قصف مصافي "داعش" يرفع أسعار الوقود في سورية

قصف مصافي "داعش" يرفع أسعار الوقود في سورية

03 أكتوبر 2014
"داعش" تنتج النفط بأساليب بدائية(أرشيف/Getty)
+ الخط -

ارتفع سعر المشتقات النفطية في أكثر المناطق السورية إنتاجاً (دير الزور والرقة) بنسبة 50%، بعد قصف طيران التحالف الدولي مقاتلي الدولة الإسلامية "داعش" وتدمير أكثر من 13 مصفاة كانت تستجر المادة الخام من الآبار التي يسيطر عليها داعش، ويديرها الأهالي ليبيعوا المشتقات بأسعار مخفضة.
وقال أحمد العبد الله من ريف دير الزور: بدأت الأسواق تعاني قلة العرض، ما رفع أسعار لتر المازوت المكرر يدويا من 10 ليرات إلى 15 ليرة سورية ولتر البنزين لنحو 300 ليرة، في حين لم يتجاوز 220 ليرة قبل قصف طيران التحالف (الدولار يساوي 158 ليرة).
وأضاف العبد الله لـ"العربي الجديد": طاول القصف صوامع الحبوب و"الحراقات" والصهاريج التي يستعملها المواطنون مصافيَ بدائية، ما دفع جميع العاملين بهذا القطاع للهروب وترك مستلزمات التكرير؛ لينجوا من القتل الذي تركز على المنشآت النفطية.
وأشار العبد الله إلى أن الأسعار ارتفعت في محافظة الرقة التي يسيطر عليها "داعش" حيث وصل سعر أسطوانة الغاز المنزلي لنحو ستة آلاف ليرة سورية (38 دولارا) وبرميل البنزين لنحو 22090 ليرة وبرميل المازوت 22000 ليرة.
وقال أحمد جاسم الحسين -أحد مواطني الرقة- : ثمة حكاية طويلة بين أبناء تلك المنطقة والنفط، ذلك أن كثيرا منهم ظل يعتقد أن النفظ يخرج من أرضنا ليصب في خزائنهم، فنسبة العاملين كانت هي الأقل من أبناء المنطقة، والمشاريع التنموية التي عادة ما تقوم بها شركات النفط العالمية تعويضاً عن التلوث كانت شبه معدومة. لم يشعر أبناء تلك المنطقة بأنهم استعادوا نفطهم، إلا بعد تحرير المنطقة قبل سنتين، حيث يوجد أكثر من 300 بئر تنتج أكثر من 150 ألف برميل يومياً، أغلبها في أرض لعشيرة العقيدات التي يبلغ عددها أكثر من نصف مليون. وعلى عكس كثير من دول العالم، فإن الدولة لم تعوض أصحاب الأرض مع أنهم يحملون سندات تمليك.
وأضاف الأستاذ الجامعي الحسين لـ "العربي الجديد": وجد أصحاب الأرض فرصتهم السانحة بعد تحرير تلك الأرض، وصار دخل المواطن في تلك المنطقة يتراوح بين سبع دولارات لبائع المفرق من البنزين أو المازوت إلى أكثر من خمسة آلاف دولار لأبناء العشيرة. وبذلك شهدت تلك المنطقة نهضة اقتصادية لم يسبق أن شهدت مثلها عبر تاريخها.
وتابع: غير أن مجيء وباء "داعش" قضى على أحلام الناس، فظن الكثيرون أن داعش ليست أكثر من مزحة ثقيلة، لكن مجزرة الشعيطات وانسحاب الجيش الحر إلى درعا وحمص أرعب الناس، ولم يعد أحد منهم يقوى على الحديث معها.
وقال الحسين: لم يتولَّ "داعش" إنتاج النفط بذاته أو تسويقه، ترك معظم الناس يتابعون أعمالهم، غير أنه بدأ يأخذ ما يزيد على 75 في المائة من أثمانه لبيت "مال المسلمين" ولكن، رغم ذلك كان وجود النفط في هذه المنطقة واستخراجه عامل استقرار اجتماعي، حيث انعدمت السرقات والمشاكل وانشغل الناس بتحصيل (رزقهم)، واستغنوا عن نفط الحكومة نهائيا وصاروا مصدرين له، مستعيدين حقهم التاريخي كما يرون، صحيح أنه قبل داعش كانت بعض فصائل الجيش الحر تأخذ أتاوات بسيطة من السيارات الحاملة له، لكنها لا تتجاوز ما كان يأخذه ولا يزال شرطي المرور في دمشق العاصمة.
وقال الحسين إن معظم الإنتاج في الآبار قد توقف الآن ولم يعد أحد يجرؤ على الذهاب لمواقع المصافي، لأن الطائرات تصور ساعات طويلة وتقصف كل ما كان يحسب مصدر تمويل لـ "داعش" ما أدى إلى شلل الحركة الاقتصادية تقريبا،
إذ لا فرص عمل في القطاع الزراعي ومعظم أهالي المنطقة فصلوا من عملهم الحكومي نتيجة تأييدهم للثورة.

المساهمون