فرصتكم لقضاء العطلة في إمارة ليختنشتاين... حيث الطبيعة والفرح

فرصتكم لقضاء العطلة في إمارة ليختنشتاين... حيث الطبيعة والفرح

29 مارس 2019
طبيعة خلابة في إمارة ليختنشتاين (فرانس برس)
+ الخط -
في أحد التقارير التي نشرها موقع بيزنس إنسايدر، حديثاً، عن أغنى العائلات الملكية الأوروبية، تصدّر الأمير هانز آدم الثاني، أمير إمارة ليختنشتاين القائمة الأولى بثروة تقدر بنحو 5 مليارات دولار. وتحتل عائلة ليختنشتاين مركزاً مرموقاً بين الأسر الملكية.

دفعنا هذا التقرير للبحث عن هذه الإمارة، خاصة وأنها دولة حبيسة في قلب جبال الألب. تبين أن ليختنشتاين تمتلك ثاني أعلى ناتج محلي إجمالي للفرد في العالم من حيث تعادل القدرة الشرائية، كذا تمتلك أدنى دين خارجي عالمياً، ما يجعلها من أغنى الدول في العالم.

وتستضيف هذه الإمارة ملايين السياح سواء في فصل الصيف أو الشتاء، نظراً لما تمتلكه من جمال طبيعي قل نظيره في العالم. تقع ليختنشتاين في جبال الألب وسط أوروبا، تحدها سويسرا غرباً والجنوب والنمسا شرقاً. 

الرفاهية والتراث



التجول في العاصمة فادوز يشبه إلى حد كبير السير في محمية طبيعية نظراً لجمال روعة الطبيعة الخلابة. غابات، سهول ووديان تخترق العاصمة، التي تحتضن أيضاً المراكز السياسية الهامة. البرلمان والوزارات.

تتميز المباني في العاصمة بهندستها المعمارية الراقية، والتي تجمع الحداثة مع عراقة الفن الروماني التقليدي. كذا، تضم العاصمة أيضاً مراكز أثرية هامة، ومن أبرزها قلعة فادوز، مقر إقامة الأمير.

تعتبر القلعة رمز العاصمة، تقع في وسط العاصمة، ويستغرق الوصول إليها نحو 15 دقيقة سيراً على الأقدام من قلب المدينة.

كذا، تحتوي العاصمة أيضاً على الكثير من المتاحف الهامة، من أبرزها، المتحف الوطني ليختنشتاين، وهو عبارة عن بيت يعود للقرن الخامس عشر، يحتوي على الكثير من الأدوات والأواني والأسلحة التقليدية. ولا تفوتوا فرصة زيارة متحف الفن الحكومي المعاصر، حيث يعرض العديد من الأمثلة الرائعة للأعمال الفنية الحديثة والمعاصرة.

السياحة الشتوية



أما محبو التزلج، أو تسلق القمم، فيمكنهم التوجه لتمضية يوم في بلدة مالبون الصغيرة. تعد هذه البلدة الواقعة في جنوب الإمارة، من أروع المنتجعات في أوروبا. كانت مقصد الأثرياء منذ ستينيات القرن الماضي، حيث تم إنشاء أول مصاعد التزلج والمنحدرات بالعالم. 


حاولت السلطات من جعل هذه البلدة، مركزاً هاماً لتعليم فنون التزلج عالمياً، لذا تم إنشاء حديقة مالبي كيندر لاند المخصصة للأطفال والمبتدئين لتعلم مهارات التزلج. كما أنها تحتوي أيضاً على مراكز ترفيهية مدهشة لجميع أفراد العائلة.

يقضي السائح يومه في التزلج، وفي فترة المساء، يمكنه زيارة المراكز الصحية، والتنعم بالمياه الكبريتية العلاجية. كما تحتوي البلدة على كنائس حجرية تعود للقرون الوسطى، حيث يمكنكم زيارتها واكتشاف روعة هندستها المعمارية.

بعيداً عن التزلج، إن سلسلة المطاعم، والمقاهي المنتشرة في البلدة تدعوكم للجلوس بالقرب من المدافئ التقليدية، والاستمتاع بالموسيقى الألمانية والسويسرية. 

