ترامب يواصل ضغوطه... و"أوبك" ليس لديها النفط الكافي

ترامب يواصل ضغوطه... و"أوبك" ليس لديها النفط الكافي

05 يوليو 2018
زيادة سعر الوقود تزعج الحزب الجمهوري (Getty)
+ الخط -
يكثف الرئيس الأميركي دونالد ترامب ضغوطه على منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك)، إذ يطالبها بزيادة الإنتاج بكميات تفوق طاقتها لتغطية النقص في إمدادات الخام الإيراني وخفض الأسعار، في وقت لا تملك فيه المنظمة الطاقات الفائضة الكافية، حسب أرقام وكالة الطاقة الدولية.

وحسب بيانات الوكالة المنشورة على موقعها في مايو/ أيار الماضي، فإن الطاقات الفائضة لدى دول "أوبك"، أي كميات النفط التي تملكها الدول الأعضاء فوق سقوف الإنتاج الحالية، تقدر بحوالى 3 ملايين برميل يومياً.

لكن من الناحية الفنية، فإن "أوبك" قد لا تستطيع ضخ أكثر من نصف هذه الكمية خلال النصف الثاني من العام الجاري، وهو ما سيعني أن السوق ستعاني من نقص في الإمدادات النفطية، وبالتالي سيرتفع سعر البرميل.

وتبعاً لذلك، سيزيد سعر الوقود في أميركا خلال انتخابات الكونغرس في أكتوبر/ تشرين الأول المقبل. وهذا الاحتمال يزعج ترامب، لأنه يهدد الأغلبية التي يملكها الحزب الجمهوري في الكونغرس ويعرقل برنامج "أميركا أولاً" الذي يخطط لتنفيذه.

في هذا الصدد، قال مصرف "غولدمان ساكس"، يوم الأربعاء، في مذكرة للعملاء، إن "السوق ستظل تشهد نقصاً" في النصف الثاني من العام. وكان محللون قد توقعوا لصحيفة "وول ستريت جورنال" في الأسبوع الماضي، أن أسعار النفط قد تصل إلى 90 دولاراً للبرميل خلال النصف الثاني من العام الحالي.

ورغم تغريدة ترامب حادة اللهجة التي طالب فيها "أوبك" بخفض الإنتاج، هبطت أسعار النفط قليلاً، اليوم الخميس، ولكن حتى هذا الانخفاض الضئيل في أسعار النفط، حدث جزء كبير منه بسبب مخاوف الحرب التجارية التي يصب ترامب على نارها كل يوم مزيداً من الزيت.

وحسب وكالة رويترز، فإن الخلاف التجاري المتصاعد بين واشنطن وبكين، والذي أثار موجة هبوط أخرى في الأسهم الآسيوية، الخميس، هو السبب الرئيسي في انخفاض أسعار النفط، إذ حذرت بكين من أنها قد تفرض رسوماً على واردات الخام الأميركية في موعد لم تحدده بعد.

ونشر ترامب على صفحته في موقع "تويتر" للتواصل الاجتماعي تغريدة قال فيها: "يجب على أوبك المحتكرة أن تتذكر أن أسعار البنزين مرتفعة، وأنها لا تفعل شيئاً يذكر للمساعدة".

وتابع قائلاً "هم يدفعون الأسعار للارتفاع، بينما الولايات المتحدة تدافع عن الكثير من أعضائها (أوبك) مقابل القليل جداً من الدولارات... هذا يجب أن يكون طريقاً في اتجاهين. خفضوا الأسعار الآن!".

وفي الجلسة الصباحية اليوم في لندن، بلغ سعر خام القياس العالمي مزيج "برنت" 77.68 دولاراً للبرميل، منخفضاً بنسبة 0.7% عن الإغلاق السابق، فيما تراجع خام "غرب تكساس الوسيط" الأميركي بنسبة 0.6% إلى 73.69 دولاراً.

وتراجع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي في العقود الآجلة 45 سنتا أو 0.6 في المائة إلى 73.69 دولاراً للبرميل.

وكانت "أوبك" قد بدأت مع بعض من المنتجين من خارج المنظمة بقيادة روسيا بتقييد الإنتاج في عام 2017 لتعزيز الأسعار، ولكنهم اتفقوا في 22 يونيو/ حزيران الماضي، على زيادة سقف الإنتاج بحوالى 700 ألف برميل يومياً من الناحية العملية ومليون برميل من الناحية الاسمية. ولا تملك معظم دول أوبك طاقات فائضة لتلبية الزيادة في الطلب النفطي.

وطلب ترامب من السعودية زيادة الإنتاج بحوالى مليوني برميل في الأسبوع الماضي، وهي كمية كبيرة تعادل تقريباً كل فائضها الإنتاجي الذي تقدره وكالة الطاقة الدولية بحوالى 2.02 مليون برميل يومياً.

ويطمع ترامب في قيام المنظمة بتغطية النقص في الإمدادات النفطية التي ستنتج عن حظر النفط الإيراني، لكن محللين يرون أن هنالك صعوبة في تغطية فاقد النفط الإيراني في وقت تواصل فيه القلاقل الأمنية في ليبيا تعطيل توريد 850 ألف برميل يومياً، وفوضى سياسية في فنزويلا تخرج أكثر من 550 ألف برميل من السوق النفطي، وهو ما يعني أنه يطلب من المنظمة تغطية غياب صادرات إيران المقدرة بحوالى 2.8 مليون برميل يومياً، وتعطل إنتاج النفط في كل من ليبيا وفنزويلا. وهو ما يبدو شبه مستحيل خلال النصف الأول من العام الجاري.

ويبدو أن أقرب حل ربما يكون على أميركا تسوية الصراع السياسي في ليبيا وإعادة الإنتاج الليبي للأسواق.
وتخطط السعودية لضخ كمية قياسية من النفط الخام في شهر تموز/ يوليو الجاري، حيث ستشرع بتوريد أكبر كمية من صادراتها على الإطلاق لتهدئة أسعار النفط، بناء على ما ذكرته مصادر مطلعة على سياسة الإنتاج في البلاد، وفق تقرير لوكالة بلومبيرغ.

وقالت المصادر، التي طالبت بعدم الكشف عن هويتها، للوكالة الأميركية، إن شركة أرامكو السعودية النفطية تهدف إلى زيادة الإنتاج الشهر المقبل إلى نحو 10.8 ملايين برميل في اليوم، وسيتجاوز هذا الرقم سابقه البالغ 10.72 ملايين برميل يومياً في نوفمبر/ تشرين الثاني 2016، ما يعكس ردة فعل غير مسبوقة على الضغط الذي يمارسه ترامب على منظمة "أوبك" لإنتاج كميات أكبر من النفط. 

المساهمون