قطاع السياحة المغربي قلق من فقدان السوق الأوروبية

قطاع السياحة المغربي قلق من فقدان السوق الأوروبية

25 اغسطس 2017
متوقع جذب 11 مليون سائح (Getty)
+ الخط -
يتخوّف مهنيون مغاربة من تأثر السياحة بالأحداث الإرهابية التي عرفتها إسبانيا وفنلندا في الأسبوع الماضي، والتي يُتهم فيها أشخاص من أصول مغربية، خاصة الوافدين من أوروبا، أكبر سوق يصدّر سياحا إلى المملكة.

وتشير بيانات مكتب الصرف، التي تغطي وضع الميزان التجاري للمملكة وتدفقات الاستثمارات والإيرادات من النقد الأجنبي، إلى أن السياحة درت على المملكة 3.4 مليارات دولار خلال الأشهر السبعة الأولى من العام الجاري.

أكثر هذه المبالغ جاء بفضل السياح القادمين من أوروبا، ما يعزز مخاوف المهنيين من فقدان هذه الدول التي يسهل عليها إيجاد جهات سياحية أخرى غير المغرب، حال ارتبط اسم الأخيرة بتنفيذ عمليات إرهابية في القارة العجوز.

واتضح من التحقيقات الأولية، أن الذين نفذوا هجوم دهس وسط برشلونة يوم الخميس قبل الماضي، وهجوما آخر بسيارة في منتجع كامبريلس الساحلي في إقليم كتالونيا، تعود أصول أغلبهم إلى المغرب، حيث أفضت هاتان العمليتان الإرهابيتان إلى مقتل 15 شخصا، وإصابة أكثر من 120 آخرين، حسب ما أفادت به السلطات الإسبانية.

ونفذ مغربي يبلغ من العمر ثمانية عشر عاما، يوم الجمعة قبل الماضية، هجوما إرهابيا بسكين في مدينة توركو الفنلندية، أفضى إلى مقتل سيدتين وإصابة ثمانية أشخاص.

وأثار تركيز وسائل إعلام دولية على تورط مغاربة في الهجومات الإرهابية بإسبانيا وفنلندا، مخاوف لدى الفاعلين في القطاع السياحي، في سنة تعرف إقبالا مهماً من السياح على المغرب.

وقال نائب رئيس الفيدرالية الوطنية للسياحة، فوزي الزمراني، مساء أول من أمس الخميس: "وسائل الإعلام الدولية تتحدث عن إرهابيين مغاربة، وهذا ما يترسخ في أذهان الناس الآن".

ويأتي التخوف من تأثير الأحداث الأخيرة على السياحة، من كون أوروبا تمثل السوق التقليدية للمغرب، حيث يأتي أغلب السياح من فرنسا وألمانيا وبلجيكا وإسبانيا وهولندا.

ويتطلع مهنيون في القطاع السياحي بالمغرب إلى إجراءات طارئة قوية وتشكيل خلية أزمة من الحكومة والمهنيين من أجل طمأنة السياح والشركات الدولية العاملة في القطاع.

ويضع المغاربة أياديهم على قلوبهم في كل مرة تقع عملية إرهابية بأوروبا، غير أن مهنيين يعتبرون أنه من السابق لأوانه الحديث عن تأثير ما حدث على السياحة، لكنه يشدد على ضرورة التحرك.

ويوضح أمين التوس، المسؤول بمؤسسة فندقية، أن المشكلة لن تظهر في الصيف، فالحجوزات التي تتعلق بهذه الفترة اكتملت والموسم السياحي المتعلق بها هو الآن في نهايته، لكن يجب ترقب ما سيحدث اعتبارا من سبتمبر/أيلول.

وينبه إلى أنه يجب مراقبة أداء الحجوزات ووصول السياح بعد شهر غشت، آنذاك يمكن قياس ما إذا كانت السياحة المغربية تأثرت أم لا بالأحداث الإرهابية التي تورط فيها أشخاص من أصول مغربية.

ورغم المخاوف التي تنتاب المهنيين من تأثير ما حدث بإسبانيا وفنلندا على صورة المغرب، إلا أن المرشد السياحي، محمد هندير، يرى أن السائح الأجنبي أصبح يدرك جيدا الأمور المتعلقة بالإرهاب عندما يريد السفر.

ويبدي هندير، نوعاً من التفاؤل، خاصة في ظل أنباء جاءت من ألمانيا تفيد بتوقيع المكتب الوطني المغربي للسياحة يوم الأربعاء الماضي بميونخ، اتفاق شراكة جديدا مع شركة السياحة والسفر "إف تي إي" من أجل تنظيم رحلات في اتجاه مراكش.

ويقضي هذا الاتفاق بتنظيم أربع رحلات مؤجرة في الأسبوع في اتجاه مراكش من كولونيا ودوسلدروف وفرانكفورت وهانوفر، بالإضافة إلى تعزيز رحلات سابقة في اتجاه مدينة أكادير.

وقال المدير العام للمكتب الوطني المغربي للسياحة، عبد الرفيع زويتن، إن المكتب سيطلق حملة إعلامية في السوق الألمانية والتي تتضمن عمليات ومبادرات خاصة.

ويعتزم المكتب تنظيم زيارات للمغرب لحوالي مائة صحافي متخصص في الشأن السياحي، يمثلون بلدانا أوروبية، كما يستعين بخدمات أشخاص مؤثرين في وسائل التواصل في البلدان الإسكندنافية وأوروبا الشرقية.

وكان المهنيون يتوقعون في الصيف الحالي انتعاش النشاط السياحي، بفضل الإقبال الكبير من قبل السياح الأجانب والمغتربين والمحليين.

ويتوقع المرصد المغربي للسياحة جذب 11 مليون سائح في العام الحالي، بعدما استقبلت المملكة المغربية في العام الماضي 10.3 ملايين سائح.

وكان وزير السياحة والطيران المدني، محمد ساجد، توقع أن تصل الإيرادات في العام الجاري إلى 6.5 مليارات دولار، مقابل 6.4 مليارات دولار خلال 2016.

ويرى مهنيون، أن العروض التي تقدمها شركات السياحة الأجنبية للسياح المتوجهين نحو المغرب، خاصة من فرنسا، رخيصة جداً ولا تتعدى مائة يورو في بعض الأحيان، تتضمن النقل والمبيت لمدة أسبوع، ما يجعل الوجهة السياحية المغربية جاذبة لقطاع عريض من محبي السفر.

المساهمون