ثقافة الشعوب



لا تخلو زيارة أي مكان في العالم، من التعرف على تقاليد سكانه وطرق معيشتهم. في منطقة ميتلدورف، يمكن للسائح الاحتكاك مع السكان المحليين. تتميز المنطقة بطرقها المعرجة، والمرصوفة بالحصى، إضافة إلى أبنيتها التقليدية، ذات القرميد الأحمر. 


يعتمد سكان هذه المنطقة بشكل رئيسي على التجارة، حيث تحتوي المنطقة على سوق تقليدي غني بالمواد والسلع الغذائية المحضرة يدوياً. كذا، تحتوي المنطقة أيضاً على مبنى شهير يسمى "البيت الأحمر"، وهو مبنى يعود إلى أواخر القرون الوسطى ذات تصميم مميز، ويعتبر محط أنظار الكثير من الزائرين.

وفي قرية بلزرس جنوب البلاد، ما رأيكم بزيارة قلعة "غوتنبرغ" التي تحتوي على حديقة نباتية تضم ملايين النباتات النادرة؟ وإن فاتتكم زيارة أي مكان في لختنشتاين، فما رأيكم بركوب القطار التقليدي والتجوال بين الكروم والمراعي الخضراء؟ 

التجارب المثيرة

تختزن هذه الإمارة الصغيرة نسبياً من حيث المساحة (160 كيلومترا مربعا) ثقافات الدول المجاورة، مع مزيج خاص من تقاليد وعادات شعبها. ويمكن للسائح التعرف على هذه الثقافة من خلال المهرجانات الفنية التي تقام بشكل دوري، حيث يرتدي الفنانون أزياء تعود للقرون الوسطى، ويقيمون الحفلات المشابهة لتلك الحقبة الزمنية. فيقضي السائح أوقاتاً ساحرة.

كذلك، يحافظ السكان على طرق معيشة بدائية، يمكن اكتشافها في الأسواق الشعبية، عن طريق شراء الحرف اليدوية.

أما الطعام في ليختنشتاين، فله مميزاته الخاصة. البطاطا، الجبن، والحساء، مكونات أساسية تضيف إلى رحلتكم مذاقا مميزا. فالإمارة التي كانت جزءا من الإمبراطورية الرومانية، تأثرت بتقاليد الرومان. ويعد طبق الريبل، والذي يتكون من دقيق الذرة أو سميد القمح، الطبق التقليدي في الإمارة، والذي يباع في جميع المطاعم، فلا بد من تذوقه. 

 الوجه الآخر



تعرف هذه الإمارة الصغيرة نسبياً، بكونها واحدة من أبرز العواصم المالية، حيث يدخر السياسيون وكبار رجال الأعمال من حول العالم أموالهم داخل بنوك هذه الإمارة. 


لذا، تعرف البلاد بقوة ومتانة قطاعها المصرفي، كما يعتمد اقتصاد لختنشتاين على قطاع الخدمات، والصناعة، ناهيك بوجود قطاع زراعي قوي، حيث تزرع كروم العنب. يعيش سكانها في بحبوحة اقتصادية، حيث إن أرقام البطالة أو الهجرة ضئيلة جداً، وفق بيانات البنك الدولي.

التكاليف المادية للإقامة في هذه الإمارة ليست مرتفعة، في حال كانت الوجهة من دول أوروبية، حيث يمكن الوصول إليها عن طريق الطيران الداخلي، أو حتى باستخدام وسائل النقل العام. أما إن كانت الوجهة من الدول العربية، فينبغي أولاً الهبوط في مطار سويسرا أو ألمانيا، ومن ثم التوجه إلى هناك.

التكاليف اليومية من مأكل ومشرب، وإقامة، بسيطة أيضاً، إذ يمكن بمبلغ 500 دولار، الإقامة في فندق متوسط، وتناول الأطعمة، والتنقل بين الجبال والوديان، وقضاء عطلة استثنائية.


(الصور من وكالة Getty)

المساهمون