توسيع التجارة والسياحة بين العراق والسعودية بعد عودة الطيران

توسيع التجارة والسياحة بين العراق والسعودية بعد عودة الطيران

31 أكتوبر 2017
عودة الطيران السعودي العراقي (حيدر حمداني/فرانس برس)
+ الخط -
بعد 27 عاماً من القطيعة، استؤنفت الرحلات الجوية بين العراق والسعودية أمس الإثنين، وسط احتفاء من الجانبين بالحدث الذي يحمل رسائل اقتصادية وسياسية. وأكد مسؤولون في بغداد أن قسماً من البضائع المصدرة للعراق عبر الكويت برا ستأخذ طريقها في الشحن الجوي عبر مطار بغداد والنجف، ما يسهل التجارة بين البلدين، كما يتوقع زيادة عدد المسافرين وتنشيط السياحة ولا سيما الدينية. 

ولم يخف مختصون بمجال الطيران ومسؤولون عراقيون تخوفهم من عقبات تواجه خطط استعادة البلدين الرحلات الطبيعية، أبرزها استمرار بغداد والرياض في العمل بنظام التأشيرة دون تقديم تسهيلات للمسافرين من مواطني البلدين بشكل يحد من الجدوى الاقتصادية لاستئناف الرحلات بين البلدين على مستوى نقل الركاب.

وقالت شركة الخطوط الجوية السعودية، أمس، إن طيرانها إلى العراق بدأ رحلاته بشكل منتظم، أمس، حسب وسائل إعلام سعودية أكدت أن الشركة أقامت احتفالا بهذه المناسبة وقدمت للضيوف الذين أنهت إجراءات سفرهم خدمة خاصة.

وتوقفت الرحلات الجوية بين السعودية والعراق منذ قيام الرئيس العراقي الراحل، صدام حسين، بغزو الكويت عام 1990.

يأتي ذلك بناءً على اتفاق سابق بين العراق والسعودية على تسيير رحلات جوية بين البلدين.
وشهد مطار بغداد الدولي في الثامن عشر من الشهر الحالي وصول أول طائرة قادمة من السعودية وعلى متنها وفد رسمي.

وسبق لوزير النقل العراقي، كاظم الحمامي، أن قال: "في إطار التعاون المشترك بين العراق والسعودية تم توقيع مذكرة تفاهم مشتركة بين الطرفين لتنظيم خدمات النقل الجوي، وتقديم الخدمات الأرضية لكافة الطائرات"، موضحا في بيان أن العراق يستعد للانفتاح على جميع دول المنطقة لوجود مصالح مشتركة معها.

وتأتي هذه التطورات متزامنة مع تفعيل عمل مجلس التنسيق السعودي العراقي الذي يرى سياسيون عراقيون أن وراءه غايات سياسية أكثر من كونها اقتصادية.

ووفقا لمصادر حكومية عراقية فإن الرحلات الجوية بين العراق والسعودية للأشخاص سترتبط بالمواسم الدينية بين البلدين في أغلب الأحيان، حيث صار بإمكان السعوديين (الشيعة) زيارة المراقد الدينية في النجف وكربلاء وبغداد بدون الحاجة للمرور بالبحرين والكويت كما كان الحال سابقا، وكذلك الحال بالنسبة للعراقيين في أداء مراسم العمرة والحج.

وفي هذا السياق، قال عضو باللجنة الاستشارية في مكتب رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، لـ"العربي الجديد" إن عدد المسافرين قد لا يتجاوز في العام الواحد 50 ألفاً من البلدين، وإن غالبيتهم العظمى ممن يمكن وصفهم بالسياح الدينيين.

وأضاف العضو باللجنة الاستشارية، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن الشق الثاني من وراء هذه الخطوة يتمثل في الشحن التجاري السريع حيث تخطط الرياض لاستبدال الطريق البري "الكويت سفوان البصرة" القديم في تصدير منتجاتها للعراق بخط جوي مباشر عبر مطار بغداد ولن تكون بكميات كبيرة بسبب ارتفاع تكاليف النقل الجوي.

وأضاف أنه "في الوقت الحالي لا يمكن التعويل بشكل كبير على فائدة تجارية ترجى من استئناف الرحلات، خاصة على مستوى الشحن الجوي إذا ما علمنا أن الطيران السعودي هو من سيتولى ذلك، بسبب محدودية عدد طائرات الخطوط الجوية العراقية البالغة 36 طائرة فقط وتعمل ضمن برنامج محدد على محطات ودول أخرى فضلا عن النقل الداخلي".

ويبلغ سعر التذكرة في مكاتب شركات السفر في شارع السعدون الرئيسي ببغداد نحو 500 دولار وهي أقل بكثير من سعر تذكرة السفر إلى دول مجاورة للعراق مثل تركيا والأردن وإيران.

ونقلت وسائل إعلام عراقية أن الخطوط الجوية السعودية قدمت عرضا لرحلاتها الأولى إلى بغداد، بتذكرة تبلغ قيمتها نحو 7 دولارات فقط وهو ما نفت علمها به مكاتب حجز تذاكر السفر ببغداد وكذلك إدارة مطار بغداد الدولي.

ولا يجد أستاذ الاقتصاد في جامعة النهرين، حسين هادي، جدوى اقتصادية كبيرة من تسيير الرحلات بين العراق والسعودية، موضحاً لـ "العربي الجديد" أن المعلومات التي اطلعنا عليها تشير إلى أن تذكرة السفر من السعودية إلى العراق رخيصة جدا ولا تفي بمتطلبات الشركة الناقلة، لذا نجد أن وراء الموضوع دافعاً سياسيّاً ربما ينعكس على الجانب الاقتصادي في الفترة المقبلة.

وتابع: قد يكون الأمر عكس ذلك حيث تحاول السعودية جذب عملاء شركة الخطوط الجوية القطرية من العراقيين، الذين يعتبرونها خيارهم الأفضل حاليا في الرحلات الترانزيت. وتنتظر بغداد تعاوناً اقتصادياً أكبر مع الرياض خلال زيارة مرتقبة لولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، إلى العراق، في وقت لاحق من الشهر المقبل.

المساهمون