آمال فتح مطار صنعاء تصطدم بنقص الوقود والطائرات

تحديات فتح مطار صنعاء.. تشغيل الرحلات التجارية يصطدم بنقص الوقود والطائرات

11 اغسطس 2017
الحرب عطّلت مطار صنعاء منذ نحو عام (Getty)
+ الخط -







لا يبدو أن فتح مطار صنعاء الدولي أمام الرحلات التجارية وشيك، إذ يصطدم بعدة عقبات، منها أزمة الوقود ونقص طائرات الخطوط اليمنية، فضلا عن العقبات السياسية واحتمال رفض الحوثيين لإشراف الأمم المتحدة على المطار.

وفيما أكد مسؤول يمني أن المطار جاهز ولا توجد عقبات في ما يتعلق بنقص الوقود، قال مصدر في مكتب الأمم المتحدة بصنعاء، لـ"العربي الجديد"، إن مشكلة نقص الوقود قد تدفع المنظمة الأممية لرفض عرض التحالف العربي لإدارة مطار صنعاء.

ودعا التحالف الذي تقوده السعودية لدعم الشرعية في اليمن، مساء أول من أمس، الأمم المتحدة للإشراف على إدارة مطار صنعاء الدولي، بعد مطالبات دولية بإعادة فتح المطار المغلق منذ عام أمام الرحلات التجارية.

وأبدى المتحدث الرسمي باسم قوات تحالف إعادة الشرعية في اليمن العقيد تركي المالكي، الاستعداد لاستئناف الرحلات التجارية في مطار صنعاء بإشراف الأمم المتحدة.

وطالب المتحدث باسم التحالف، في تصريح نقلته وكالة الأنباء السعودية (واس)، الأمم المتحدة بالمساهمة في استئناف تسيير الرحلات التجارية ونقل الركاب لمطار صنعاء من خلال إدارة أمن مطار صنعاء العاصمة وضمان مخاوف الحكومة اليمنية الشرعية.
ويفرض التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، حظرا جويا على المطارات والأجواء اليمنية منذ انطلاق العملية العسكرية ضد جماعة الحوثيين في 26 مارس/ آذار 2015.
وأكد مدير النقل الجوي اليمني مازن غانم، أن مطار صنعاء جاهز لاستقبال الرحلات، ولا توجد عقبات أمام تشغيله.

وقال غانم لـ"العربي الجديد"، إنه "منذ إغلاق المطار في أغسطس/ آب من العام الماضي، توقف عن استقبال الرحلات التجارية، لكنه يستقبل رحلات تابعة لمنظمات الأمم المتحدة والصليب الأحمر بمعدل رحلتين أسبوعيا، ولا توجد مشكلة في الوقود".
وكان مسؤول في الأمم المتحدة اتهم، يوم 2 أغسطس/ آب الجاري، التحالف العربي الذي تقوده السعودية في اليمن بعرقلة إمداد الطائرات الأممية بالوقود اللازم لنقل المساعدات الإنسانية إلى صنعاء.

وأكد مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، أوك لوتسما، في بيان، أن التحالف الذي تقوده السعودية يعرقل الإمداد بالوقود للطائرات الأممية التي تعمل على نقل المساعدات الإنسانية إلى صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون.

وتسيّر الأمم المتحدة رحلتين إنسانيتين إلى صنعاء انطلاقا من عمان وجيبوتي، لكن وقود الطائرات غير متوفر في العاصمة اليمنية بشكل يسمح للطائرتين بالقيام برحلة العودة.
وينبغي نقل وقود طائرات الأمم المتحدة إلى صنعاء من ميناء عدن الذي تسيطر عليه الحكومة اليمنية المدعومة من السعودية.

من جانبه، أوضح المسؤول في نقابة شركة الخطوط الجوية اليمنية خالد الحربي، لـ"العربي الجديد"، أن الشركة تعاني من عدم توفر الوقود لرحلاتها، بالإضافة إلى أنها تعمل وفق تصاريح محدودة لكل رحلة من التحالف الذي يسيطر على الأجواء اليمنية.

وقال الحربي: "توجد مشاكل، لكن التصاريح بما يسمى بـ(الويندو تايم) وعدم توفر الوقود أخيرا هما أكبر مشكلتين، وكذلك أحيانا إلغاء رحلات قد صرح لها من قبل".
وتحتكر الخطوط اليمنية الرحلات التجارية في اليمن، لكنها لا تملك سوى طائرتين، إحداهما خضعت للصيانة أخيرا بعد عطل في واحد من محركاتها. وأوضح الحربي: "الطائرات الموجودة في الخدمة فعليا طائرتان، ونعمل على صيانة طائرة أخرى نأمل أن تدخل الخدمة قريبا".

