محمد حوراني: بدأت ببيع "الطرابيش" والآن أنافس عالمياً بالبرمجيات

محمد حوراني: بدأت ببيع "الطرابيش" والآن أنافس عالمياً بالبرمجيات

22 نوفمبر 2014
حوراني: أنا أول رجل أعمال في أسرتي (العربي الجديد/خاص)
+ الخط -
يقول رجل الأعمال المغربي، محمد حوراني، إنه كان يساعد والده في فرن للخبز كان يعمل فيه، موضحاً في حوار مع " العربي الجديد" أن زوجة عمه أثّرت فيه كثيرا،  حيث خاض أول مغامرة تجارية بإيعاز منها.. إلى نص الحوار:

*ولدت في "درب الفقراء"، أحد أعرق الأحياء الشعبية في الدار البيضاء، واستطعت أن تصير رئيساً لمنظمة رجال الأعمال في المغرب، ما قصة هذا النجاح؟

أومن بأن النجاح يمكن أن يحالف الفقراء، هذا رسّخ لدي القناعة بأنه غير محكوم على شخص من أسرة فقيرة وحي شعبي، بألا يبلغ أعلى المراتب، صحيح أن البعض يستغرب عندما يطلع على أصولي الشعبية، وقد صرت رئيس شركة متعددة الجنسيات، لكن ذلك يجعلني متفائلا، لأن مساري يعطي الأمل لأبناء الفقراء.

*ما هي القيم التي استلهمتها من "درب الفقراء" وأسهمت في نجاحك؟

في هذا الحي تشربت قيم القيادة، فتشكيل فريق لكرة القدم في هذا الحي كان يستلزم قائداً، وكان ذلك بالنسبة لي تدريبا يوميا على القيادة.

وفي الحي جربت المنافسة، إذ كان أشبه بسوق حرة، وغير مسموح بالفشل فيها، لكن المنافسة لا تلغي قيم التضامن والجوار التي كانت راسخة، إنه الانتماء الذي يشكل القاعدة الذهبية لنجاح العمل.

*هل يوجد في محيطك الأسري شخص اقتديت به في مجال الأعمال؟

أنا أول رجل أعمال في أسرتي، لكنني كنت أساعد والدي في فرن للخبز كان يعمل فيه، وأعتقد أن زوجة عمي أثّرت في كثيرا، فقد كانت تقود العائلة بمفهومها الواسع، الجميع يعول عليها في الأفراح والأتراح. والجميع يستشيرها، وكان عمي يسلمها أجره، وتسلمه هي مصروفه اليومي، وقد خضت أول مغامرة تجارية بإيعاز منها.

*كيف ذلك؟

كانت تصنع الطرابيش في البيت، وكانت تكلفني بتسليمها لأحد التجار غير بعيد عن بيتنا.
وذات يوم، تجرّأت على جزار كان يضع نوعا مماثلا من طرابيشنا، سألته عن حاجته إلى طربوش جديد، فاشترى مني واحداً، وهكذا أصبحت أبيع الطرابيش وأسلم المال إلى زوجة عمي، وكل ذلك كان في فترة صغيرة من الدراسة.

وكيف تحولت من مجرد رجل أجير لدى الغير إلى رجل أعمال؟

كنت حينها أعمل في شركات كبرى، وبدأ التحول في حياتي عام 1983، عندما اتصل بي شخص أسس شركة فرنسية تعمل في مجال البرمجيات، واقترح عليّ منصب مدير عام الشركة الجديدة، وكان المطلوب تقديم حلول كثيرة، لكن هذه الشركة قررت إقفال فرعها المغربي في 1986، بعد أن اختار عملاؤها المعالجة الذاتية لبياناتهم، بعيداً عن الشركة، واقترحت عليه التحول إلى بيع البرمجيات، لكن لم أجد حماساً في ذلك.

* وهل تخليت عن تلك الفكرة؟

لا، اتفقت مع رجل أعمال مغربي، على بيع رخص برمجيات معلوماتية من أجل معالجة البيانات الخاصة بالأداء الإلكتروني. وقد حققنا أرباحا منذ العام الأول قبل أن أغادرها.

* ولماذا غادرت تلك الشركة؟

أرادت شركة أميركية شراء الملكية الفكرية للبرنامج المعلوماتي الذي طورناه، ورفضت ذلك وغادرت، وبعهدها اتفقت مع 4 مغاربة آخرين على تأسيس شركة تحمل اسم "اش. بي. سي" في يناير/كانون الثاني 1995، وبدأنا برأسمال في حدود 57 ألف دولار.

* وكيف تحولت هذه الشركة إلى شركة متعددة الجنسيات؟

تخصصت في توفير حلول جاهزة للشركات والمصارف، حتى تمكنا من معالجة كل ما يهم الأداء الإلكتروني، فنحن نبيع برمجيات على شكل رخص، ومنظومتنا نسوقها في أكثر من 70 بلداً في العالم، ولدينا فروع في الإمارات وفرنسا والولايات المتحدة والبحرين وجزر موريس.

* ألا تلمسون استغرابا من قبل العملاء عندما يرون شركة مغربية تنافس عالمياً في هذا المجال؟

صحيح، بل إن هناك من يتردد في التعامل معنا في بعض الحالات، لكن شركتنا صارت حالة تدرس في بعض الجامعات الكبرى.

*هل ما زلت تزور "درب الفقراء"؟

لم أقطع علاقتي بالحي، فرغم انتقال أسرتي للسكن في حي آخر، ما زال الحنين يشدني إلى حيث رأيت النور عام 1953، من حين لآخر أزور ملعب الحي والمدرسة التي درست فيها.

دلالات