انهيار تجارة إيران مع أوروبا

انهيار تجارة إيران مع أوروبا

24 نوفمبر 2019
تهاوي الصادرات الإيرانية إلى الاتحاد الأوروبي (فرانس برس)
+ الخط -

 

أظهرت بيانات رسمية انحسار التبادل التجاري بين إيران والاتحاد الأوروبي، حيث انهارت الصادرات الإيرانية إلى دول الاتحاد، ما يشير إلى الصعوبات التي تواجهها طهران في ظل العقوبات الأميركية، التي استهدفت بشكل أساسي قطاع النفط، بعد انحساب الرئيس الأميركي دونالد ترامب من الاتفاق النووي في مايو/أيار 2018.

وقال غلام رضا أنصاري، مساعد شؤون الدبلوماسية الاقتصادية لوزير الخارجية الإيراني، في تصريح أوردته وكالة أنباء فارس، اليوم الأحد، إن حجم التجارة الخارجية مع أوروبا بلغ نحو 3.8 مليارات دولار، في الشهور التسعة الأولى من العام الجاري 2019.

وأشار أنصاري إلى أن حجم الصادرات الإيرانية بلغ 500 مليون دولار. وأضاف: "بالرغم من الضغوط والحظر، فإن التعاون التجاري الإيراني الأوروبي لا يزال قائماً على خلفية التعاون الشامل المسبق والمتجذر".

لكن بيانات رسمية رصدتها "العربي الجديد" تظهر انهيار الصادرات الإيرانية إلى الاتحاد الأوروبي، حيث لم تبلغ قيمتها سوى 27 مليون دولار فقط خلال الفترة من يوليو/تموز وحتى نهاية سبتمبر/أيلول.

وكانت الصادرات الإيرانية إلى الاتحاد الأوروبي قد بلغت نحو 473 مليون دولار خلال الأشهر الستة الأولى من العام الجاري، بانخفاض بلغت نسبته 93 في المائة عن نفس الفترة من 2018، وفق إحصاءات المفوضية الأوروبية.

كما انخفضت قيمة واردات إيران من هذه الدول بأكثر من 50 في المائة، لتبلغ نحو 2.3 مليار دولار، مقابل نحو 5.5 مليارات دولار في نفس الفترة من 2018.

ويتجه التبادل التجاري بين إيران والاتحاد الأوروبي نحو الانحسار بشكل سريع، إذ بلغ خلال العام الماضي بأكمله نحو 20.2 مليار دولار، مقابل نحو 23.1 مليار دولار في 2017، وفق بيانات المفوضية الأوروبية.

ويأتي تهاوي المبادلات التجارية، بعد مرور ما يقرب من عام على تأسيس آلية أوروبية لمواصلة التجارة مع طهران، ولا سيما شراء النفط الإيراني.

وكان رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإسلامي، حشمت الله فلاحت بيشه، قد قال، في تصريحات أوردتها وكالة تسنيم الإيرانية، في إبريل/نيسان الماضي، إن الآلية الأوروبية لدعم التجارة مع إيران (إنستكس)، والتي أسستها الترويكا الأوروبية (فرنسا وألمانيا وبريطانيا) في يناير/كانون الثاني الماضي، "دليل على التخبط الأوروبي"، موضحاً أن "الأوروبيين ينتظرون عودة العلاقات بين إيران وأميركا لكي يكون لهم موقع".

ولفت إلى وجود خلافات بين إيران وأوروبا حول طبيعة عمل هذه الآلية المالية، قائلاً إن "أوروبا تعتبر إنستكس أداة مؤقتة لتجاوز تطرف (الرئيس الأميركي دونالد) ترامب، لذلك هي آلية لحماية أوروبا وليس الاتفاق النووي، الأمر الذي لا يقنع الجمهورية الإسلامية".

كما انتقد وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، في إبريل/نيسان الماضي، الأوروبيين، قائلاً "إنهم متأخرون جداً في تنفيذ تعهداتهم تجاه إيران".

وقال ظريف إن إيران "أسست الشركة الشريكة لإنستكس (الآلية الأوروبية لدعم التجارة مع إيران)، بالتالي لا يوجد ما يتذرع به الأوروبيون لعدم تنفيذ التزاماتهم والبدء بالعمل وفقها".

المساهمون