بغداد غير راضية عن سياسة السعودية النفطية

بغداد غير راضية عن سياسة السعودية النفطية

04 ديسمبر 2018
العراق مستاء من قرارات السعودية رفع الانتاج (Getty)
+ الخط -
قال مسؤول عراقي نفطي في بغداد، لـ"العربي الجديد"، إنه من غير المعروف ما إذا كانت بلاده ستنسحب من منظمة البلدان المصدرة للنفط "أوبك" أم لا، لكنها تدرس عدة خيارات حيال استمرار الحكومة السعودية في عدم احترام الاتفاقات التي جرت داخل المنظمة.

ووفقاً للمسؤول ذاته، فإن ذلك سيتحدد بعد الاجتماع المرتقب للمنظمة في فيينا، يوم الجمعة المقبل، بحضور جميع الدول الأعضاء، لأن العراق تضرر كثيرا من الهبوط المتعمد في أسعار النفط.

وتابع المسؤول قوله "نحاول أن نفهم موقف الدول الأعضاء من خرق النظام العام للمنظمة والاتفاقيات التي جرت مؤخراً حول معدل الإنتاج، وسبب انفراد السعودية بخطوات أضرت بباقي الأعضاء". مشيراً في هذا الصدد إلى أن هناك رأيا مطروحا حول الانسحاب من المنظمة كخيار، كون بقاء احترام العراق لقرارات المنظمة وخرقها من قبل السعودية غير وارد. 

وكشف المسؤول العراقي عن أن السعوديين لم يردوا على استفسارات عراقية حول الخطوة الأخيرة التي قاموا بها، والخاصة بزيادة الإنتاج النفطي وتسببت في تراجع كبير في أسعار النفط. 

وفي السياق نفسه، قال النائب في البرلمان العراقي، منصور البعيجي، إن بغداد ستتخذ ما هو الأفضل لها. وأضاف البعيجي أن ترامب صار يتحكم في منظمة أوبك من خلال السعودية التي لا تحترم باقي الأعضاء في خطوتها الأحادية، وأن ولي العهد محمد بن سلمان بات يتصرف وفقا لمصالح ترامب، وليس لصالح الشعب السعودي. 

وأضاف البعيجي "أعتقد أن جريمة مقتل خاشقجي وملفات أخرى، منها اليمن، دخلت في ابتزاز ترامب لمحمد بن سلمان، وأن سياسة السعودية النفطية انعكست على العراق بشكل سلبي جداً، خاصة في توقيت حرج، حيث خرجنا من حرب طاحنة ونحتاج إلى كل سنت إضافي من الدخل النفطي". وختم بالقول "العراق سيغلّب مصلحته أولاً حيال بقائه أو خروجه من أوبك".

يذكر أن العراق من الدول التي تعكف على زيادة إنتاجها النفطي. وكشف وزير النفط العراقي، في تصريحات سابقة، إن بلاده متمسكة برأيها في أن "سياسة منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك لا بد أن تسير باتجاه استقرار أسواق النفط العالمية، من أجل تلافي أي تدهور قد تتعرض له أسعار النفط في المستقبل".

وكشف الوزير اللعيبي، في يونيو/حزيران الماضي، أن العراق يعمل على رفع الإنتاج النفطي خلال السنوات المقبلة إلى 7.5 ملايين برميل يومياً.

وقال اللعيبي، في تصريح لوسائل إعلام محلية، إن وزارته تعمل على "وضع ملامح للسياسة النفطية من خلال أهداف محددة، نسعى للوصول إليها، إذ نسير وفق خطة لرفع الإنتاج النفطي إلى أكثر من 7 ملايين و500 ألف برميل يومياً، خلال العامين 2023 و2024، بحيث نخصص 6 ملايين برميل للتصدير، ومليونا ونصف المليون للاستهلاك المحلي".

وأضاف اللعيبي أن الوزارة سبق أن أعلنت عن سعيها "إلى رفع الإنتاج إلى 12 مليون برميل يومياً، لكن لم يحصل هذا على أرض الواقع"، عازياً السبب إلى "الوزارة والبرلمان العراقي الذي لم يقر قانون النفط والغاز خلال الدورات الماضية".

المساهمون