هل تجبر الصين السعودية على بيع النفط باليوان؟

خبير أميركي: الصين ستجبر السعودية على بيع النفط باليوان

11 أكتوبر 2017
صراع الهيمنة بين الدولار واليوان على النفط (Getty)
+ الخط -
توقع خبير أميركي أن يشهد العالم تحولاً قريباً من بيع النفط بالدولار إلى تسعيره وبيعه باليوان. وقال كبير الاقتصاديين والمدير التنفيذي لشركة "هاي فريكونسي ايكونومكس" الأميركية المتخصصة في الأبحاث والمعلومات، كارل وينبيرغ، اليوم، أن الصين ستجبر السعودية على بيع النفط باليوان.

وأضاف وينبرغ في لقاء مع تلفزيون "سي إن بي سي" الأميركي، " أعتقد أن عهد تسعير النفط باليوان قد اقترب وسيبدأ مع قبول السعودية بيع نفطها باليوان، وفي حال قبول السعودية، فإن السوق النفطي سيتحول من الدولار إلى اليوان".

يذكر أن الصين تجاوزت الولايات المتحدة قبل عامين لتصبح أكبر مستورد للنفط في العالم. ويقدر حجم الاستهلاك النفطي في الصين بحوالى 11.7 مليون برميل يومياً. وتعد الصين أكبر مستورد للنفط السعودي، كما تربطها العديد من شراكات المصافي والتكرير.
وتصدر السعودية حوالى 1.3 مليون برميل يومياً إلى الصين، حسب الاحصائيات الرسمية الصينية.

وفي المقابل فإن صادرات النفط السعودي للسوق الأميركي تواصل الانخفاض وتقدر بحوالى 800 الف برميل يومياً، حسب معهد البترول الأميركي في يوليو/ تموز الماضي. وتذهب معظم الصادرات السعودية إلى مصفاتها في بورت آرثرب.

ووقعت الصين والسعودية اتفاقيات تجارية مشتركة قيمتها 65 مليار دولار خلال زيارة الملك سلمان للصين في مارس/ آذار الماضي. وبالتالي وببساطة يمكن لبكين أن تضغط على الرياض وتقول لها" لن أشترى النفط بالدولار"، خاصة وأن الصين تعكف على افتتاح بورصة للعقود الآجلة للنفط باليوان القابل للتحويل إلى الذهب.

وحول تأثير ذلك على أميركا قال الدكتور وينبرغ"التحول من الدولار إلى اليوان سيسحب مبالغ بين 600 إلى 800 مليار دولار سنوياً من الصفقات النفطية التي تتم المتاجرة فيها حالياً بالدولار. ويذكر أن حجم تجارة النفط السنوية في العالم تقدر بحوالى 1.7 ترليون دولار سنوياً، وهو ما يعادل تقريباً حجم التجارة في جميع المعادن بمافي ذلك الذهب.

ويستفيد الدولار منذ التخلي عن الارتباط بالمعيار الذهبي في السبعينات،أي التخلي عن الغطاء الذهبي على الغطاء النفطي. وربما يكون هذا الغطاء هو السبب في تسمية النفط " الذهب الأسود".

ويفسر الطلب العالمي الكبيرعلى النفط، كأهم سلعة في الصناعة والتدفئة وتوليد الطاقة، ارتفاع الطلب على الدولار. وبالتالي، فإن دول العالم التي تستهلك حالياً قرابة 94 مليون برميل يومياً من النفط تحتاج لشراء الدولار والاحتفاظ باحتياطي منه لدى بنوكها المركزية لتأمين شراء احتياجاتها من النفط.
.
وتتزايد قوة اليوان مقابل الدولار مع تعليقات محافظ المركزي الصيني يوم الإثنين التي قال فيها، إن الصين تتجه إلى تعويم أكبر لليوان في سوق الصرف. وكسب سعر صرف اليوان خلال اليومين، ومنذ بداية الأسبوع 1.2% مقابل الدولار في سوق الأفشور. وذلك حسب نشرة " ماركت ووتش". أمس.

ويلاحظ أن جزءاً من استراتيجية التعاون النفطي بين السعودية وروسيا، هو استهداف تحويل تجارة النفط من الدولار، أي القضاء على البترودولار، حتى تتمكن روسيا في تحالفها الجديد مع الصين ودول بريكس من التخلص من هيمنة الدولار على التجارة العالمية، الذي يكرس عملياً هيمنة أميركا على العالم وانشاء نظام نقدي جديد في العالم لا يعتمد على الدولار.

وحتى الآن تجري روسيا والصين صفقاتها النفطية وصفقات الغاز باليوان، كما توقفت إيران منذ مايو/ آيار الماضي عن بيع نفطها بالدولار. وتخلت كذلك فنزويلا عن بيع نفطها بالدولار. وعلى الصعيد الأفريقي فإن النفط الصخري قد ضرب صادرات النفط النيجيري والجزائري الخفيف إلى أميركا.

وحسب تقرير لنشرة "نيكاي ويل رفيو"، الآسيوية المتخصصة في الطاقة في الشهر الماضي،  فإن عملية تحويل أثمان عقود النفط المستقبلية من اليوان إلى الذهب،في ورصة النفط الصينية  تحت الانشاء، ستكون جاذبة لشركات النفط العالمية والدول المصدرة للنفط وصناديق الاستثمار والمصارف الوسطاء في تجارة النفط من أنحاء العالم. كما قالت النشرة إن هذه الخطوة ستكون جاذبة تحديداً للدول المصدرة للنفط والتي تعرضت أو ستتعرض للحظر الأميركي، لأن هذا يعني أنها تستطيع بيع نفطها في هذه البورصة باليوان وقبض أثمان صفقاتها بالذهب. وبالتالي، فلن تكون محتاجة للدولار. 

يذكر أن الصين رفعت خلال السنوات الثلاث الماضية من أرصدتها الذهبية، كما تملكت العديد من مناجم المعادن في كل من أفريقيا ودول أميركا الجنوبية، كما أنها تملك احتياطات دولارية تقدر بأكثر من ثلاثة ترليونات دولار.

ووفقاً لتقرير مجلس الذهب العالمي في لندن، الصادر في إبريل/ نيسان الماضي، فإن الصين رفعت احتياطاتها من الذهب إلى 1842 طناً، كما اشترت شركات صينية مخازن ضخمة للذهب في كل من لندن وسنغافورة خلال العام الماضي، وذلك ضمن خطة دعم تدويل اليوان.

المساهمون