القصة من بدايتها... عن البرلس مدينة السفن المصرية

كاميرا "العربي الجديد"، قامت بجولة في مركز صناعة السفن بالمدينة، والتقت بالحاج عبد الفتاح صالح، نجار المتخصص في صناعة المراكب.

يقول صالح إنه يعمل في هذه المهنة منذ 32 عاما مشيرا إلى أن أكبر العوامل التي تسببت في شهرة المدينة، بصناعة السفن منذ عقود سابقة هو احتياج العديد من الدول الأوروبية لهذه السفن، فكانوا يعتمدون عليها كثيرا عندما كان البحر مصدر الرزق الأول لهم فكانوا يمارسون صيد الأسماك.

ويشير الخمسيني المصري، إلى أن المهنة خلال الأعوام الماضية بدأ يقل الطلب عليها، الأمر الذي يتطلب تدخل الجهات التنفيذية لإعادة إحيائها، لانها توفر الآلاف من فرص العمل.
وحول أنواع المراكب، يقول صالح: "هناك أنواع من المراكب وكل نوع مخصص لاستخدام معيّن، فهناك الفلوكة التي تعمل بالشراع الصغير، وكذلك  السمبك وهو زورق صغير وخفيف لصياد واحد، إلى جانب أنواع أخرى تستخدم في نصب شبك الترقيد أو شبك اللفة والشوري، فضلا عن المراكب التى تستخدم كشاحنات لنقل العديد من الأسماك والاستخدامات الأخرى كنقل البوص الذي يستخدم في الكثير من الصناعات".

ويكمل صالح: يختلف الوقت المحدد لبناء سفينة أو مركب عن الآخر، لأن في كل حالة يعتمد على النوعية والمواصفات، وحجمها وعدد العاملين بها، فهناك مراكب كبيرة يستغرق بناؤها عاما كاملا،  وأخرى تأخذ 6 أشهر.

وتابع صالح: المراكب عرض وطلب، فهناك من يطلب مركبا طوله 9 أمتار، وآخر 10 أمتار، ويتوقف الأمر على مقدرة "الزبون" على الشراء، ويتم الاتفاق معه على السعر، ونحصل منه على "عربون" دفعة أولى من المبلغ المالي، وذلك طبقا للإمكانيات التي يطلب توافرها في المركب.



ويضيف أننا "نحصل على الخشب المسمى بالأخضر "توت وكافور" من محافظات الغربية والبحيرة والمنوفية، وبعد ذلك يدخل الخشب على الورش للقطع وتحديد المقاسات".

وحول طريقة تحويل الخشب إلى مركب، يقول "إنه بعد عملية تقطيع الخشب وتحديد المقاسات يتم وضع القاعدة الأمامية، وبعدها وضع القاعدة الخلفية، بعد ذلك توضع الألواح الجانبية، ثم الأضلاع الداخلية، ثم يتم عمل السطح، وتكملة الجوانب، ثم نقوم بعمل التشطيبات التي تأخذ وقتا كبيرا في العادة، تلحقها صناعة الشراع من أحد أنواع النسيج الذي يسمى "الغزل"، ويتم تفصيل الشراع بالشكل المناسب وتقوى حوافه بالحبال السميكة، وتتم خياطة جميع حواف الشراع لضمان تماسكه". 

ويشير إلى أنه رغم استمرارية وجود المراكب في المنطقة، إلا أن كثيرا منها لم يعد يصنعه من الخشب حيث إن البعض يفضل إضافة الحديد، وهو ما اتجه إليه ابنه محمد في صناعة المراكب.

وحول أسعار الخامات، يقول صالح: "مع ارتفاع الأسعار وتعويم الجنيه، استغل التجار أصحاب الورش وقاموا برفع أسعار الخامات التي تُستخدم في صناعة المراكب والسفن، ما أدى لعجز أصحاب الورش عن التصنيع".