ترامب مصدر خيبة في قمة السبع... وماكرون متهم

ترامب مصدر خيبة في قمة السبع... وماكرون متهم

25 اغسطس 2019
جانب من اجتماع قمة السبع (Getty)
+ الخط -

 

بمجرد وصول الوفود إلى منتجع بياريتس الفرنسي، دبّ الخلاف بينها حول العديد منالقضايا، لكن في المقابل ظهرت العديد من المحاولات لرأب الصدع في ملفات أخرى.
وخلال أعمال القمة، اتهم مسؤولون أميركيون كبار، الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي يستضيف القمة، بالعمل على "تقسيم دول مجموعة السبع" بالتركيز على "قضايا متخصصة" على حساب قضايا عامة تمثل مخاوف عالمية جمة.
لكن فرنسا نفت ذلك، قائلة إن أول جلسة، أمس الأحد، تتناول قضايا الاقتصاد والتجارة والأمن، وهي موضوعات جرت العادة على أن يكون حولها وفاق كبير، لكن صارت الآن مصادر لخلافات كبرى، حسب وكالة فرانس برس.
وكتب الرئيس الأميركي دونالد ترامب على تويتر، أول من أمس، إن اجتماعه على مأدبة غداء مع ماكرون كان أفضل اجتماع بينهما على الإطلاق، وإن اجتماع زعماء العالم مساء السبت "كان جيدا جدا".


وامتدت الخلافات بين المجتمعين إلى بريكست، إذ تبادل كل من رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، ورئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك، تصريحات حادة، السبت، بشأن من سيتحمل مسؤولية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، في 31 أكتوبر/تشرين الأول من دون اتفاق. وقال توسك "لا يزال لدي أمل بأن رئيس الوزراء جونسون لا يود أن يدخل التاريخ بصفته المسؤول عن قرار الخروج من دون اتفاق".
ورد جونسون فيما بعد بالقول إن توسك هو الذي سينطبق عليه هذا الوصف إذا لم تتمكن بريطانيا من إبرام اتفاق جديد للخروج مع الاتحاد.

وزاد ماكرون من التوتر بين دول الاتحاد الأوروبي بتهديده المفاجئ بوقف العمل باتفاق تجاري للاتحاد مع مجموعة من دول أميركا الجنوبية بسبب أسلوب تعامل البرازيل مع الحرائق المستعرة في غابات الأمازون. وعبّرت ألمانيا وبريطانيا عن قلقهما العميق إزاء هذه الحرائق، لكنهما اختلفتا مع ماكرون في كيفية الرد، وقالتا إن كتابة النهاية لاتفاق التجارة الطموح مع تكتل ميركوسور لن يساعد في إنقاذ غابات الأمازون.

ووجّه ماكرون الدعوة إلى عدد من الزعماء الأفارقة، منهم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، لحضور القمة، لبحث المشكلات التي تواجه قارتهم، بينما من المقرر مشاركة زعماء من الهند وأستراليا وتشيلي وإسبانيا، إذ تركز محادثاتهم على البيئة وموضوعات اقتصادية أخرى.


وانسحب ترامب من القمة السابقة للمجموعة في كندا العام الماضي قبل ختامها، ورفض البيان الختامي الصادر عنها رغم موافقته المبدئية عليه. وخيب الرئيس الأميركي آمال شركائه أمس، خلال قمة مجموعة السبع، مع استبعاده أي خفض للتصعيد في الحرب التجارية مع الصين ونفيه الاتفاق على أية رسالة مشتركة بين الدول السبع إلى إيران.

ومنذ افتتاح القمة السبت في بياريتس على ضفاف الأطلسي، بدا ترامب الذي لا يمكن التنبؤ بتصرفاته وكأنه يحاول المماطلة، ولكنه عاد ليعطي الانطباع أيضاً بأن لديه شكوكاً بشأن نزاعه مع الصين، الذي يقلق شركاء الولايات المتحدة المتخوفين من تداعياته على النمو الاقتصادي العالمي.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض ستيفاني غريشام "سُئل الرئيس عما إذا كان يرغب في تغيير موقفه بشأن تصعيد الحرب التجارية مع الصين"، لكن "فُسّرت إجابته بشكل سيئ". وأضافت "ردّ الرئيس ترامب بالإيجاب، لأنه نادم على عدم رفعه الرسوم الجمركية بشكل أكبر". وفي ظل التصعيد في وتيرة الحرب التجارية، زادت المخاوف في الأسواق العالمية في دخول الاقتصاد مرحلة ركود واسعة، وسط خسائر أصابت الجميع، بما فيها طرفا النزاع واشنطن وبكين.

وهوت الأسهم الأميركية، الجمعة الماضية، فقد أنهى المؤشر داو جونز الصناعي جلسة التداول منخفضا 623.34 نقطة، أو 2.37 بالمائة، إلى 25628.90 نقطة، بينما هبط المؤشر "ستاندرد آند بورز 500" الأوسع نطاقا 75.84 نقطة، أو 2.59 بالمائة، ليغلق عند 2847.11 نقطة، وأغلق المؤشر ناسداك المجمع منخفضا 239.62 نقطة، أو 3 في المائة، إلى 7751.77 نقطة. ولم تفلت الصين من الخسائر، إذ انخفض اليوان الصيني إلى أدنى مستوى في 11 عاماً مقابل الدولار، الخميس الماضي، بسبب المخاوف بشأن تباطؤ يطاول العملاق الاقتصادي، بموازاة احتدام الحرب التجارية مع الولايات المتحدة، وازدياد ترجيح الدخول في نفق الركود في عدد من الاقتصادات الوازنة، ما حفز بنوكاً صينية مملوكة للحكومة على دعم العملة في السوق الآجلة.

وفي المعاملات الداخلية، تراجع اليوان إلى 7.0752 مقابل الدولار، وهو أدنى مستوياته منذ مارس/آذار 2008، قبل أن يتعافى قليلاً إلى 7.0732. والشهر الماضي، قالت مصلحة الدولة للإحصاء الصينية إن نموّ الناتج المحلي الإجمالي في الربع الثاني 2019 بلغ 6.2 في المائة على أساس سنوي، مقارنة مع 6.4 في المائة في الربع الأول السابق له. كل هذه المؤشرات فاقمت من مخاوف أسواق المال العالمية في ظل انسداد المفاوضات، خلال الفترة الأخيرة، بين أكبر اقتصادين في العالم.

المساهمون