المقاطعة الأوروبية تغذي تقارب إسرائيل باليابان

المقاطعة الأوروبية تغذي تقارب إسرائيل باليابان

07 سبتمبر 2016
مساعي إسرائيلية للتهرب من ضغوط حركة المقاطعة(توماس كوكس-فرانس برس)
+ الخط -


فيما تعده "نجاحا" لاستراتيجية رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو، للانفتاح على آسيا وتعزيز العلاقات الاقتصادية معها على حساب العلاقات مع أوروبا، تحتفي إسرائيل بتحول اليابان إلى رابع أهم الأسواق العالمية التي تستقبل المنتجات الإسرائيلية.
وحسب معطيات صادرة عن وزارة الصناعة والتجارة الإسرائيلية، نشرتها صحيفة "ميكور ريشون" في عددها الصادر أمس الثلاثاء، فقد ارتفع التبادل التجاري بين طوكيو وتل أبيب في الأشهر السبعة الأولى من العام الجاري من 1.1 مليار دولار إلى 1.4 مليار دولار، وهو ما جعل اليابان رابع أكبر سوق أمام المنتجات الإسرائيلية.

ويتضح أن محرك العلاقات الاقتصادية بين طوكيو وتل أبيب يقوم على معادلة بسيطة، مفادها: ابتكارات إسرائيلية لليابان مقابل أسواق يابانية لإسرائيل.
وعزا خبراء في تل أبيب تعاظم مستوى العلاقات الاقتصادية بين طوكيو وتل أبيب إلى رغبة إسرائيلية بالبحث عن أسواق جديدة في آسيا، ردا على استجابة الاتحاد الأوروبي وبعض الحكومات الغربية، للضغوط التي تمارسها حركة المقاطعة الدولية واتخاذ إجراءات عقابية اقتصادية على إسرائيل، من ضمنها "تمييز" منتجات المستوطنات اليهودية المقامة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وإجراءات أخرى.

وحسب الخبراء، فإن اليابانيين أبدوا رغبة جامحة في تعزيز التعاون الاقتصادي مع إسرائيل، لـ"إعجابهم بمستوى الابتكارات" الذي حققته إسرائيل في مجال التقنيات المتقدمة، وأنماط التوظيف الصناعي للفضاء الإلكتروني.
من ناحيته، قال الخبير الاقتصادي أساف رونال، إن استجابة بعض الحكومات الغربية للضغوط التي تمارسها حركة المقاطعة الدولية، دفع نتنياهو إلى أن يضع على رأس أولويات حكومته، العمل على تعزيز العلاقات مع آسيا.

وفي تحقيق نشرته صحيفة "هآرتس" مؤخرا، نوه رونال، إلى أن ما دفع نتنياهو إلى التركيز على آسيا واليابان، على وجه الخصوص، حقيقة أن الدول الآسيوية، وبخلاف دول أوروبا الغربية، لا تربط علاقاتها الاقتصادية بتل أبيب بطابع سلوك إسرائيل تجاه الفلسطينيين ودرجة التزامها بحل الصراع معهم.
وقال البرفسور أهود هراري، المختص بالشأن الياباني وأستاذ العلاقات الدولية في الجامعة العبرية، إن رغبة طوكيو في تعزيز العلاقات مع إسرائيل ترجع بشكل أساس إلى رغبة يابانية أوسع في تعزيز الحضور في منطقة الشرق الأوسط، إلى جانب أن القيادة اليابانية معنية بالإثبات لإسرائيل أن العلاقة معها مهمة بحد ذاتها.

ونقلت "هآرتس" عن هراري قوله إن اليابانيين يريدون أيضا إثبات أنهم ليسوا مجرد "تابعين" للولايات المتحدة، لاسيما عندما يتعلق الأمر بمصالحهم الاقتصادية. وأوضح أن رئيس وزراء اليابان، شينزو آبي، يراهن على تطوير العلاقات الاقتصادية مع إسرائيل، من أجل دفع مخططه الهادف إلى إخراج الاقتصاد الياباني، الذي يعد ثالث أكبر اقتصاد في العالم، من حالة "المراوحة في المكان التي علق فيها منذ تسعينيات القرن الماضي".
وشدد هراري على أنه، وبخلاف الانطباع السائد، فإن أزمة الاقتصاد الياباني الأساسية تكمن في بطء الابتكار والتطور، لاسيما ما يتعلق بالمجال التقني، وعلى وجه الخصوص مجال الأبحاث الطبية".




المساهمون