النفط يتجاوز 75 دولاراً... وإيران خسرت 10 مليارات دولار

النفط يتجاوز 75 دولاراً... وإيران خسرت 10 مليارات دولار

25 ابريل 2019
ارتفاع أسعار النفط لمستويات قياسية (فرانس برس)
+ الخط -
ارتفع خام برنت، اليوم الخميس، متجاوزا 75 دولارا للبرميل للمرة الأولى في 2019، عقب تشديد العقوبات على إيران، بينما كبح تنامي معروض الولايات المتحدة مكاسب الخام الأميركي. في حين أكد مسؤول أميركي أن طهران خسرت أكثر من عشرة مليارات دولار من إيرادات النفط منذ تطبيق العقوبات.

وصعدت العقود الآجلة لخام برنت إلى ذروة 2019 عند 75.01 دولارا للبرميل، اليوم، ثم انخفضت إلى 74.90 دولارا للبرميل، مرتفعة 33 سنتا، بما يعادل 0.4 في المائة عن أحدث إغلاق لها. وسجلت عقود الخام الأميركي غرب تكساس الوسيط 65.94 دولارا للبرميل، مرتفعة خمسة سنتات عن التسوية السابقة.

وقال المتعاملون إن برنت يستمد دعما، اليوم، من وقف صادرات النفط الروسي إلى بولندا وألمانيا عبر خط أنابيب بسبب مشاكل تتعلق بالجودة. وقالت الولايات المتحدة هذا الأسبوع إنها ستنهي جميع الإعفاءات الممنوحة من العقوبات المفروضة على إيران، مطالبة الدول بوقف استيراد النفط من طهران ابتداء من مايو/ أيار أو مواجهة إجراءات عقابية من واشنطن.

وشرح المحللون لدى شركة كابيتال إيكونوميكس البحثية في مذكرة "عقب قرار الولايات المتحدة بتشديد عقوباتها على إيران... زدنا توقعنا لنهاية العام لخام برنت من 50 دولارا إلى 60 دولارا للبرميل".

وفرة المعروض

ويأتي قرار الولايات المتحدة لمحاولة خفض صادرات النفط الإيرانية إلى الصفر وسط
 تخفيضات معروض بقيادة منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) منذ بداية السنة بهدف رفع الأسعار.

ونتيجة لذلك، ارتفعت أسعار برنت نحو 40 في المائة منذ يناير/ كانون الثاني. لكن برايان هوك، الممثل الأميركي الخاص لإيران والمستشار الكبير لوزير الخارجية، قال اليوم: "يوجد معروض وفير في السوق لتخفيف أثر ذلك الانتقال وإبقاء الأسعار مستقرة".

واعتبرت شركة ريستاد إنرجي الاستشارية أن السعودية وحلفاءها الرئيسيين قد يعوضون فاقد النفط الإيراني. وقال بيورنر تونهاوجن، مدير أبحاث النفط في الشركة: "السعودية وعدد من حلفائها لديهم طاقة إحلال تتجاوز فاقد الصادرات الإيرانية. منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2018، خفضت السعودية وروسيا والإمارات والعراق الإنتاج 1.3 مليون برميل يوميا، وهو ما يكفي وزيادة لتعويض الفقد الإضافي".

خسارة 10 مليارات دولار

وأكد هوك، اليوم الخميس، أن العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على طهران حرمت الحكومة الإيرانية أكثر من عشرة مليارات دولار من إيرادات النفط. وكانت إيران تحقق إيرادات تصل إلى 50 مليار دولار سنويا من النفط. وقال: "نقدر أن عقوباتنا حرمت النظام بالفعل من أكثر من عشرة مليارات دولار منذ مايو 2018".

وعبر مسؤولون أميركيون، اليوم الخميس، عن ثقتهم في أن الصين ستتمكن من إيجاد إمدادات بديلة للنفط الإيراني، وفق وكالة "رويترز".

وقبل معاودة فرض العقوبات، كانت إيران واحدة من أكبر خمسة مصدرين في منظمة أوبك، إذ كانت تصدر ما يقرب من أربعة ملايين برميل يوميا. وانخفضت الصادرات الإيرانية إلى نحو مليون برميل يوميا.

الطلب الصيني والياباني

وصرّح وزير الطاقة السعودي خالد الفالح، لرويترز، اليوم الخميس، إن الصين لم تطلب "بعد"

مزيدا من النفط الخام بعدما قررت الولايات المتحدة إنهاء الإعفاءات من عقوباتها المتعلقة بواردات النفط الإيرانية والتي كانت تسمح لبكين بالشراء من طهران.

وأدلى الفالح بتصريحات مقتضبة على هامش زيارة إلى بكين لحضور قمة بشأن مبادرة الحزام والطريق الصينية للتنمية الاقتصادية التي تهدف لإعادة بناء طريق الحرير القديم لربط الصين وآسيا وأوروبا وما وراءها.

وانتقدت الصين القرار الأميركي بإعادة فرض العقوبات. ولدى سؤاله عما إذا كان مشترون آسيويون قد طلبوا مزيدا من النفط الخام، أجاب الوزير السعودي "في بداية مايو سنعرف الطلب بالنسبة لشهر يونيو/ حزيران وسنكون متجاوبين".

وتابع أن إنتاج المملكة من النفط كان مستقرا تقريبا على ما كان عليه في الأشهر السابقة وسيكون في حدود 9.8 ملايين برميل يوميا أو "ربما أقل".

من جهته، قال رئيس جمعية البترول اليابانية تاكاشي تسوكيوكا، اليوم الخميس، إن قرار الولايات المتحدة عدم تمديد الإعفاءات التي منحتها في السابق من العقوبات المفروضة على استيراد النفط الإيراني لن يسبب اضطرابا في الإمدادات المتجهة إلى اليابان، إذ إن شركات التكرير تدبر إمدادات بديلة.

وشرح في مؤتمر صحافي أنه "من المتوقع أن يظل خام غرب تكساس الوسيط ضمن نطاق خمسة دولارات فوق المستوى الحالي البالغ نحو 65 دولارا أو دونه للأشهر القليلة القادمة".

وأضاف أنه لا يتوقع شحا في أسواق النفط، حيث من المنتظر أن تتعاون الولايات المتحدة مع السعودية والإمارات لإبقاء إمدادات النفط إلى الأسواق العالمية مستقرة.
(رويترز، العربي الجديد)

المساهمون