قمة الغاز.. روسيا وإيران تسعيان لتكتل عالمي موازٍ للنفط

قمة الغاز.. روسيا وإيران تسعيان لتكتل عالمي موازٍ للنفط

23 نوفمبر 2015
حقل غاز إيراني (فرانس برس)
+ الخط -
بدا واضحاً أن صناعة الغاز تشهد تحركات صوب التكتل، لاسيما من جانب إيران الساعية لنفض غبار العقوبات الدولية عنها، والحصول على موطئ قدم على خريطة الطاقة عالميا، وكذلك روسيا التي تحث الخطى أيضا نحو هذا التكتل.

بينما تزداد التوقعات باعتماد العالم على الغاز الطبيعي بشكل أكبر خلال السنوات القليلة المقبلة، تسعى الدول المنتجة للغاز، لاسيما روسيا وإيران إلى خلق تكتل عالمي في هذه الصناعة، يكون بمثابة قوة اقتصادية سياسية، تحمل في طياتها أوراق ضغط اقتصادية وسياسية.

وانطلقت في العاصمة الإيرانية طهران أمس، أعمال قمة منتدى الدول المصدرة للغاز، الذي يضم 12 دولة تمثل احتياطاتها أكثر من 70% من الاحتياطي عالميا.

وبدا واضحا أن صناعة الغاز تشهد تحركات صوب التكتل، لاسيما من جانب إيران الساعية لنفض غبار العقوبات الدولية عنها، والحصول على موطئ قدم على خريطة الطاقة عالميا، وكذلك روسيا التي تحث الخطى أيضا نحو هذا التكتل، لاسيما بعد تفجر الأزمة الأوكرانية العام الماضي وانعكاساتها على العلاقات الاقتصادية والسياسية مع الاتحاد الأوروبي، حيث تطمح موسكو لفتح أسواق جديدة والضغط على أوروبا عبر الطاقة.

اقرأ أيضا: منتدى الدول المصدرة للغاز يبحث زيادة الصادرات وتطوير الاستثمار

وتبحث القمة التصدي للهیمنة الغربیة علی الطاقة ومستقبل الطاقة النظیفة في العالم، حيث تمثل دول المنتدى نحو 40% من سوق أنابیب الغاز، وحوالي 65% من الغاز الطبيعي المسال في العالم.

وتشير الأرقام المتداولة عالميا إلى أن روسیا تتقدم الترتیب في الاحتياطي المؤكد، غير أن تقاریر إيرانية تشير إلى احتواء إيران على حقول جديدة يجعل منها الأولى عالميا وفق ما ذكرته وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية "ارنا" أمس، حيث تمتلك نحو 34 تريليون متر مكعب من الغاز.


ويضم منتدى الدول المصدرة للغاز في عضويته كلا من روسيا وإيران وقطر والجزائر ومصر والإمارات العربية المتحدة وغينيا الاستوائية وليبيا ونيجيريا وترينيداد وتوباغو وفنزويلا، إضافة إلى مشاركة هولندا والنرويج والعراق وسلطنة عمان والبيرو كمراقب في المنتدى.
وشارك رؤساء ثماني دول، منها روسيا وبوليفيا ونيجيريا وفنزويلا والعراق في القمة.

وقال محلل القسم الاقتصادي في وكالة فارس الإيرانية، محمد حسين سيف اللهي، إن روسيا وإيران تشكلان اليوم ما يشبه التكتل السياسي، وهذا سينعكس بشكل طبيعي على الاقتصاد.

اقرأ أيضا: مؤامرة موسكو وطهران ضد العرب

وأوضح سيف اللهي في تصريح لـ "العربي الجديد"، أن "هذا التكتل قد يسمح بتأثير روسيا على منظمة البلدان المصدرة للنفط "أوبك" مستقبلا، بهدف التحكم بأسعار النفط، كما أنه قد يعطي إيران فرصة لاسترداد حصتها في السوق النفطية ورفع إنتاجها ومعدل صادراتها، بعد رفع العقوبات الدولية عنها بمقتضى الاتفاق النووي مع الغرب".

