إنتاج "أوبك" يقفز إلى أعلى مستوى في 2018

إنتاج "أوبك" يقفز إلى أعلى مستوى في 2018

30 يوليو 2018
مقر منظمة "أوبك" في العاصمة النمساوية فيينا (Getty)
+ الخط -
أظهر مسح لـ"رويترز" أن إنتاج أوبك من النفط ارتفع إلى أعلى مستوياته لعام 2018 مع قيام الأعضاء الخليجيين بضخ مزيد من الخام بعد التوصل إلى اتفاق لتخفيف قيود المعروض وانضمام الكونغو إلى المنظمة، رغم أن تراجع إنتاج إيران وليبيا قيَّد الزيادة.

وخلص المسح الذي أجري اليوم الإثنين، إلى أن منظمة البلدان المصدرة للبترول ضخت 32.64 مليون برميل يومياً في يوليو/ تموز بزيادة قدرها 70 ألف برميل يومياً عن مستوى يونيو/ حزيران المعدل ولتبلغ الإمدادات أعلى مستوى لها هذا العام مع إضافة الكونغو.

واتفقت "أوبك" وحلفاؤها الشهر الماضي على تعزيز المعروض في الوقت الذي حث فيه الرئيس الأميركي دونالد ترامب المنتجين على تعويض النقص الناجم عن إعادة فرض عقوبات أميركية على إيران ولخفض الأسعار التي سجلت هذا العام 80 دولاراً للبرميل للمرة الأولى منذ 2014.


وفي 22 و23 من يونيو/ حزيران، اتفقت "أوبك" وروسيا ودول أخرى غير أعضاء بالمنظمة على العودة بمستوى الالتزام بتخفيضات إنتاج النفط، التي بدأت في يناير/ كانون الثاني 2017، إلى 100% بعد أشهر من هبوط في الانتاج في فنزويلا ودول أخرى مما دفع نسبة الالتزام لتتجاوز 160%.

وقالت السعودية إن القرار يعني عملياً زيادة الإنتاج نحو مليون برميل يومياً، فيما أوضح المسح أن التزام "أوبك" ككل بأهداف المعروض تراجع إلى 111% في يوليو/ تموز من 116% في قراءة معدلة ليونيو/ حزيران، وهو ما يعني أنها ما زالت تخفض الإنتاج بأكثر من المتفق عليه.

وفي أعقاب قرار أوبك، زادت الكويت والإمارات الإنتاج 80 ألف برميل يومياً و40 ألف برميل يومياً على الترتيب في يوليو/ تموز وفقاً للمسح.

ويبدو أن الجانب الأكبر من زيادة المعروض السعودي تحقق في يونيو/ حزيران مع قيام الرياض بالسحب من صهاريج التخزين للوصول بالمعروض إلى 10.60 ملايين برميل يومياً مقترباً من مستوى قياسي مرتفع، بينما أثارت الزيادة غضب إيران وفاجأت أعضاء "أوبك" الآخرين بحجمها.

وأظهر المسح أن الرياض زادت الإنتاج في يوليو/ تموز 50 ألف برميل يومياً أخرى عن مستوى يونيو/ حزيران المعدل نظراً لارتفاع استهلاك الخام المحلي في مصافي التكرير ومحطات الكهرباء، بينما ظلت الصادرات قرب معدلات يونيو/ حزيران.

وزادت إمدادات نيجيريا، التي كثيراً ما تقيدها تعطيلات مفاجئة، 50 ألف برميل يومياً. ورفع المشروع النيجيري لشركة رويال داتش شل حالة القوة القاهرة عن صادرات خام بوني الخفيف. ولا يسري اتفاق خفض المعروض الأصلي على نيجيريا وليبيا، في حين زاد العراق معروضه أيضاً حيث ارتفعت صادرات موانئ الجنوب.

