بريطانيا تعتزم مواجهة "الأموال الروسية القذرة"

بريطانيا تعتزم مواجهة "الأموال الروسية القذرة"

22 مايو 2018
لندن تتهم موسكو بغسل الأموال عبر مؤسسات بريطانية (Getty)
+ الخط -
أعلن المتحدث باسم رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، أن بريطانيا عازمة على مواجهة مشكلة تدفق الأموال غير المشروعة بعد تقرير من نواب في البرلمان قالوا فيه إن "أموالا روسية قذرة" يتم غسلها في مؤسسات مالية بريطانية تضر بالأمن القومي.
وقال المتحدث للصحافيين أمس الإثنين :"قامت المملكة المتحدة بدور قيادي في المعركة العالمية ضد التمويل غير المشروع ويجب ألا يعتري المجرمين أي شك في أننا سنصل إليهم وإلى أصولهم وأموالهم".

وأضاف "نحن عازمون على طرد الأموال القذرة ومن يقومون بغسل الأموال من المملكة المتحدة، وسنستخدم كل ما لدينا من سلطات... لملاحقة من يهددون أمننا".
وقالت لجنة تشريعية بريطانية، أمس، إن الأموال الروسية المخبأة في أصول بريطانية ويتم غسلها في مؤسسات لندن المالية تضر بجهود الحكومة الرامية لاتخاذ موقف ضد سياسة موسكو الخارجية العدائية.

واستفاد المركز المالي في بريطانيا بشكل كبير من التدفق الهائل للأموال الروسية منذ انهيار الاتحاد السوفييتي عام 1991، وظلت لندن العاصمة الغربية المفضلة للمسؤولين الروس، الذين يتباهون بثرواتهم في أرقى الأماكن في أوروبا.
لكن لندن قادت تحركات دبلوماسية دولية ضد روسيا في أعقاب تسميم عميل روسي سابق في بريطانيا، في هجوم اتهمت فيه الحكومة الكرملين، فيما نفت موسكو ضلوعها في الواقعة.

وقال تقرير للجنة العلاقات الخارجية في البرلمان إن الأموال الروسية تقوض انتقاد بريطانيا للكرملين وتدعم ما وصفه التقرير بحملة الرئيس فلاديمير بوتين "لتخريب النظام الدولي القائم على قواعد".
وأضاف أن بريطانيا ينبغي أن تعمل مع الحلفاء الدوليين لجعل الأمر أكثر صعوبة على روسيا لإصدار السندات الدولية، التي لا تخضع للعقوبات، عبر بنوك خاضعة للعقوبات، وهي ممارسة قال التقرير إنها تقوض الجهود الرامية إلى كبح السلوك الروسي.

وخصت اللجنة بالنقد مؤسسة لينكليترز، وهي واحدة من أبرز الشركات القانونية في بريطانيا، بسبب عملها على صفقات تشمل شركات روسية مقربة من الرئيس الروسي بوتين.
وقالت اللجنة إن على آخرين أن يصدروا حكمهم بشأن ما إذا كانت الشركة قد أصبحت "منخرطة بشدة في فساد الكرملين ومؤيديه حتى أنها لم تعد قادرة على الالتزام بالمعايير المتوقعة من شركة قانونية خاضعة للإجراءات التنظيمية البريطانية".
في المقابل، قالت لينكليترز إنها "مندهشة وقلقة" من هذا النقد وترفض أي تلميحات بتورطها في الفساد لمجرد أنها تعمل في سوق بعينها. 
وواجهت روسيا اتهامات بالتدخل في انتخابات الرئاسة الأميركية عام 2016 وبشن سلسلة من الهجمات الإلكترونية في مختلف أنحاء العالم، وتنفي موسكو ذلك.

وفي إبريل/ نيسان، فرضت الولايات المتحدة عقوبات على 24 روسيا واستهدفت حلفاء بوتين في خطوة قوية لمعاقبة موسكو على تدخلها المزعوم.
وكانت الوكالة الوطنية لمكافحة الجريمة في بريطانيا قد قالت في وقت سابق من مايو/أيار الجاري، إن مئات المليارات من الجنيهات الإسترلينية التي تخرج من عمليات غسل الأموال تؤثر على بريطانيا سنوياً، وإن بريطانيا أصبحت وجهة رئيسية للروس الذين يسعون لإضفاء الشرعية على إيرادات الفساد.


(العربي الجديد، رويترز)

دلالات

المساهمون