وبحسب مساعد وزارة النفط الإيرانية للشؤون الدولیة والتجاریة، أمیر حسین زمانی نیا، فإن المنتدى قادر على أن يكون مثل منظمة أوبك له تأثير قوي وفاعل في العرض والطلب.

وقال زماني فی حوار خاص مع قناة العالم الإخباریة التي تتخذ من طهران مقرا لها "رغم أن منظمة أوبك لم تكن موفقة وناجحة في المسؤولية التي كانت ملقاة على عاتقها وتنفیذ مهامها، فإن منتدى الدول المصدرة للغاز کان على العكس ناجحاً، رغم أنه لیس بمنظمة، بل هو منتدی تشاوري".


وتجسدت فكرة المنتدى عام 2001 في أول اجتماع وزاري بطهران لوزراء الطاقة في الدول المصدرة للغاز، ولكن من دون تبني ميثاق للمنتدى وهيكل ثابت للعضویة، إلی حین الاجتماع الوزاري السابع الذي جرى في العاصمة الروسية موسكو عام 2008، الذي بحث إجراء هيكل تنظيمي للمنتدى له أهدافه للسنوات والعقود المقبلة.

وذكر زماني "نأمل أن تتجه الدول أعضاء المنتدى صوب التنسيق في عرض الغاز وأسعاره، لكن في هذه المرحلة لیس لدى المنتدى أي مسؤولية أو تفویض كي یعمل في هذا المجال".
ويبدو أن رهانات الغاز تجعل من الثنائي الروسي الإيراني قطبا اقتصاديا مهما داخل المنتدى، یعززه توافق کبیر بينهما حول عدد من القضايا الإقليمية والدولية أبرزها الأزمة السورية وفق وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية.

اقرأ أيضا: النفط يتجه نحو دورة انهيار قاسية

لكن هذا التقارب الروسي الإيراني يثير قلقا خليجيا، خاصة لدى الدول المصدرة للغاز والتي تستحوذ على حصة متقدمة في هذا السوق عالميا. وتشير البيانات إلى أن روسيا وإيران وقطر تمتلك مجتمعة نحو 57% من إجمالي احتياطي الغاز عالميا.

غير أن محلل القسم الاقتصادي في وكالة فارس الإيرانية للأنباء، اعتبر أن مشاركة الوفود من بعض الدول الخليجية على مستوى وزراء الطاقة أو مسؤولين اقتصاديين مثل قطر والإمارات وسلطنة عمان، قد تشكل مقدمة لتعاون إيراني مع هذه الدول، خاصة بعد التوتر الذي شاب العلاقات الإيرانية الخليجية بسبب ملفات الإقليم الشائكة، مضيفا أن طهران تسعى للاستفادة من هذه القمة للتوجه أكثر نحو دول الجوار.

ويبدو أن إيران تعول بشكل كبير في هذه المرحلة وفق خبراء في قطاع الطاقة على سلطنة عمان، حيث تسعى طهران للاستفادة من طاقة الإنتاج غير المستغلة فی مجال تسييل الغاز لدى السلطنة وكذلك التسويق لدول العالم.

وبحسب وسائل إعلام محلية إيرانية، فإن وزير النفط الإیرانی بيغن زنغنه، بحث مع وزیر النفط والغاز العُماني، محمد بن حمد الرمحی، إمكانية استفادة إیران من معدات عمانية في مجال تسييل الغاز، بالإضافة إلى تصدير الغاز الإيراني إلى عمان.

وبناء علی اتفاق بين طهران ومسقط عام 2013، من المقرر تصدیر 28 ملیون متر مكعب من الغاز الإيراني إلی عُمان یومیا عبر خط أنبوب بحري. وبحسب البيانات فإن 23% من طاقة إنتاج عمان فی مجال الغاز المسال غیر مستغلة.

اقرأ أيضا: إيران: لا نحتاج تصريحاً من أوبك لزيادة إنتاج النفط

دلالات

المساهمون