وكانت منظمات دولية طالبت، الأربعاء الماضي، بفتح مطار صنعاء أمام الرحلات التجارية في ذكرى مرور عام على إغلاقه من قبل التحالف الذي تقوده السعودية في 9 أغسطس 2016.
ولا تزال العاصمة اليمنية صنعاء خاضعة لسيطرة تحالف جماعة أنصار الله (الحوثيين) وحزب الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، رغم ضربات التحالف منذ نحو عامين. ولم يتأثر الحوثيون بإغلاق المطار، بل فاقم القرار معاناة اليمنيين وحول سفرهم الى قصة معاناة. وطالبت 15 منظمة إغاثة الأطراف المتحاربة في اليمن بإعادة فتح مطار العاصمة صنعاء، وقالت في رسالة مفتوحة، إن إغلاقه تسبب في وفاة الكثيرين. وأضافت في رسالتها بمناسبة مرور سنة على إغلاق المطار، أن آلاف الناس توفوا لأنهم لم يستطيعوا السفر للخارج لتلقي العلاج الضروري.

كما نقل البيان عن الأمم المتحدة تقديرها أن سبعة آلاف يمني كانوا يخرجون من البلاد عن طريق صنعاء سنوياً للعلاج قبل الصراع، لافتاً إلى أن عدد من يحتاجون لرعاية صحية لإنقاذ حياتهم، الآن، بلغ نحو 20 ألف يمني على مدى العامين الماضيين بسبب العنف.
وأشار البيان إلى أن "اليمنيين الذين ينتظرون علاجاً في الخارج من حالات حرجة يتعين عليهم الآن إيجاد مسارات بديلة لمغادرة البلاد، تشمل التحرك بسيارة لمدد بين عشر ساعات و20 ساعة إلى مطارات أخرى، عبر مناطق يحتدم فيها القتال".
من جانبه، أعلن المجلس النرويجي، في بيان، أن القيود التي فرضها التحالف الذي تقوده السعودية على المجال الجوي اليمني أدت إلى إغلاق مطار صنعاء الدولي رسميا أمام الرحلات التجارية في 9 أغسطس/ آب 2016، ما أدى إلى ترك العديد من اليمنيين من دون وسائل نقل آمنة داخل البلاد أو خارجها.

إلى ذلك، دعا المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، الخميس الماضي، إلى إعادة فتح مطار صنعاء الدولي المغلق منذ أكثر من عام. وكتب ولد الشيخ أحمد تغريدة عبر حسابه في "تويتر": "‏أكرر النداء العاجل لضرورة إعادة فتح مطار صنعاء الدولي بأسرع وقت"، مشدداً على أن فتح المطار "خطوة أساسية للتخفيف من معاناة اليمنيين وتأمين المساعدات الإنسانية لهم".
ومنذ التاسع من أغسطس/ آب العام الماضي، عانى اليمنيون في العاصمة صنعاء ومحافظات شمال وغرب البلاد من العزلة والحصار ومن أعباء مالية إضافية نتيجة إغلاق مطار صنعاء الدولي أمام الرحلات التجارية، من قبل التحالف الذي تقوده السعودية.

وأوضح مسؤولون بالمطار لـ"العربي الجديد"، أن إغلاق مطار صنعاء الدولي تسبب بخسائر فادحة لكثير من الجهات العاملة في المطار، مثل شركات الطيران الوطنية والخدمات الأرضية وخدمات الوقود وأصحاب محال السوق الحرة بالمطار وعشرات العاملين في السوق، بالإضافة إلى تضرر اليد العاملة في كثير من الجهات العاملة في المطار أو خارجه، ومنها خدمات النقل.
وكان المستفيد الوحيد من المطار هم المرضى، والتجار، والطلاب، والهاربون من جحيم الحرب، وفئات مختلفة من المدنيين.

وقال خبراء في الاقتصاد لـ"العربي الجديد"، إن إغلاق المطار إجراء يمس حياة الناس، وتسبب بكارثة اقتصادية وإنسانية، وفي حرمان العشرات من المرضى من فرصة السفر الى الخارج للعلاج.
ويخدم مطار صنعاء ملايين اليمنيين في العاصمة صنعاء ومناطق وسط وشمال وغرب البلاد التي تتميز بكثافة مرتفعة في السكان الذين يشكلون ما يزيد عن 65% من إجمالي عدد السكان البالغ 26 مليون نسمة.


دلالات

المساهمون