إشكالية جديدة في صناعة السيارات المتطورة: القرصنة

إشكالية جديدة في صناعة السيارات المتطورة: القرصنة

10 مارس 2019
في معرض شنغهاي لصناعة السيارات (جوهانس إيزيل/ فرانس برس)
+ الخط -

 

 

يتميز الجيل الجديد من السيارات بالاعتماد كثيراً على التكنولوجيا، خاصة سيارات القيادة الذاتية، التي تعتمد على أجهزة الاستشعار، والكاميرات، والرادار، والعديد من التقنيات المتطورة. إلا أن تقريراً نشره موقع "نيويورك تايمز" يؤكد أن الرفاهية هذه تثير القلق.

هذه السيارات يمكن اختراقها بشكل خطير، من قبل المجرمين أو الإرهابيين أو حتى الحكومات، ما يستلزم جهوداً أمنية جديدة من جانب صناعة السيارات.

قدر مركز "جونيبر" للأبحاث في بريطانيا في تقرير عام 2018 أنه بحلول عام 2023 سيتم ربط حوالي 775 مليون سيارة بالويب بطريقة ما.

يختصر رون بليسكو، مدير في شركة "كي بي إم جي" لخدمات الأمن السيبراني المسألة: "أصبحت السيارة كمبيوتر آخر يمكن اختراقه".

في عام 2015، أنشأ المقرصن الأميركي المعروف سامي كامكار جهازًا بأقل من 100 دولار، قال إنه يمكنه العثور على أي سيارة من جنرال موتورز مزودة بنظام اتصالات OnStar وفتحها عن بُعد وبدء تشغيلها عن بُعد. لحسن الحظ، كان كامكار يعمل خبيراً في أمان الكمبيوتر، ولم يبع جهازه إلى قراصنة عديمي الضمير.

 وقال: "لقد عملت مع جنرال موتورز لحل هذه المشكلة. إن ضعفًا خاصًا قد زال. أصبحت السيارات أكثر أماناً، ولكنها دورة طويلة للحصول على البرامج والأجهزة الجديدة اللازمة".

حادثة أخرى، في عام 2015، استدعت شركة فيات كريسلر 1.4 مليون سيارة وشاحنة بعدما أظهر صحافيان في مقال في مجلة Wired أنهما كان باستطاعتهما التحكم عن بعد في مكابح وراديو وماسحات ووظائف أخرى في جيب شيروكي، عن طريق الوصول إلى نظام UConnect للمعلومات والترفيه.

 

التهديدات الرقمية للسيارات ذاتية القيادة، وفقاً لتقرير جامعة ميشيغان لعام 2018، "تشمل المتسللين الذين يحاولون السيطرة على السيارة أو إيقافها، والمجرمين الذين يمكن أن يحاولوا سرقة مركبة أو خطف ركابها واللصوص الذين يوجهون سيارة ذاتية القيادة لنقل نفسها".

تمتلك السيارة المتوسطة أكثر من 150 مليون سطر من كودات أو شيفرات الحواسيب، والبعض الآخر فيه شيفرات تفوق التي تتوافر في طائرة بوينغ 787، وفقًا لتقرير شركة التدقيق الدولية KPMG لعام 2018. وقال التقرير إن هذا التعقيد "يخلق خطرًا حقيقيًا من الهجمات الإلكترونية".

وشرح دوغ نيوكومب، أحد كبار المحللين في شركة "واردس إنتليجنس": "من وجهة نظري، شركات صناعة السيارات شعرت بالدهشة من هذا التهديد". وأضاف "أنهم استخدموا كل هذه التقنيات، لكنهم لم يفكروا ملياً في نقاط الضعف الموجودة".

واعتبر ستيف تينغلر، وهو مدير في شركة استشارات عملت في فورد ونيسان وجنرال موتورز، وكان مديرًا كبيرًا للأمن السيبراني المتصل بالمركبات في هانيويل، إن الفشل في حماية المستهلكين قد يكون مكلفًا.

وتابع أن صناع السيارات ملزمون قانونًا بتوفير الحماية الحديثة لسياراتهم. وقال: "تظهر السوابق القانونية أنه لا يكفي تقديم منتج آمن. لقد تم اختراق كل شركات صناعة السيارات. الهجمات ليست مسألة بسيطة إذن".

 

المساهمون