ثبات بورصة تونس في 2016 رغم التوترات الأمنية

ثبات بورصة تونس في 2016 رغم التوترات الأمنية

20 مارس 2016
حادث سوسة هبط بالأسواق المالية التونسية عام 2015(GETTY)
+ الخط -




لم تشهد بورصة تونس التراجع الذي تعرضت له خلال سنوات الثورة أو العام الماضي الذي شهدت فيه البلاد هجومين على سياح أجانب وذلك رغم التوترات الأمنية التي تشهدها تونس منذ مطلع العام الجاري، وتنفيذ الجيش عمليات للقضاء على منتسبي تنظيم داعش.

ويرى المدير العام لبورصة تونس بلال سحنون، أن العمليات التي نفذها الجيش التونسي ضد مسلحين في بنقردان، لم تؤثر على أداء أسواق الأسهم في تونس بشكل كبير، "ربما بسبب النتائج الإيجابية حتى اللحظة لهذه العمليات".

 

وقول سحنون إن العملية الأخيرة في بنقردان بعثت برسائل طمأنة إلى المستثمرين المحليين والأجانب، "لذا لم نلحظ تراجعاً مؤثراً على سوق الأسهم التونسي خلال العمليات الأخيرة أو التي سبقتها في العام الجاري".

 

وكانت بورصة تونس قد تعرضت خلال السنوات التي رافقت الثورة إلى تراجع كبير، خاصة في أعوام 2011 حتى 2013 نتيجة للظروف السياسية والأمنية، وهوى بالأسهم والاستثمارات إلى أدنى مستوى منذ عقود، "لأن ظروف الانتقال الديمقراطي وظهور الإرهاب جعلا المستثمر يتخوف".

 

يقول سحنون "هذا ما حصل مع مستثمري بورصة تونس، وكما هو معلوم، المستثمر المتخوف يسحب استثماراته بسرعة من السوق، وعند الانفراج ينتظر إلى حين استقرار الأوضاع ليعاود الإدراج والاستثمار، لكن لم نشهد هذا الخروج من السوق في أحداث بنقردان".

 ويرى سحنون أن عدم تأثر بورصة تونس بشكل كبير خلال الأحداث الأخيرة يعود إلى تنوع القطاعات، "فالسياحة تمثل 7% من الناتج المحلي الإجمالي، وعندما تتأثر السياحة، فإن 7٪ من الاقتصاد التونسي يتأثر".

 

أحداث سابقة

ويتابع، "أفضل عام في أداء البورصة كان في 2014 عندما زاد مؤشر البورصة الرئيس بأكثر من 16٪، وكانت هي السنة التي شهدت المصادقة على الدستور وإجراء الانتخابات".

 وفي 26 حزيران/ يونيو 2015 فتح شاب تونسي يُدعى سيف الدين الرزقي النار من سلاح كلاشنكوف كان يخفيه تحت مظلة شمسية، على سياح أجانب كانوا على أحد الشواطئ بمدينة سوسة، وقتل 38 سائحاً أغلبهم من البريطانيين، فضلاً عن جرح 39 آخرين، قبل أن يلقى حتفه على يد قوات الأمن.

 

وأشار مدير عام البورصة إلى أن ذلك الحدث الأمني، هبط بالأسواق المالية إلى مستويات متدنية، قبل أن يعاود الصعود مرة أخرى، "لتنتهي سنة 2015، بخسارة الأسواق لكل ما ربحته خلال شهور تلك السنة".

 وأكد أن مؤشر البورصة لم يهبط لفترة طويلة إثر عملية باردو التي استهدفت سياحا أجانب في مارس/آذار 2015.

 

وتابع، "ضربة باردو كانت كبيرة في قلب العاصمة، ونزل المؤشر الرئيس بنسبة 2.5% في يوم واحد، وهذا يعتبر انزلاقًا كبيرًا جداً لمؤشر عام البورصة".

 وبدأت سنة 2016 بشكل جيد بالنسبة لبورصة تونس، "مضى شهران جيدان في التداول، هناك ارتفاع ملحوظ في أسعار الأسهم وفي التداولات، وبرأيي فإن أداء البورصة منذ مطلع العام الجاري كان أفضل منه في البورصات العربية والعالمية التي شهدت تراجعات بفعل النفط وغيره".

 وبلغت نسبة مشاركة الاستثمار الأجنبي في الشركات المدرجة ببورصة تونس، نحو 22٪ في سنة 2013، إلى 26.5% خلال العام الجاري.


اقرأ أيضا: بورصة تونس تتجاهل هجوم "سوسة" الإرهابي وتتراجع قليلاً 

المساهمون