ومن بين الدول ذات الإنتاج الأقل كان التراجع الأكبر من نصيب إيران وبمقدار 100 ألف برميل يومياً. وتراجعت الصادرات في ظل عزوف الشركات عن شراء نفط إيران بسبب تجدد العقوبات الأميركية.

وتراجع إنتاج ليبيا الذي ما زال متقلباً بسبب الاضطرابات، واستأنفت حقول في شرق البلاد الإنتاج بعد انتهاء مواجهة مسلحة في مرافئ التصدير، لكن الإنتاج توقف منتصف الشهر في الشرارة، أكبر حقول النفط الليبية.

وانخفض الإنتاج في فنزويلا أيضاً حيث تفتقر صناعة النفط إلى السيولة بسبب الأزمة الاقتصادية، وفي أنغولا بسبب انخفاض صادرات يوليو/تموز وسط تراجع طبيعي في الحقول النفطية.

وأدى انضمام جمهورية الكونغو إلى أوبك في يونيو/ حزيران إلى إضافة حوالي 320 ألف برميل يومياً إلى الإنتاج، ومع زيادات من الأعضاء القائمين ارتفع إنتاج أوبك في يوليو/ تموز إلى أعلى مستوياته منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2017 وفقاً لمسوح "رويترز".

وقبل انضمام الكونغو، كان هدف إنتاج أوبك المفترض للعام 2018 يبلغ 32.78 مليون برميل يومياً بناء على تخفيضات الإنتاج التي أُعلنت تفاصيلها أواخر 2016 وتوقعات نيجيريا وليبيا لإنتاج 2018.

بحسب المسح، ضخت أوبك مع استبعاد الكونغو، ما يقل بنحو 460 ألف برميل يومياً عن ذلك الهدف المفترض في يوليو/ تموز.

ويستهدف المسح رصد المعروض في السوق ويرتكز على بيانات الشحن المقدمة من مصادر خارجية وبيانات "تومسون رويترز" للتدفقات ومعلومات من مصادر في شركات النفط وأوبك ومؤسسات استشارية.

صعود النفط

زادت أسعار النفط اليوم الإثنين مع ارتفاع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي بعد خسائر على مدى 4 أسابيع، لكن المكاسب كانت محدودة بسبب تداعيات التوترات التجارية على الأسواق.

وبحلول الساعة 06:38 بتوقيت غرينتش، ارتفعت العقود الآجلة لخام القياس العالمي مزيج برنت 0.2% إلى 74.42 دولاراً، بعدما انخفضت في معظم جلسة التداول الآسيوية. وزاد خام برنت 1.7% الأسبوع الماضي ليحقق أول مكسب في 4 أسابيع. وزادت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 0.5% إلى 69 دولاراً، بعدما انخفض 1.3% يوم الجمعة.

ولاحقا عند التسوية، ارتفعت العقود الآجلة للخام الأميركي 1.44 دولار أو 2.1% لتبلغ 70.13 دولارا، كما زادت العقود الآجلة لخام برنت 68 سنتا أو 0.92% لتبلغ 74.97 دولارا.

ونما الاقتصاد الأميركي بأسرع وتيرة في نحو 4 سنوات في الربع الثاني، لكن التوترات التجارية تظل محتدمة بين واشنطن وبكين على الرغم من انحسارها بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.


وقالت السعودية الأسبوع الماضي إنها علقت شحنات النفط عبر مضيق باب المندب بالبحر الأحمر، أحد أهم مسارات ناقلات النفط، بعد أن هاجم الحوثيون المتحالفون مع إيران سفينتين في المضيق.

وأضافت شركات الطاقة الأميركية 3 منصات حفر نفطية في الأسبوع المنتهي في 27 يوليو/ تموز، حيث زادت شركات الحفر أنشطتها للمرة الأولى في الأسابيع الثلاثة الأخيرة، وفقاً لما أظهرته بيانات صادرة يوم الجمعة.


(رويترز، العربي الجديد)

المساهمون