أوروبا تتأرجح بين الحذر من كورونا والحاجة لتنشيط الاقتصاد

أوروبا تتأرجح بين الحذر من موجة جديدة لكورونا وتنشيط الاقتصاد

29 ابريل 2020
فرنسا اعتبرت عودة النشاط أمراً لا غنى عنه (Getty)
+ الخط -

كشفت دول عدة، أوروبية على وجه الخصوص، خططاً بهدف إعادة تنشيط الاقتصاد ولكن بشكل تدريجي، لعدم المخاطرة بموجة جديدة من وباء كوفيد-19 الذي لا يزال يضرب العالم صحياً واقتصادياً.
في أوروبا، دفعت الحاجة إلى الحد من الأضرار الاقتصادية والاجتماعية كالعنف الأسري وسوء معاملة الأطفال، دولاً عدة إلى طرح خطط تدريجية وقابلة للعكس لرفع العزل.

أعلنت بولندا، اليوم الأربعاء، إعادة فتح الحضانات والفنادق والمراكز التجارية، كما أعلن وزير الاقتصاد الفرنسي برونو لومير من جانبه، الأربعاء، أن "عودة النشاط أمر لا غنى عنه للأمة الفرنسية. علينا العودة إلى العمل، علينا أن نستعيد حركتنا"، وذلك غداة اعتماد البرلمان خطة رفع العزل.

كان رئيس الوزراء الفرنسي إدوار فيليب حازماً، الثلاثاء، بالتأكيد أنه "ما لم تكن المؤشرات متوافرة، لن نبدأ الخروج من العزل في 11 أيار/مايو"، تفادياً لموجة إصابات جديدة بالفيروس الذي قتل حتى الآن في فرنسا 23660 شخصاً.
وتشمل خطة الحكومة الفرنسية لرفع العزل التدريجي إجراء فحوص واسعة وإعادة فتح المدارس تدريجيا وإعادة فتح المحلات التجارية (لكن بدون المقاهي والمطاعم) وفرض ارتداء أقنعة واقية في وسائل النقل العام.

ومن شأن ذلك أن يعطي بارقة أمل للاقتصاد، في وقت يقبع عامل فرنسي من كل عاملين في بطالة جزئية، ما قد يكلف المالية العامة 24 مليار يورو.
في إسبانيا حيث يبلغ عدد وفيات كورونا 24 ألفاً، تقضي خارطة الطريق التي أقرتها الحكومة برفع العزل اعتبارا من 9 أيار/مايو على "مراحل" تستمر حتى "أواخر حزيران/يونيو"، استناداً إلى مسار تطور الوباء. لكن المدارس تبقى مغلقة حتى أيلول/سبتمبر، رغم السماح للأطفال بالخروج منذ الأحد.


لن تفتح المدارس في إيطاليا أيضاً قبل أيلول/سبتمبر. وتفرض إيطاليا، البلد الأكثر تضرراً في أوروبا من الوباء، ترتيبات حازمة لبدء الخروج من العزل اعتباراً من 4 أيار/مايو، فالتجمعات ستبقى ممنوعة، والتنقل بين المناطق كذلك، وسيكون ارتداء القناع إلزامياً في وسائل النقل العام.

في الإمارات، أعاد "دبي مول" الشهير، وهو من أكبر مراكز التسوق في العالم، فتح أبوابه أمام الزوار أمس الثلاثاء، لكن مع إجراءات مشددة، مثل قياس الحرارة الإلزامي عند المداخل.

خسائر شركات الطيران

في الأثناء، تتراكم خسائر شركات الطيران وفق نتائجها الفصلية، وآخرها حتى الآن شركة "إيرباص" التي كشفت عن خسارة بقيمة 481 مليون دولار في الفصل الأول.
وقال رئيس الشركة إن "أزمة" قطاع الطيران "لا تزال في بدايتها"، متحدثاً عن "أخطر أزمة على الإطلاق واجهها قطاع تصنيع الطائرات".

ويتوقع أن تحتاج حركة النقل الجوي إلى عامين أو ثلاثة لتستعيد المستوى الذي كانت عليه قبل الأزمة، وفق ما أعلن المدير التنفيذي لشركة بوينغ، ديفيد كالهون.
كما أعلنت شركات طيران عدة حتى الآن عن إلغائها عدداً من الوظائف، حيث ستسرح الخطوط الجوية البريطانية 12 ألف شخص، والاسكندنافية 5 آلاف شخص، والإيسلندية ألفين.
وفي مؤشر على أنّ استئناف الحركة الجوية قد يأخذ وقتاً طويلاً، مددت روسيا، الأربعاء، منع دخول أراضيها للأجانب إلى ما بعد 30 نيسان/ابريل.

وأعلن من جانبه، وزير الخارجية الألماني "لسنا بعد بمرحلة يمكن لنا أن نوصي فيها دون قلق باستئناف السفر".

انفجار اجتماعي
وبعد نمو متواصل لـ10 سنوات، ستشهد الولايات المتحدة في عام 2020 ركوداً غير مسبوق. يتوقع أن تعلن السلطات، الأربعاء، عن تراجع في الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 4.3% في الفصل الأول.
ويمكن للنمو أن يتدهور بنسبة 11.8% في الفصل الثاني، فيما سجل 26 مليون شخص خلال خمسة أسابيع في البلاد بأنهم عاطلون عن العمل، وهو معدل لم يسبق له مثيل.

تخطت الولايات المتحدة عتبة المليون إصابة بكوفيد-19، فيما بلغ عدد الوفيات حتى الآن 58 ألفا و351، وهو رقم يفوق عدد العسكريين الأميركيين الذين قتلوا في حرب فيتنام.




في لبنان، اندلعت مواجهات جديدة، الأربعاء، بين متظاهرين والجيش، في وقت يبدو أن البلاد "مقبلة على انفجار اجتماعي لا محالة، مع خسارة الليرة نحو مائتين في المائة من قيمتها، وانحسار القدرة الشرائية للمواطنين"، وفق ما أكد الأستاذ الجامعي والخبير الاقتصادي سامي نادر في تصريح لـ"فرانس برس".
وأوضح خالد (41 عاما) أنه شارك في التظاهرة بعد ما خسر عمله في بيع قطع تبديل السيارات ولم يعد قادراً على تأمين حاجات أولاده الثلاثة.

وقال "نزلت لأرفع صوتي ضد الجوع والفقر والغلاء والظلم.. لأطالب بأبسط حقوقنا المعيشية"، منتقداً العنف الذي مارسته القوى الأمنية بحق المتظاهرين.

(فرانس برس، العربي الجديد)

المساهمون