.
وكان المغرب قرر في سياق تنويع أسواقه السياحية، إعفاء الصينيين من التأشيرة، علماً أن وزارة السياحة كانت عبرت عن سعيها لجذب 100 مليون سائح من ذلك البلد الآسيوي.
ويراهن المغرب على جذب 20 مليون سائح في أفق 2020، غير أن المهنيين يعتبرون أنه يصعب بلوغ ذلك الهدف، ففي العام الماضي، وصل عدد السياح الذين زاروا المملكة إلى 10.17 ملايين سائح، بإيرادات بلغت 6.36 مليارات دولار.
ووصلت عائدات السياحة في الخمسة أشهر الأولى من العام الجاري، حسب آخر بيانات مكتب الصرف (حكومي)، إلى 2.3 مليار دولار، بزيادة بلعت نسبتها 6.4%، عن نفس الفترة من العام الماضي.

دلالات

ذات صلة

الصورة

اقتصاد

عادت الحركة تدريجيا إلى مدينة مراكش وسط المغرب، بعد أسبوع من الزلزال الذي ضرب البلاد وخلف آلاف القتلى والمصابين.
الصورة

مجتمع

تجمعت عائلات في مراكش في الساعات الأولى من صباح اليوم الأحد، حيث أمضت ليلة ثانية في الشوارع بعد أعنف زلزال يتعرض له المغرب منذ أكثر من نصف قرن، والذي جعل كثيرين يشعرون أن منازلهم لم تعد آمنة للعودة إليها.
الصورة

منوعات

ضرب زلزال المغرب المميت منطقة بالقرب من مراكش، المدينة المحبوبة لدى المغاربة والسائحين الأجانب بفضل مساجدها وقصورها ومعاهدها الدينية التي تعود للقرون الوسطى والمزينة ببلاط الفسيفساء الزاهي وسط متاهة من الأزقة الوردية.
الصورة

منوعات

يحتفل فندق المامونية الشهير في مدينة مراكش وسط المغرب بالذكرى المئوية لافتتاحه عام 1923. احتفال بتاريخ غني باحتضان أرقى الشخصيات وأشهرها. 

المساهمون